إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر محمد الماغوط : الحرية هي اختصاصه الوحيد - من كتاب سأخون وطني - بقلم أحمد مظهر سعدو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر محمد الماغوط : الحرية هي اختصاصه الوحيد - من كتاب سأخون وطني - بقلم أحمد مظهر سعدو

    محمد الماغوط

    «الحرية هي اختصاصه الوحيد»


    أحمد مظهر سعدو كاتب وصحافي سوري




    بقلم أحمد مظهر سعدو


    في الثالث من نيسان القادم يكمل غياب الاديب الكبير محمد الماغوط أعوامه الستة.. وهو الذي غادرنا مع بدايات نيسان /2006/ تاركاً فراغاً شعرياً، وأدبياً مسرحياً في سوريا، بل في وطننا العربي، لم يستطع أن يغطيه أحد.
    فهذا الماغوط الذي رحل، كأحد شعراء العصر الحديث، الذين يصح - حسب رأينا- أن يصنفوا ضمن الشعراء الصعاليك.. لكنهم صعاليك الحداثة، والانفلات، والتجاوز، صعاليك الهم الدائم، والإندراج المطلق، ضمن انزياحات الواقع الآني، للناس كل الناس..
    محمد الماغوط القادم من (سلمية)، بل القادم من عمق الواقع، بوضوحه، ألمه،وأمله، عشقه، ومعاناته.. استطاع أن يترك الأثر كأعمال أدبية سطرت تاريخه، وتاريخ الآن المحلي والعربي، فمن" الفرح ليس مهنتي " الى "حزن في ضوء القمر " و "غرفة بملايين الجدران" و "سياف الزهور والهندي الاحمر"، ومن ثم مسرحيات مثل" العصفور الأحدب"، "المهرج "، "ضيعة تشرين"، "غربة"، "كاسك يا وطن"، إلى "الأثيرة".
    ضمن منزله الكائن في دمشق / حي المزرعة استقبلني بفانيلته الرثة، وسيجارته العالقة بين شفتيه، وعلى أريكته المتهالكة، جلست اليه، لأسمع منه آراءه في الشعر، والمسرح، والحياة والسياسة.. قبل أن يغادرنا بعام أو يزيد.. ولسان حاله يقول:" سأدخن همومي، وجراحي، كما لو كنت في نزهة على شاطئ البحر ووراء القضبان، أعقد لقصائدي شرائط، وجدائل مدرسية بيضاء، وأطلقها من النافذة، ثم أتابع خطوات السجان، وهو يذهب ويجيء، أمام زنزانتي كأنها آثار قلمي".
    وفي السجن الذي يتحدث عنه دائماً، تعرف الى زميله وصديقه الشاعر الكبير" أدونيس " الذي أوصله فيما بعد الى مجلة شعر في بيروت. كما تعرف بعدها وفي بيت "أدونيس" الى سنية صالح شقيقة زوجة "أدونيس" التي أصبحت بعدها زوجة الماغوط، التي رافقت حياته، وفارقته قبل رحيله بمرض عضال.
    في كتابه سأخون وطني " يؤكد أن " الحرية هي اختصاصه الوحيد ".
    ولأن الحرية هي ملاذ ومآل، الفكر الأدبي السياسي، للماغوط، فان جل أعماله الساخرة كانت تحوم فكراً وأدباً حول هذه الحرية.. التي باتت تطلعاً وحباً بعده، للكثير من المفكرين والأدباء بل والناس.
    والحقيقة فان بين ولادة الماغوط عام /1934/ ورحيله عام/2006/ الكثير من حراكات الحرية، والكثير من المخاضات السياسية والفكرية، التي نهل من معينها، وصاغها بأسلوبه الساخر والمحبب، والذي جعل من مسرحياته مع (دريد ونهاد ) أعمالاً مخلدة، ومتابعة من الجمهور، بطريقة عمت كل أصقاع الوطن العربي المترامي الأطراف.. لذلك فان دريد لحام قد تراجع كثيرا في أعماله الفنية، بعد أن فك الارتباط بمحمد الماغوط،الذي لم يقبل –أي الماغوط- بالكلام عن فك الارتباط هذا في لقائنا معه،
    الذي أشرت اليه قبلاً، لأنه قد تجاوز تلك العلاقة مع دريد لحام والتي لم تكن على ما يرام. واذا كان الناس قد عرفوا الماغوط كاتباً مسرحياً هاماً ومتميزاً ومحبوباً، يعالج قضايا الناس ويداوي جراحها، ويبين آهاتها.. الا أن الماغوط أدبياً، يعتبر شاعراً أكثر منه مسرحياً، أوقاصاً أو روائياً..... وكان شعره مختلفاً عن كل ما قيل من شعر في عصره.. فكان منشغلاً بقضايا البسطاء الغلابة، الذين مازالوا يصرون على أنه حياً على المستوى الفكري والأدبي، فمن يلاقح قضايا وهموم الناس، لا تنساه جموع الناس.. فالشعر لدى الماغوط، ما برح مزدحماً بالهم العام الساخر، وينبثق منه فكر أدبي ملون بالدهشة الشعرية، التي تتمكن من نفسها ومن قضايا البشر.. فان قلم الماغوط ينبري للدفاع عن الناس وهمومهم..فقد كان قلمه متصعلكاً، كما كان راهناً نفسه وقصائده ومسرحياته ليرسم المستقبل للناس الغلابة، وللناس المندمجين بالوطن كل الوطن.
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
يعمل...
X