إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتب سعاد المعجل (( عنف الهراوات وعنف الكلمات )) - القبس الكويتية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب سعاد المعجل (( عنف الهراوات وعنف الكلمات )) - القبس الكويتية

    عنف الهراوات وعنف الكلمات
    كتب سعاد المعجل :

    وهكذا خرجت التجربة الديموقراطية في الكويت من عنق الزجاجة، وتم ترسيخ المبادئ الديموقراطية الأساسية من حريات وحقوق ورفض وإجماع شعبي لثقافة العنف والعين الحمراء وجميع أدوات الانتهاك لحق الشعب من ممارسة ومسؤولياته.
    لم يكن نواب الأمة هم الأبطال في أحداث الاستجواب الأخير، وانما كان الشعب وبكل فئاته هو البطل! لا يهم هنا مع من كان الاصطفاف، ولا يهم أين كانت وجهة الدعم والتأييد، ما يهم هنا ان الجميع وبكل الفئات والتوجهات قد كان مشاركا في المعركة الأخيرة، وتلك بحد ذاتها تشكل قفزة نوعية في وعي المواطن لحتمية التحول الديموقراطي وضرورة إعلان الدولة المدنية رسميا.
    ان الذين تحركوا لدعم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء، وأيضاً اولئك الذين طالبوا بعدم التعاون، هم جميعا ساهموا في إثراء الحوار الجماهيري الأخير حول الاستجواب وتبعاته وما لحق به من تداعيات.
    من الواضح أن التفاعل الجماهيري قد تضاعف وبشكل ملحوظ في أعقاب العنف الذي شهدته ندوة الحربش، حيث بدأت على الفور تحركات شبابية، وفي كل المناطق رافضة مثل هذا العنف، مما أفشل مثل هذا التوجه الذي كان يأمل مَن وراءه ان يفرض شيئاً من السيطرة على الساحة المشتعلة أساساً، فكان ان زادت هجمة القوات الخاصة من رفض الشباب لها، وبذلك تكون أداة العنف قد فشلت فشلا ذريعا.
    لكن العنف، ليس عنفا جسديا وحسب، وإنما يأتي عنف الكلمة عادة أكثر حدة وشراسة، ومثلما شهدت الساحة عنفا من القوات الخاصة تصدى له الشباب بحزم حتى افشلوه.. المطلوب منهم الآن - اي الشباب - التصدي كذلك لعنف الكلمة الذي يستخدمه بعض اعضاء الامة، للأسف، وأغلب المحطات التلفزيونية كسلاح لتأجيج المواقف واستدراج الجماهير المشحونة أصلا.
    نعم، لقد اخطأت الحكومة وأجرمت باستخدامها سلاح العنف في التصدي للكلمة، لكن في المقابل كان العنف القادم من الجهة الأخرى استفزازيا ولا يخدم أي قضية وطنية حقا، بقدر ما يشيع نهجا خطرا يتعارض وبشكل مؤسف مع مبادئ الدستور وحقوق الآخرين، التي هب الشارع بأكمله للذود عنها والحفاظ عليها.
    مطلوب اليوم من التحرك الشبابي الذي واجه عنف الحكومة بكل تحدٍ وكبرياء، ان يحاسب ويواجه عنف الكلمة الذي أصبح عرفا لدى بعض المتحدثين من النواب وغيرهم، وان يؤصل هذا الجيل الشبابي، الذي أصبح واعيا للحريات، نهجا جديدا من الحوار، تكون فيه الحجة والقضية العادلة هما المحور، وليس جهورية الصوت وغلاظة الكلمة.. ودغدغة المشاعر.

    سعاد فهد المعجل
    E.mail. [email protected]
يعمل...
X