إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اغتنم فترات النشاط و القوة - أنجز الأهم ثم المهم - إعداد المحامي :بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اغتنم فترات النشاط و القوة - أنجز الأهم ثم المهم - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    اغتنم فترات النشاط و القوة - أنجز الأهم ثم المهم
    إعداد المحامي :بسام المعراوي
    بديهة إن الإنسان يمر في عمره بمراحل محددة و متدرجة : طفولة، شبولة، شباب، رجولة، كهولة، شيخوخة،و ليس بيده أن يرتب هذه المراحل و الفترات حسب ما يشتهي، و عليه أن يغتنم فترات النشاط و القوة في عمره في سبيل استثمار لأوقاته .
    و من جهة أخرى فان الظروف التي تمر بالإنسان و يمر بها ليست على وتيرة واحدة، ذلك أن من شأن الظروف و الأيام التقلب و التغير، و مسيرة التاريخ البشري أكبر دليل على ذلك،، و إن كان هذا الأمر بديهي أو مسلم بصحته، لا يحتاج إلى دليل .
    و حيث أن الأمر كذلك فمن الغير المجدي للإنسان مصارعة الزمن، لأنه يصرع و لا يرحم، كما من الغير مجدي أيضا الاستسلام المطلق له، و الطريقة الموضوعية للتعامل معه هي استعمال المرونة معه باستثمار فترات القوة و النشاط عند الإنسان، و إن استسلم الإنسان للظروف المتقلبة دون أن يكون رقما فيها فأنه حينئذ سيكون ميت الأحياء .
    إن الله عز و جل خلق الإنسان ضعيفا، ثم زوده بالقوة، ثم يعود الإنسان ضعيفا فعليه أن يغتنم الفترة المتوسطة المتميزة بالنشاط و القوة .
    يقول تعالى : ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعلنا من بعد قوة ٍ ضعفاً و شيبة يخلق ما يشاء و هو العليم القدير ) ( الروم /54) .
    و مرحلة القوة و النشاط في حياة الإنسان في الشباب و الرجولة، هذه المرحلة التي ينبغي له أن لا يفرط فيها و أن يستثمرها أحسن استثمار .
    إن مرحلة الشباب هي مرحلة النشاط، و هي المرحلة الحاسمة في حياة الإنسان، و هي التي تصوغ شخصيته، و تبني مستقبله، فلا بد أن يبادر بجد لاغتنامها .
    يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :(( اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك، و صحتك قبل سقمك،و فراغك قبل شغلك، و شبابك قبل هرمك، و غناك قبل فقرك ))، ( ميزان الحكمه /ج7،ص284) .
    و إضافة إلى أن الإنسان يمر بمراحل، و عليه أن يغتنم فترات القوة و النشاط، إضافة إلى ذلك فانه حتى في اليوم الواحد عليه أن يغتنم ساعات القوة و النشاط أيضا، بل حتى في الجانب النفسي، عليه أن يغتنم إقبال نفسه و نشاطها إذ إن لها اقبلاً و أدباراً .
    جاء في الحديث الشريف : ( إن القلوب إقبالاً و أدباراً فان أقبلت فتنفلوا و إذا أدبرت فعليكم بالفريضة ) ( فروع الكافي /ج3،ص454) .
    و ما دامت هذه النفس تتقلب من حال إلى حال، فلا بد من اغتنام حالة القوة و النشاط للجسد، و بذلك يحسن المرء استثماره لأوقاته .

    من الأمور المسلم بها أن الأعمال في الحياة ليس كلها على درجة واحدة من الأهمية، و مع ذلك فأن كثيرا من الناس لا يفقهون هذه القاعدة في العمل من الناحية التطبيقية، مع معرفتهم لها من الوجهة النظرية، أي أنهم قد يعرفونها نظريا، و لكن لا يطبقونها عمليا .
    إن كثير من أعمال الإنسان تنتظر الإنجاز، فكيف يمكنه إنجازها على خير وجه، إذا لم يضع نصب عينه مبدأ : القيام بالأهم ثم المهم ؟
    و ببعد المرء عن هذه القاعدة أو بتجاهله لها، يصاب بالارتباك و الاضطراب، لكثرة الأعمال و تزاحمها، الأمر الذي يؤدي إلى تأخيرها و تأجيلها، ربما الإصابة بالشلل في إنجاز الأعمال، و حين تصاب المرء بارتباك و الاضطراب، لا يقوم بالأعمال – في العادة – على خير صورة
    و من نتائج البعد عن هذه القاعدة، الإصابة بالزحام الفكري، حيث يتصور المرء أنه مشغول بالأعمال، و لم يحرك ساكنا، إذ أن لديه أعمالا كثيرة لكنه لا يستطيع التحرك من أجل إنجازها، بسبب عدم تشخيص الأهم من المهم فيها، أو بسبب القيام بالأعمال الأقل أهمية، و ترك الأعمال الأكثر أهمية .
    يقول الإمام علي عليه السلام : (( من اشتغل بغير المهم ضيع الأهم )) ( غرر الحكم ) .
    و يقول عليه السلام أيضا : (( من شغل نفسه بما لا يجب، ضيع من أمره ما يجب )) ( غرر الحكم ) .
    إن أعمال الإنسان – كما عبادته – منها واجب و منها مستحب، و من الناس من ينشغلون بالمستحبات و يتركون الواجبات، و بذلك تكون النتيجة على حساب الواجبات، و من الناس من يضيع الأهم و المهم معا، و ينشغل بالتوافه، و هذا أدهى و أمر .
    يقول الإمام عليه السلام : (( لا قربة بالنوافل، إذا أضرت بالفرائض ))، نهج البلاغة، حكم (39) .
    و هكذا فلكي يستثمر المرء وقته، عليه أن يضع دائما – نصب عينه هذه القاعدة : ( الأهم ثم المهم ) .
يعمل...
X