إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدكتورة الأديبة نظمية أكراد تكتب للأطفال القصة والرواية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدكتورة الأديبة نظمية أكراد تكتب للأطفال القصة والرواية

    الأديبة نظمية أكراد: أدب الأطفال ... جنس أدبي ذو خصوصية في نثره وشعره

    دمشق-سانا

    تكتب الدكتورة الأديبة نظمية أكراد للأطفال في مجال القصة والرواية محاولة أن تؤسس لعلاقة عاطفية بين كتاباتها وبين المتلقى من خلال ما تبتكره من قصص خيالية تحرص في إطارها أن تؤدي حالات إنسانية وتربوية تخدم أجيالنا وتعمل على مستقبلهم الوطني .

    وقالت نظمية أكراد في حديث خاص لوكالة سانا إن أدب الأطفال هو جنس أدبي ذو خصوصية في نثره وشعره حيث يتوجه لقارئ مبتدئ يخاطبه بأسلوب يتلاءم مع المرحلة العمرية له والتي تمتد من سن السادسة وحتى الرابعة عشرة في رأي وحتى السادسة عشرة في رأي آخر ويحرص على أن يتواصل مع هذا القارئ بأسلوب سهل جذاب سلس وبلغة مفرداتها عربية صحيحة وبسيطة وقريبة من فهمه ومداركه وبجمل قصيرة وسليمة.

    وأضافت أكراد : يجب أن تتوفر في هذا الأدب مقومات السرد الفني إذا كان قصصاً وروايات وسلامة الأداء الشعري ولاسيما الوزن والموسيقا الظاهرة في الشعر سواء أكان نشيداً أم قطعة شعرية مع الحرص على أن يتوفر الجانب التربوي والتعليمي والقيم الوطنية والقومية والخلقية والاجتماعية والإنسانية والجمالية والفنية.. مبتعدا عن الإبهام والغموض والتعقيد ومنميا الملكات والخيال والمشاعر الخيرة إضافة إلى القدرة على القراءة عند الطفل والفهم والمتابعة والتفكير .

    ولفتت صاحبة قصة الحصان الأزرق إلى ضرورة أن يعمل الأديب على التخصص عند كتابته للأطفال وخلال هذا التخصص عليه أن يتلمس القضايا الاجتماعية التي من شأنها أن تؤثر بتربية الطفل وتعمل إلى جانب أهله في إزالة الشوائب والمعوقات المؤثرة سلبا في حياته وتنمي كل ما هو إيجابي للمساهمة في خلق جيل مستقبلي يعتز به الوطن والتاريخ وهذا الأمر يتطلب ثقافة عليا وخبرة ودراية إضافة إلى التخصص في أدب الأطفال إذ من الغلط أن يشتت الأديب ذهنيته فتضعف مادته وتتراجع حالة الاقناع لديه .

    وعن أدب الأطفال هل هو نتاج ثقافة أم أنه حاجة نفسية لتلبية غرض أو تأدية رسالة... رأت اكراد أنه يجمع بين الأمرين فهو جنس أدبي يعبر من خلاله الشاعر والأديب والكاتب عن رؤى وآراء ومشاعر بأسلوب يحمل رسالة التربية والتثقيف وتعزيز القيم وهذا بحد ذاته يحتاج من الأديب إلى معرفة وثقافة خاصة تتعلق بعالم الطفل ونفسيته وتكوينه وكيفية الوصول إليه وجذبه وتقديم مادة ممتعة ومفيدة ومسلية له لا تخلو من معرفة ومعلومة ولكنها تركز على قيم في عالم ساحر يلعب فيه الخيال والتخييل دوراً مهماً.

    ومن يكتب للطفل برأي أكراد لا بد له من المتابعة المستمرة ولاسيما في عالم المعلوماتية والتقدم العلمي الهائل والتطور الاجتماعي المتسارع.. حتى لا يصبح الطفل أكثر تواصلاً مع المعرفة والمعلومات من خلال الحاسوب والأنترنت ووسائل الاتصال الحديثة بما يجعله يتجاوزه ويتجاوز بعض مضامين ما يقدمه الأديب للطفل من مادة أدبية ومعرفية وتعليمية.

    وأضافت صاحبة قصة النمر الشجاع أنه على الأديب أن يشتغل على ثقافته إلى درجة يتمكن خلالها من منافسة ما هو مطروح لتدمير وتشتيت أطفالنا والعمل على ابداع نصوص ترقى إلى مستوى البقاء في الذهن فهناك كتاب وأدباء مازالوا عالقين في أذهان أبنائنا علما أن الأعمال التي قرؤوها يمكن أن يكون قد مر عليها نحو ربع قرن مثل قصائد سليمان العيسى .

    وترى أكراد أن أدب الأطفال يرقى إلى مستوى الموهبة ويحق لصاحبه أن يعتز بنفسه عندما يمتلك مقوماته ولا يجوز أن يعتبره أحد شيئا سهلا لأن مثل هذا الاعتبار قد يوقع الكاتب في مشكلة الهزلية والضعف لأن النص إن لم يتوافق مع قدرة الطفل عقليا ويأخذها إليه فهو لا يمكن أن يسجل أي حضور في تاريخ أدب الأطفال .

    وتقول أكراد : حين تأتي الفكرة أكتب ولو رؤوس أقلام ثم أتابع الكتابة وإعادة النظر والتصحيح والإضافات ..وفي أغلب الأحيان أجد الوقت الملائم في الليل حيث الهدوء وعدم وجود شواغل خارجية لأنني ارى ان الكتابة للأطفال يجب أن تكون ضمن حالة إبداعية فيها الكثير من الحنان والرأفة وفيها تجل لطيف يجعل الكاتب قادرا على انتقاء المفردات والتعابير التي تخدم أسلوبه كي يكون ملائما لعقول اطفالنا لذلك اختار الليل واعتبره موئل الحكايات وإكساب الأطفال ألطف أنواع الأدب الذي يجعلهم يرتبطون بنا وبأهلهم من خلال ما نبثه في كتاباتنا من عطف وحنان على الفكرة المنتقاة .

    وتعتمد أكراد في كتابة مادتها في بعض الأحيان على الأطفال ذاتهم موضحة أنه حينما يوحي إليها تصرف طفلي ما بفكرة أو موضوع تتناوله بوصفه فكرة دافعة ولكن لا يتوقف الأمر أبداً عند تسجيل لحدث وتصرف بل يكون للابتكار والخيال ونمو الشخصيات التي تختارها والقيم التي تريد أن تركز عليها ومتطلبات السرد الفني وجذب الطفل وتنمية ملكاته دور في تنمية الحدث والابتكار والتخييل ونسج القصة وتوظيف كل ما يمكن أن يخدم ذلك من وجهة نظرها.

    وأوضحت ... انه احيانا تبدأ الفكرة ذاتياً للتعبير عن رؤية أو إيصال رسالة تربوية واجتماعية أو تقديم نص ساحر وجذاب ينمي ملكات الطفل ويحقق للكاتب طموحاً لتقديم إبداع يبقى ويؤثر ويتميز.. وهنا تكون الجوانب الابتكارية هي المسيطرة مع عدم إغفال المخاطب ونوع الخطاب الموجه له فعلينا ان نأتي للطفل بما هو خارج حراكه الحياتي وهذا يتطلب تنمية ظاهرة التخييل عند الاديب ليتمكن من تحريك هذه الظاهرة عند الطفل المتلقي حتى يزرع الأديب أشياء ايجابية ورؤى هامة تفيده في مستقبله ومن هنا يجب ايضا ان يتوخى الكاتب اقصى درجات الحذر حتى يكون نصه الجديد مفيدا ولا يوجد فيه أي شائبة تضر بأطفالنا .

    وعن رؤيتها لنجاح أدب الأطفال في سورية قالت أكراد إذا عدنا إلى حقيقة أن تشجيع أدب الطفل في سورية ونشره وإيجاد سوق له بصورة جدية ملموسة لم يبدأ إلا منذ أربعين سنة تقريباً وجدنا أن ما تم إنجازه في هذا المجال جيد ومشجع, فالأسماء التي تكتب للأطفال اليوم أكثر بكثير من الأسماء التي كانت تكتب لهم قبل نصف قرن في سورية.

    واضافت ..هناك الآن مئات من الكتب في مجال أدب الطفل وجمعية لأدب الأطفال وأكثر من مجلة يغذيها الكتاب بإنتاجهم الجديد وهناك أعمال جيدة وناجحة وهناك كتاب كرسوا أنفسهم للكتابة للطفل وهناك شعر ونثر وقصص وروايات ومسرحيات وكل هذا يفتح أبواباً للتفاؤل بمستقبل جيد لأدب الطفل في سورية.. مع ضرورة التأكيد على أهمية مراعاة النوع من خلال هذا الكم وتشجيع المتميز والتنوع.

    وتعتقد الكاتبة أن أدب الأطفال أثبت نفسه على صعيد الكتابة على الأقل وبقي أن يكسب جمهوراً أوسع من القراء ليستكمل دائرة الحضور وإثبات الوجود المؤثر.. وهناك أسماء كثيرة من بين كتاب أدب الأطفال يشكلون حضوراً على مستوى القطر وفي الوطن العربي وهناك من فازوا بجوائز عربية في هذا المجال ومن ترجمت لهم أعمال إلى لغات أخرى وبقى علينا ان نتعاون جميعا للفت نظر اطفالنا كي يرتبطوا بهذا الادب وبمن يكتبونه شرط ان يكون هذا الارتباط ايجابيا ويخدم مصلحتهم فلا يمكن للذي يكتب ان يؤدي غرضا ما لم يكن له علاقة مباشرة مع الأطفال .

    وعن رأيها بأدب الاطفال في سورية مقارنة بنظيره المترجم رأت اكراد ان تجربة أدب الأطفال في العالم أقدم وأعرق بكثير من تجربتنا وهناك كتاب أنجزوا أعمالاً متميزة في مجالات أدب الطفل منهم ماري نورتون وكينيث غراهام وتوم سوير وكينفسكي وأعمالا كثيرة متفوقة وذات شهرة ومستوى عالمي لا يجارى مثل هاري بوتر وأعمالا أخرى للكاتبة البريطانية رولنغ الحائزة على جائزة نوبل على سبيل المثال.. ومن ثم فإنني أجد أن في أدب الطفل المترجم ما يفوق ما قدمنا للطفل في أدبنا العربي وهذا من خلال اطلاعي.. ولا أزعم أنني اطلعت على كل ما نشر أو حتى معظم ما نشر باللغة العربية سواء أكان مؤلفا أم مترجماً.

    واضافت ...على كتابنا ان يعملوا كي نلحق بركب الاخرين ونتجاوزهم نظرا لأن الأجناس الأدبية الاخرى تمكنت من تجاوز كثير من الآداب العالمية وذلك في كل الاجناس ولاسيما الشعر منها وليس بصعب علينا ان نجعل ادب الاطفال في مراتب تتفوق على مراتب الآخرين .

    يذكر ان الكاتبة اكراد حاصلة على دكتوراه في الآداب من جامعة موسكو الحكومية / عضو اتحاد الكتاب العرب / وجمعية أدب الأطفال ترجمت لها قصص إلى اللغات / التركية/ الأذرية / البلغارية / الروسية/ والصينية ولها العديد من المؤلفات منها /الأفعى والراعي ..الحصان الأزرق.. النمر الشجاع ..عيد الربيع.. هل تعرفون أختي عليا .. نقش على صفحة العمر/ وغيرها.

    محمد الخضر
يعمل...
X