إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وحدة الوجود ووحدة الشهود - المبادئ الأساسية لتصوف الشيخ الأكبرابن عربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وحدة الوجود ووحدة الشهود - المبادئ الأساسية لتصوف الشيخ الأكبرابن عربي



    قراءة في المبادئ الأساسية لتصوف الشيخ الأكبرابن عربي



    وحدة الوجود ووحدة الشهود


    يذكر هادي العلوي في كتابه «مدارات صوفية» أنه: «كثيراً ما نجد ابن عربي يقول بأن الحق هو وحده الموجود وباقي الموجودات ظل له فلا وجود لها على التحقيق. وقد يكون ذلك في حال السكر حيث، كما يقول أبو العلا عفيفي، يشعر الصوفي بوحدة الحق والخلق ويفنى عن نفسه وعن كل ما سوى الله ويقر بالحق أنه هو وحده الموجود. وهذه هي حال الجمع مع الحق. وتسمى وحدة الشهود. وسماها بعضهم وحدة الموجود».

    ومن الجدير ذكره أن ابن عربي ليس حلولياً، فهو يبقي على التمييز بين الحق والخلق.
    وفي هذا يوضح هادي العلوي أيضاً: «فيما يخص الموجودات تكون الرابطة بينها وبين الحق في تجليه في الصور الحسية للأشياء». ويتابع العلوي: «ولحل إشكال العلاقة بين الوجود المطلق والوجود النسبي يتكلم ابن عربي على مصطلحين بخصوص الذات الإلهية هما الأحدية والواحدية. الأحدية هي وحدته المطلقة التي لا يصح فيها التبعيض والتجزئة وتكون مجردة عن الأسماء والصفات. والواحدية هي صفة الذات المتصفة بالأسماء والصفات. وهذه الذات الواحدية هي التي تتجلى في صور أعيان الممكنات الثابتة». «ويمكن مرادفة الأحدية بالوجود المطلق والواحدية بالوجود النسبي».

    وفي تحقيق وتقديم للدكتور بكري علاء الدين والدكتورة سعاد الحكيم لكتاب «شرح المشاهد القدسية لتكميل دائرة الختم الموصوف بالولاية المحمدية» لابن عربي، نرى الباحثين يذكران بأن ست عجم بشرحها لتجربة الفناء في قول الحق للعارف: «أنتَ عند نفسك فانٍ وعندي موجود»، فهي تقول: «فلا يظنّ السامع أنهما وجودان محدثان، وإنما وجود واحد». وهكذا يمكن أن نتبين - حسب ست عجم - نمط من وحدة الوجود باتجاه واحد، أي انطلاقاً من الذات الإلهية خارجاً نحو العالَم، دونما إمكانية لعكس الاتجاه، وذلك من خلال تأكيدها: «هو كل شيء، وليس كل شيء هو»، أو حين يكون الله هو المتكلم: «أنا العالم وليس العالم أنا». وهذا يعني حسب ست عجم بأن «الله تعالى يكمل الأشياء وهي لا تكمله».
    أما بخصوص الأحدية والواحدية فنرى ست عجم توضح الأمر على النحو التالي: «وإضافة إلى اتصاف العارف بمجموع الوجود الذي مر ذكره، أو الاتصاف بالأوصاف الإلهية فإننا نعثر عند ست عجم على فكرة الاتصاف المقابلة، وهي "اتصاف الله بالتقييد"، فإذا أراد الاتصاف بالتقييد مال ميلاً إرادياً فتحصل لذاته الصفات، فإذا أراد الظهور لهذه الصفات جعل نور ذاته مرآة ونظر فيها نفسه، فكان المنطبع صورة الشاهد، والناظر صورة المشهود. وفي الحقيقة: لا شاهد ولا مشهود. لكن هذه الكيفية التي تنشأ عن التقييد أوجبت القول بأنت وأنا، وهو خطاب بين صفة وموصوف. والحقيقة الأحدية تنافي هذا كله». إذن، وفي التحليل الأخير «وحدة الوجود» يمكن أن تنحصر لتطلق على أمر واحد هو مرتبة «الأحدية» المطلقة لا غير.
    وعلى الرغم من هذا التفرد الإلهي في الوجود فإننا نجد ست عجم تربط وجود العالَم بفكرة الظهور المتعلّقة بالاسم الإلهي «الظاهر»، وبالإرادة الإلهية بالذات. فهي تقول: «لا معنى للوجود إلا مظاهر صادرة عن الظاهر بها. الوجود المدرَك بالحقيقة صادر عن مراد الله للظهور به». وبالتالي فإن «كل موجود صادر عن الله تعالى». فوجود الكائنات ليس وجوداً حقيقياً إلا لأنه مرتبط بإرادة الخالق بالظهور.
يعمل...
X