إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الروائي نبيه اسكندر الحسن - من رواية ( قيم وثعالب )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الروائي نبيه اسكندر الحسن - من رواية ( قيم وثعالب )

    الفصل الثاني من رواية ( قيم وثعالب )

    بقلم: القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن


    2
    خطر له أن يتجول في شوارع المدينة أغلق باب الصومعة وهبط درجات السلم عبر الأزقة الطينية غاصت قدماه في طين السواقي حيث الحي يفتقر للصرف الصحي ،تفل جانبا وحث خطاه صوب طريق الذي يصل حمص بالعاصمة ، بحث عن خرق وحين عثر على ضالته نظف الحذاء من الطين ،لم يدر كم مضى من الوقت حين قالبه معرض الكتاب ،ولج المكان وراح يبحث عن كتاب التداوي بالأعشاب ،ووقع بصره على كتاب تفسير الأحلام وبعض الكتب التي يعتمد عليها أمثال أمَ " فيصل " وما أكثرها .ابتاع الكتاب الأول ،صادف طريق العودة من أمام مقهى الروضة ،منظر رواد المقهى في الجناح الصيفي ،جعله يعيد ترتيب أوقاته من جديد ،لابأس من التمتع بعض الوقت بمنظر النوافير والورود والاستماع لزقزقة العصافير وهديل اليمام ،كيف سيقوام هذه الأقانيم فكل شيء يغري ويدفع الإنسان للجلوس ، هذه الجواء تجعل المرء ينسى كل شيء ،رمق الساعة الجديدة حيث عقرب الثواني يقفز ،ودوى الصنج كما دوى قلبه حين قابلته " فلة " بنبأ أم " فيصل " .الوقت قطار يصفر ،ولا يتوقف إلا في المحطات ،فأنى له أن يلحق ،مشى حتى وصل باب المتحف ،ثمة ذكرى جفولة ،ذات يوم كان هذا المبنى دار لمجلس المدينة ،قبالته سينما " اوبرا " آخر مرة حضر على شاشتها فلم " الزهرة والحجر " الثقافة الماضية امتداد للحاضر واستشراف للمستقبل ،هي الثقافة الكونية كما أوتار الربابة إذا قطع وترا ضاعت اللأحان انسلت من فمه ابتسامة فقال لنفسه :" انتقلت السينما إلى بيوت الناس " وغزت العولمة العقول ،كان شارع القوتلي في حركة دائمة ،السيارات تعبر ،والناس يلوذوا بظل الأشجار ،فالشمس فوهة تنور ،لا يدري كيف سقط زرق الطير فوق رأسه أوقع الرعب في داخله وكيف لا يخاف والأنباء تحذر من " أنفلوزيا " الطيور ،اجتاز إلى الطرف الآخر قابلته مرآة بناية " البلازا " رأى نفسه بداخلها مذعورا مدَ يده إلى رأسه وراح يزيل زرق الطير بمنديل ناعم ،فاطمئن بعض الشيء ،وأحسَ باستعداد نفسي للتمتع بجمال الدنيا ،فحشر نفسه في الازدحام ،وراح يشم عرق الباعة ،وأصواتهم تختلط بصرير عجلات السيارات لتؤلف معزوفة الحياة وصيرورتها ،تابع مسيره حيث العمال يجلسون بانتظار من أرباب العمل منهم يعملون بالمعاول ،ومنهم أصحاب المناجل ،وبائع العرقسوس يدور حولهم يحمل إبريقه ذو العنق ا الطويل وأجرسه ذات الرنين وينادي :
    - يالله أشرب الرائق ياعطشان .
    فأحسَ بالسعادة وهو يعيد تلك الأيام الخوالي مكتفيا باسترق النظر من وجوه العذارى يمم وجهه شطر سوق التجار ثم عبره إلى حمام " الباشا " حيث تذكر حمام النساء وكيف ينساه ذات يوم وعدته جدته أن تبحث له عن عروس كالعادة في ذلك الحمام ،في تلك اللحظة لاحظ طيف فتاة تشق الزحام متحدية كل العيون اللاهثة ،وقد اندفعت بثوب مفتوح عن ساقين عاجيين ،كانت تعلق في كتفها حقيبة تطوح مع الهواء ،خطرت أمامه وهي ومطت شفتها السفلى ،فكر بهذه الحركة ،لكن لم يقف على شيء ،لا يدري كيف تذكر حركات عرفها في سن المراهقة ،لكن لا يدري كيف وجد نفسه منساقا خلفها ،وكانت الظلال قد انحرفت قليلا منتقلة من حالة القرار إلى حالة الجواب في لحظة مملوءة بالهواجس المختمرة ،وبدت كأنها إشارة موسيقية تتصاعد على سلمها مع ريشة يعزفها شخص مجهول الإقامة ،وحين انعطفت الفتاة ،أسرع يقتفي أثرها ،غير آبه لكل نداء السنين التي يحملها ثقيلة خجولة ،سأل نفسه : " أتكون فلة "؟.
    هذه الفتاة تشبهها حتى التطابق ربما تعوضه عن سني عمره الضائع ،لكنها سرعان ما اختفت وكأنها الجنية التي تزور صومعته ،بحث عنها فلم يعثر على أي أثر لها ،فأدرك أن الحياة وردة تدفع ببتلات جديدة إلى الزهو والقديمة تسقط وتطفر مع الريح ،وهذه السماء الاذاوردية التي تحوي كل القيم التي يلتزم بها الإنسان لم تخرج عن كينونتها وإن خرج البعض عن ثقافتها الكونية ،فهي راسخة الجذور ربما احتاجت الأجيال القادمة لمعرفة كنهها .فالمهم قبل كل شيء أن يكون المرء قادر على الوقوف في المطة الوسط قبل أن يودع شحنات الاندفاع بنفس تعبق باندفاع الشباب وروح المغامرة التي تكون الدافع نحو أتون الحياة .كان يثق أنه يحب الناس جميعا ،وفجأة تلبسته رغبه أن يعود إلى المرآة ومشاهدة نفسه .ومن هناك عرج وابتاع زجاجة عطر عربون وفاء للجنية التي تلاحقه حتى في المنام وهذه الفتاة لم تكن إلا هي .حث خطاه شطر البيت ربما لم تأت الجنية فيخلو مع كتبه التي كانت بمثابة الضرة " لفلة " فتحس برياح الغضب ،أن الضرة تنمي الكره وتولد الهم ،الكره نار ،منذ زمن جهد علماء الاجتماع وعلماء النفس والفلسفة لأن يضعوا حد لأمثال أمَ " فيصل " .التي استغلت " فلة " وجعلتها تخضع لتعويذاتها .ولج الصومعة استلقى على السرير ،حدق في سقف الصومعة حتى غالبه النعاس ،ثمة طرقات على باب الصومعة ,قطع عليه الاسترسال مع الحلم ,نهض مسرعا فتح الباب وقف اميل أمامه :
    - صباح الخير..
    - أهلا..
    - يريدك طارق يا أستاذ.
    - ماذا يريد؟
    - لا أدري.
    - إذن سألبي دعوته حالا .
    - نراك بخير.
    هبط " أميل " درجات السلم دون أن ينظر خلفه، تصرفه جعل وجيه يضحك من أعماقه, كان يدرك جيدا أنّه ولد لا ينظر أبعد من أنفه.ولج المطبخ أعد فنجان من القهوة ،ومع ارتشاف القهوة أخذ يتفقد أوراقه ويسترجع اللحظات التي شبت في داخله منذ ليلة أمس ،نظر من الكوة وقع بصره على فتاة واقفة على الرصيف تتفقد حقيبتها وهي ترسل نظرات تواقة فيها شهوات شيقة ،فلم يكترث ،ولكنه تحدث مع ذاته : " ما سر هذه النظرات التي ترسلها "؟.
    أجابه النقيض :
    - أكيد أنت تفكر بنظرات الفتاة ،وستنتج أنه تشبه فلة ،لكن يا صاح ستندفع إليك لتدمر قيمك الأخلاقية .
    - لا تكن فظا لهذه الدرجة ،فأنا لا أقيم وزنا لمثل هذه الترهات .
    بدا اليأس مكتوبا على سحنته ،كان يرفضها قي قرارة نفسه ويخضعها لتوازنات لا حصر لها ،فتندفع بكل أتونها لتشمل الموت والحياة ،وبدايتها ومعانيها ،وقف على الميثولوجيا ،ومرَ في الحضارات والصراعات ،في معنى الحرب والسلم فلم يستطع وضع علامة أو إشارة ،لكنه تلقى رمشة من عينيها فتراجع إلى الخلف ، وجد في تلبية الدعوة تخلّصاً من الملل، نهض مسرعا، ارتدى ثيابه و لم ينس أن يتناول الغليون، أغلق الباب بهدوء , دلف إلى الشّارع ، عبر الأزقّة، كان غارقاً في الذهول، راح يفكر في أمور الدنيا والعيش الفارغ وحين وصل إلى بداية الشارع وقف للحظات مترددا , كان سيعود من حيث جاء ,لكن صديقه " فهد " ربت على كتفه وسأله :
    - مقالك جميل يا أستاذ !.
    - لم أفهم .
    - في جريدة العروبة .
    - لم أرسل لها شيئا .
    - ولو تبخل علينا بلفت النظر !..
    - ومن أنتم ؟.
    - أنسيت يا أستاذ أنا أعمل في المقاولات ؟ !.
    - ربما يكون المقال قديم .
    - يعني لا أمل ؟.
    استشاط غضبا وهم أن يصرخ :
    - أنا لا أكتب لمصلحة هؤلاء .
    - هل نطلب معجزة ؟.
    ضحك بصوت عال ،تواردت لذهنه صور هاربة فراح يتقصاها وهو يسير ،لعله يقبض عليها في زوايا مخه المهملة ،ويدرك أن الكتب التي جمعها على حساب لقمة العيش لم تعطه سوى الأعداء ،هذه الكتب بنظره لا تقدر بثمن ،هي في الوقت الحاضر لا تساوي مصروف يوم من قبل مرابي . فلم يشعر بنفسه إلا واقفا أمام بيت طارق , ضغط بإصبعه على كبسة الجرس ,فتح طارق الباب ,ألقى التّحيّة عليه , فاستقبله مرحبا, وأخذه من يده ,وولجا الغرفة أجلسه على الفراش :
    - خذ راحتك.
    - من أين يشترونها ؟
    - من دكان أبي محمود.
    - لم أجدها ؟
    - حقا؟
    - إني في أسوأ حال.
    لم يعتد " وجيه " مثل هذه الضائقة ،وبسبب مرض والده أضطر أن يبيع مسكنه ليحصل على الدواء والسكن في تلك الغرفة الصغيرة مع " فلة " تجلس قربه طلية ساعات الفراغ ،فلا تترك مجالا لأن يخلد لحظة مع نفسه ليتمتع مع كتبه التي عشقها ،مما جعل سعادته تتلاشى مع تلاشي عالمه ،فحصر جلَ اهتماماته بالمعارك الطاحنة التي تدور في الطابق الأعلى ،وصراخ أولاد الجيران ،ولم يستطع أن يخلد إلى أحضان " فلة " بسبب حركات الثمرة التي زرعها في جوفها .حاول مرارا أن ينسجم مع هذا العالم الضيق ،وهذه التراكيب المظلمة ،لكن دون جدوى ،لكنه أوعز كل ذلك بسبب قراءاته لكتب لم تعد تنسجم مع التركيب الخلقي .قطع طارق استرسال وجيه :
    - تعال نلعب الشطرنج؟
    - لا بأس.
    ما هي إلا دقائق من المباراة حتّى وضع طارق الملك في المرمى متبعا خطة حربية استخدمها (نابليون),كسب المباراة , لم يكد يستقر بهما الحماس حتى جاء والد طارق يحمل بطّيخة خضراء , ابتسم دون أن يلقي تحية المساء ،لعله يريد أن يلفت الإنتابه إلى الكرة ،فأشار بإصبعه إلى كيس أسود يقبض عليه بيد قوية :
    - احذر يا وجيه ما هو داخل الكيس .
    - هل ثمة احتمالات ؟.
    - نعم ،لكن على شرط .
    - موافق أشرط .
    - إذا لم تحذر تقرضني مبلغا من المال .
    - علام ؟.
    - ربما أستطيع الاتجار بهذه المادة .
    - لك ذلك .
    - مادة تسليك وتحليك وتطعمك ،وتطعم حمارك أيضا .هل هي بطيخة خضراء أم شمام ،أو يقطين ، أم جوز الهند .
    - هل من وسيلة مساعدة ؟.
    -نعم .احذف المادتين الأخيرتين .
    صمت للحظة وشرد في خياله بعيدا ،داخلته لحظات من الخبث ،نسختها أرواح الكتب على روحه التي تتحكم بانطباعاته الحبيسة والتي لا تخرج من تلافيف دماغه إلا كما يشاء ممزوجة بالمزاح المبطن أجاب :
    - شمام .
    انفرجت شفتا الرجل :
    - خسرت .
    وأخرج البطيخة الخضراء وهو يشير إلى الفاكهة اللذيذة والفرحة تحك قلبه ، رفع وجيه عينيه فوجده مبتسما ,تفرس فيه طويلا ثم دعاه للجلوس , رمقه بنظرة ثاقبة :
    - أتعلم كم سعر كيلو غرام البطيخ؟
    - لا.
    - خمس ليرات.
    - يا رجل !
    - دون يمين . كنا نشتري الكيلو غرام بخمس قروش.
    - الغلاء يا صاحبي.
    - للبطيخ فوائد كثيرة؟
    أجاب وجيه بفتور:
    - ( حظي في كل شيء أحمر, إلاّ في البطيخ أبيض).
    لم يكن يخلو من دعابة ,لا يعرف للقلق معنى ، قهقه حتى كادت الدموع تنهمر من عينيه ,لم يجد مناصا من الموافقة على ما تفوه به وجيه, نادى على زوجه :
    - أين السّكّين يا سلوى؟
    استجابت سلوى لأمره , فتركت المطبخ كانت قد نذرت نفسها له,كانت كريمة حنونة عطوفه, ردت عليه :
    - مابك ترى السكين في منامك؟
    - لا ...يا عزيزتي طعم البطيخ لا يقاوم.
    - هل ربحت الجائزة ؟.
    - ما قصدك ؟.
    - لا شيء لقد أصبح مأكل الأكابر.
    - إذا أسرعي.
    وقفت أمام الباب وقبل أن تناوله السّكّين مدت عنقها فوقع نظرها على وجيه ومع ابتسامة رقيقة:
    - من الأستاذ بضيافتنا يجب أن نلصق عجينه على الباب .
    - ناوليني السكين ،وبعد ذلك خذي راحتك .
    - تفضل.
    وانكفأت إلى المطبخ .
    - ابقي البطيخ شهي.
    قال أبو طارق .
    - لا عليك ... لم أنته من تنظيف الثياب.
    - اتركيه .
    - لم يبق سوى نشره على حبل الغسيل .
    ضحك وجيه وقال مازحا :
    - وتنشرون غسيلكم أمام الجيران .
    قبض أبو طارق بيده على السكين,وهو يسترق النظر إلى جسد وجيه ،كان جسده نحيلا، وإلى عينيه اللامعتين المتعبتين ،وراح يقسم البطّيخة بتفنن على طريقه هندسيّة فغدت كأهلّة رائعة الاحمرار ، ضحك وجيه :
    - نعم أنت بارع في اختيار البطيخ .
    وعلق طارق بنكتة طريفة دون أن يخشى عاقبة الأمر ، لكن والده تغاض عن زلته، فابتسم طارق حين تبين مبلغ الأثر الذي تركته النكتة في نفس والده ،وراح يلطف الجو ، فتعمد وجيه أن يفتعل مظهرا من مظاهر الدعابة فأفصح عن رأيه في شيء من الحياء :
    - يا إلهي ! ...تبدو كشفاه فتاة شاميّة ليلة الزّفاف.
    ضحك والد طارق :
    - معك حق , لم هجرت الشامية فلة ؟
    - دعنا من التساؤلات نحن بانتظار وجبة من البطيخ الآن. .هزّ أبو طارق رأسه ،وحدجه بنظرة لا تخلو من دهشة وحذر ودعاهم أن يتناولوا الفاكهة، شارك وجيه في التهام الوجبة اللّذيذة ، كان والد " طارق " يفكر من أين سيبدأ بطرح مشروع التجارة بهذه المادة ،أيقن أن فكرته ستكون شاقة ,لبث هنيهة يفكر ,فهو يهوى التجارة بكل ما لذّ وطاب ، لكن ما في اليد حيلة ، كان يعرف أنّ التّجارة بهذه الفاكهة تدرّ أرباحاً وثمّة من قبروا الفقر من وراء تجارتها ولو كان يملك رأسمال لا يدع هذا الموسم أن يفوت, صحح من جلسته و باقتضاب:
    - الأمر هام .
    - تفضل.
    - أتعلم كم أرباح البطّيخ؟
    - لا... أبدا .
    - كبيرة جدا.
    تذكّر وجيه خال " فله " حين أدلى بنصيحة تجنبه الكثير من النقاش العقيم مع أهل فلة ،حيث قال :" عندما ستزور أهلها خذ بيدك بطيخة زنتها بعدد أيام غيابك عن البيت ،الذي تجاوز أسبوعا".
    فسرَ وجيه لنفسه :" أيكون هذا الخال قد تدرب على يد أمَ فيصل ، أم هبط الحب من الفؤاد إلى المعدة "؟.
    لقد ترك وجيه البيت على إثر خلاف حصل بينه وبين " فله " عندما قامت " فله " بزيارة أمَ " فيصل " العرافة بصحبة أمّها وجدّتها .بعد تفكّير شيطاني رسمت الجدّة خطة محكمة فحدثت نفسها: " من لا غيرها يستطيع أن يقلب الأمور رأسا على عقب " .
    كانت أمَ صالح تلجئ إليّها عندما تعقّد الأمور ، فلم تنم تلك الليلة ،ارتدت ملأتها بعد صلاة الفجر وحثت خطاها صوب حي " الدحاديل " وفي رأسها عشرات الأسئلة ،فلن يهدأ بالها قبل أن تحقق مكيدة كانت قد رسمت خيوطها ببراعة ثعلب ماكر ،ولم تنس أن تأخذ معها بضع شعرات من شعر وجيه ،حيث شرطت عليها أم فيصل أن تكون كل شعرة أطول من أختها بقليل ،وكمية من البخور وقطعة من جلد الغزال وحاجات أخرى تلزم للمشعوذين ،منذ ليلة أمس جاءت بهذه الأدوات من سوق العطارين ،فلم تشعر بمسافة الطريق ،وحين أصبحت أمام بيت أم فيصل ،تذكرت أنها بحاجة بعض المعلومات عن وجيه ،فعادت على جنح السرعة إلى بيت أمَ " فله " ،كان قلبها يدق بعنف وصدرها يعلو ويهبط مثل كير الحداد ،عندما ولجت البيت ،و دون أن تلقي تحية الصباح سألت :
    - أين فلة ؟.
    - ما زالت نائمة .
    - حسنا ...سنذهب حالا إلى أمَ فيصل .
    - ما السبب ؟.
    - خطه جهنمية ،لكن عليك أن تخبريني بكل ما تعرفينه عن صهرك .
    فلم تدخر أمَ " فله " جهدا ،وراحت تقص عليها كل شيء حتى وضعتها بكافة الأمور ، ولم تنس حتى الجزئيات منها ،فقالت أمَ صالح :
    - هيا بنا قبل أن تستيقظ فله .
    [email protected]
يعمل...
X