إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطوة مشجعة من الكويت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطوة مشجعة من الكويت

    خطوة مشجعة من الكويت

    رأي القدس







    جاء أول تمرد عربي على مبادرة السلام العربية من الكويت أولاً، ومن المملكة العربية السعودية التي اصدرتها في نسختها السعودية الاولى، وصدرتها الى القمة العربية في بيروت لاعتمادها.
    البرلمان الكويتي ندد بقوة بالهجوم الاسرائيلي على سفن قافلة الحرية التي كانت تستهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وارفق هذا التنديد بتوصية تدعو الحكومة الى الانسحاب من مبادرة السلام العربية واتخاذ موقف صارم ازاء الدول الداعمة لاسرائيل.
    اما في الرياض فقد طالب اكثر من 120 مثقفاً وكاتباً سعودياً الدول العربية باعادة النظر في مبادرة السلام العربية كرد على المجزرة الاسرائيلية، واستشهاد العديد من المتطوعين على ظهر اسطول الحرية، بينما طالب ثلاثة علماء دين بارزين يتصدرهم العلامة يوسف القرضاوي والشيخان سلمان العودة وعائض القرني (من السعودية) بوقف كل الاتصالات ومبادرات السلام مع اسرائيل.
    هذه الانتفاضة الحميدة ضد مبادرة سلام عربية قوبلت بالاحتقار من قبل الدولة الاسرائيلية على مدى ثماني سنوات من عمر هذه المبادرة، تعكس ظاهرة مهمة، بدأت تسود الشارع العربي حالياً، تتلخص في تململ هذا الشارع، وبدئه في التعبير عن غضبه تجاه حالة الاذلال والهوان التي تعيشها حالياً الانظمة الرسمية.
    المواطن العربي بات يشعر بالغضب الشديد من الاهانات الاسرائيلية المتواصلة التي تستهدف اشقاءه في الوطن الفلسطيني المحتل على ايدي الاسرائيليين بتواطؤ من انظمة رسمية عربية.
    فالحصار المفروض على قطاع غزة منذ اربع سنوات متجذر في ظل صمت وتواطؤ عربيين، بينما تبدو تركيا الدولة الاسلامية الاكثر حماساً ودأباً على كسره وانهائه بكل الطرق والوسائل.
    وكان الكثيرون يتوقعون ان تقدم القيادات العربية على سحب مبادرة السلام هذه اثناء القمم العربية الاخيرة، وكرد على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي أودى بحياة اكثر من 1400 انسان، ثلثهم من الاطفال، ولكن لم تجرؤ دولة عربية واحدة او زعيم عربي واحد على هذه الخطوة، بمن في ذلك الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يعتبر اكثرهم تشدداً اثناء قمة سرت الاخيرة التي تزعمها.
    ولعله لم يكن من قبيل الصدفة ان تأتي اول خطوة لسحب الاعتراف بهذه المبادرة من البرلمان الكويتي، فالكثير من البرلمانيين الكويتيين يتمتعون بحس وطني عروبي واسلامي منقطع النظير، وشاهدنا العديد من هؤلاء، وعلى رأسهم السيد وليد الطبطبائي عضو البرلمان يذهبون الى قطاع غزة عبر الانفاق للتضامن مع المحاصرين من اهلها، او يركبون البحر ويشاركون في قوافل كسر الحصار معرضين ارواحهم للخطر.
    خمس فتيات كويتيات (سندس الجابر، هيا الشطي، سنان الاحمد، نجوى العمر، ومنى شستر) كن ضمن 16 كويتياً على ظهر سفن 'قافلة الحرية' التي هاجمتها القوات الاسرائيلية في عرض البحر لاظهار تضامنهن مع المحاصرين في قطاع غزة ورفضهن لحالة الاذعان الرسمي العربي، واصرارهن على التضحية بارواحهن من اجل كسر هذا الحصار الظالم.
    هذا الموقف من البرلمان الكويتي، والشرفاء فيه الذين صوتوا على قرار بالانسحاب من مباردة عربية ميتة ومهينة وتعفنت من طرحها على الطاولة طوال السنوات الثماني الماضية (صوت 32 نائباً لصالح التوصية) يستحق التنويه من قبلنا في هذه الصحيفة، مثلما يستحق ان تتبناه البرلمانات العربية الاخرى وتطالب حكوماتها برفض هذه المبادرة كأضعف الايمان.
    وما يزيد من اهمية هذه الخطوة البرلمانية انها تجد تجاوباً ايجابياً من قبل الحكومة الكويتية، مما يؤكد مجدداً ان القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين هي من القضايا القليلة ان لم تكن الوحيدة التي تجتمع على تأييدها الحكومات والسلطات التشريعية.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X