إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

'اعلان حرب' على الاردن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 'اعلان حرب' على الاردن

    'اعلان حرب' على الاردن

    رأي القدس


    لا شيء يقلق مضاجع المملكة الاردنية الهاشمية اكثر من اقدام الحكومة الاسرائيلية على ترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين ابناء الضفة الغربية الى اراضيه فيما يعرف بـ'الترانسفير'، ليس لان في مثل هذه الخطوة تقويضا للحقوق الفلسطينية المشروعة، وانما ايضا لانها تشكل عبئا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على هذا البلد الصغير في حجمه وعدد سكانه، الفقير في موارده الطبيعية.
    ومن هنا يمكن فهم التصريحات التي ادلى بها يوم امس السيد نبيل الشريف وزير الدولة والناطق باسم مجلس الوزراء الاردني، وادان فيها قرارا اسرائيليا بترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة، واكد ان بلاده ستقاوم هذه الخطوة بكل الوسائل القانونية والسياسية والدبلوماسية.
    ولا نعرف ما اذا كان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قد اثار هذه المسألة مع الرئيس الامريكي باراك اوباما اثناء زيارته الرسمية لواشنطن الاسبوع الماضي، ولكن ما نعرفه انه اعطاها اولوية مطلقة اثناء زيارة مماثلة للعاصمة الامريكية في اوائل العام 2002 وقبل الغزو الامريكي للعراق في آذار (مارس) عام 2003، حيث حصل على تعهد من الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الثاني، بمنع ارييل شارون رئيس الوزراء اليميني آنذاك من استغلال حرب العراق لترحيل الفلسطينيين.
    الحكومة اليمينية الاسرائيلية الحالية تعارض قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتعتبر الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين، ومن غير المستبعد ان يكون قرار الترحيل الجديد هذا هو مقدمة لخطوة اكبر واكثر خطورة، اي ترحيل غالبية ابناء الضفة الغربية الى شرق الاردن لاستيعاب المزيد من المستوطنين اليهود مكانهم.
    العلاقات الاردنية ـ الاسرائيلية تعيش هذه الايام قمة التوتر، بسبب الاجراءات التهويدية الاسرائيلية في القدس المحتلة، ومنع فريق خبراء اردني من ترميم الممر المؤدي الى باب المغاربة، وهي خطوة تتعارض مع الاتفاقات الموقعة بين البلدين.
    الحكومة الاردنية استدعت السفير الاسرائيلي الى مقر وزارة الخارجية وابلغته احتجاجا شديد اللهجة على قرار الابعاد الاسرائيلي الاخير وعمليات التهويد في القدس المحتلة، ولكن هذه الخطوة تأتي اقل كثيرا مما هو متوقع بالمقارنة مع حجم الانتهاكات والاستفزازات الاسرائيلية هذه.
    ترحيل الفلسطينيين الى الاردن هو بمثابة تكريس لمقولة الوطن البديل، وتطبيق عملي لها على الارض، وفرض امر واقع بالقوة، ولهذا يجب التصدي له بكل قوة ممكنة.
    ان هذا الترحيل هو 'اعلان حرب' لا يجب ان يكون الرد عليه بالوسائل السياسية والقانونية فقط، لأنه تقويض لسيادة الاردن وهويته الوطنية، وتغيير لتركيبته السكانية، ونسف لمعاهدة وادي عربة التي تحكم العلاقات بين البلدين.
    العاهل الاردني الراحل الملك حسين بن طلال هدد بإلغاء هذه المعاهدة اذا لم تحضر الحكومة الاسرائيلية المصل المضاد للسم الذي استخدمه احد عملاء الموساد لاغتيال السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان في منتصف التسعينات من القرن الماضي، ورضخت الحكومة لهذا التهديد، واحضرت الدواء المطلوب، والأكثر من ذلك اضطرت ايضا للإفراج عن الشيخ احمد ياسين زعيم الحركة.
    ترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين الى الاردن اخطر كثيرا من محاولة اغتيال خالد مشعل، لانها عملية اغتيال لشعب وقضية، وتتطلب موقفا اقوى واكثر حزما.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X