تويت
الحقيقة كما هي .... الجزء الثاني (الأصبع العاشر والمتظاهرون)
الحقيقة كما هي .... الجزء الثاني (الأصبع العاشر والمتظاهرون)
المجلس الوطني يمثلهم .... هذا هو شعار هذه الجمعة عند المتظاهرين فمن هم هؤلاء الذين يمثلهم , ومن هو هذا المجلس الوطني , وكيف يطلقون اصطلاح الوطني على مجلسهم , فالوطنية هي بعد أخلاقي إنساني تعددي شمولي , وهؤلاء الذين اعتبروا أنهم مجلس وطني براء من هذا العمق , وتلك الرؤى, لا لشيء بل لأنهم يمثلون لونا واحدا هو الإسلام , والإسلام فقط , وقد يقول قائل أن ميشيل كيلو هو غير مسلم , لكني أقول لهؤلاء أن هذا الكيلو يُقبل أحذية أصحاب اللحى والعمائم كي يأسلموه , لكن عبثا قبل أن يقدم الولاء والطاعة لمكة وأهلها , ولحراس الحرمين الأوربيين والأمريكان , وكيلوا يسعى الآن لكسب بركتهم راميا صلبانه ومسيحه وعلمانيته بمكب النفايات.
أم أن برهان غليون هذا البدوي القبيلي العشائري الذي لا يعرفه أحد من الذين يجأرون في الشوارع كالمعمى على بصرهم وبصيرتهم . أم أن هذا الهيثم المالح الذي يحمل تاريخا لا يمت لمعنى الوطنية إلا من منظور سلفي ديني, وقد أضاف عليه الآن المنظور العثماني . والغريب في الأمر أن هؤلاء المتظاهرين يرفضون مبدأ التوريث السياسي القائم بتولية بشار الأسد للرئاسة , بينما يقبلون هدى حوراني التي ورثت مكان أبيها أكرم الحوراني , وكذلك يهللون لسهير الأتاسي الوارثة موقع أبيها أيضا جمال الأتاسي , وبالحقيقة هؤلاء الخارجين للتظاهر باسم المجلس الوطني الذي يمثلهم , هم بالحقيقة رعاع لا يعرفون من هي هدى ومن هو أكرم الحوراني , وكذلك الأناسي ابنة وأبا . وهذا ليس تجنيا عليهم , بل هي الحقيقة بعينها فمثلا منذر خدام الذي هو عضو مجلس لا يعرف تاريخ جمال الأتاسي , أو أكرم الحوراني , فما بالكم أصدقائي هؤلاء المتظاهرين من السابلة والدهماء في حمص وحماة ودرعا وريف دمشق وباقي المحافظات !!! .
وكذلك هذا المسخ فكرا وشكلا رضوان زيادة الذي يترأس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن يعني في قلب البلد الذي يعادي العرب وقضيتهم , وأنا أعتقد بأن الكثير من السياسيين لا يعرف كيف وصل هذا الزيادة إلى هذا المكان , وسأقول بكل وقاحة بأن والدة هذا الزيادة كانت (صاحبة) أحد المتنفذين سياسيا وعسكريا في سورية , هذه الأم التي أوفدته لأمريكا من خلال ما يكمن بين فخذيها, وصار أبنا غير شرعيا للفكر والاقتصاد معا إضافة لتنكره جهد أمه المضني وهي تتقلب على الأسِرة والوسائد أيضا. فأي مجلس وطني يكمن فيه الداعر محي الدين لاذقاني , وسبق أن كشفت دعارته وقوادته في مقال سابق, أم أن هذا البائس بسام جعارة الذي لا يعرف التكلم لا بالسياسة ولا بالكياسة , فلو وصفناه بالبغل لحزن البغل كثيرا وخرج مع المتظاهرين يطالب باستعادة حقه البغلاني من بسام جعارة .
ولا أدري لماذا الإصرار على العودة للقبلية البدوية والعشيرة الأباعيرية , فمن هو هذا البدوي تامر طراد نواف " المنعم بالهجرات " على قول مظفر النواب , لم يتزود بقطرة ماء , أي هو جهل يمشي على قدمين ! وليس غريبا ان يكون على فرزات في المجلس , فهو الانتهازي وقناص الفرص المعروف , هذا الفرزات صاحب الدومري التي افتتحها له بشار الأسد بشكل شخصي , وكم مدحه على شاشة التلفزيون , فماذا غير بالأمر أيها الفرزات الذي تدعي العلمانية والتقدمية فتحجب أو تنقب زوجتك , فأي مجلس هذا يسعى لدولة مدنية يا عباد الله!!!.
أم رياض الترك الذي كان أقصى طموحه بهذه المرحلة أن يتبارك بالوصول إلى الجامع العمري في درعا ...!
وأنا هنا لست بصدد تعداد مناقب المجلس الوطني الانتقالي كما يقولون , لكني أريد أن أقول للمتظاهرين الذين استنجدوا بجمعهم بالله ورسوله ولم يجنوا سوى الدم وكذلك استنجدوا بالمؤمنين كسيدهم ساركوزي ومولاهم أوباما فلم تفلحوا , فكيف تستنجدون بمجلس وطني لا يملك برنامج سياسي ولا يشكل لا تجانسا فكريا ولا حزبيا ولا حتى شعبيا, فهو عبارة عن طبيخ العربان فيه خليط غريب عجيب من البشر الذين لا يعرفون معنى السياسة أو كيف يتواصلون مع الناس , لكن جل ما يعرفوه هو تنفيذ ما يملى عليهم من السياسة الساركوزية التي تستخدم المعارضة السورية كأحد أشكال البرامج الانتخابية لساركوزي في الانتخابات الفرنسية القادمة . فأعضاء هذا المجلس – وأراهن على ذلك – لو مشوا في شوارع أي محافظة من محافظات سورية لا يعرفهم أحد , ولن يلتكش بهم أحد .
فيا أيها المتظاهرون الذين لا تعلمون ماذا تفعلون , أتريدون إسقاط النظام , قد أتفق معكم على هذا الإسقاط , لكن أريد أن أعرف , أنا المواطن السوري , ماذا بعد هذا الإسقاط , وإلى أي بنى فكرية تريدون أن تأخذوا هذا الوطن , أم أن طموحاتكم لجعل الساحات العامة مكانا للصلاة إسوة بالإنجاز الليبي الأخير! أم سيطرة الإخوان المسلمين على البلاد كما حدث في مصر , أم ستخربوا البنى التحتية كما خربت تونس وليبيا معا . وسأقول لكم معلومتي الأخيرة لكم أيها المتظاهرون : لو تفقدتم أصابع أيدي أعضاء المعارضة لوجدتم أن عددها تسعة أصابع فقط , ابحثوا عن الإصبع العاشرة في مؤخراتكم ! .
كتبها فرحان الخليل
