إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اشتياق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشتياق


    اشتياق

    اشتقت لك
    أيها الساكن في صمت الوهاد ‏
    فأنفاسك تأتيني عالقة بأكتاف النسمات ‏
    وهمساتك تنساب مع حفيف الذاكرة ‏
    وربوعك تحبو أمامي ‏
    لأداعب جبينها بدفء العناق.. ‏
    اشتقت لك ‏
    وما اشتياقي بطلسم يسهل فك أسراره ‏
    اشتياقي يخرج من قميص الحروف الستة لمجرد اشتياق ‏
    فيجتاح كامل الأبجدية بوابل عطر, بوابل شعرٍ ‏
    بوابل زبد يستدير كخلاخيل في أقدام موج مشاعري العارم
    موج ينزلق فوق صخور المفردات الصلدة
    ينحتها بأطراف أصابعه ويهذبها
    فيعطيها وجهاً للحب ووجهاً للألم.. ‏
    موج يغيب مخموراً في رقصة وله.. ‏
    يرتدي أزرق الحنين, يدّوخ رمال التفكير ‏
    ويبكي مبتسماً مملوءاً بأغنية
    يهمسها بحر له مليون لحن ‏
    بحر له اتساع واحتك وعمق معانيك.. ‏
    اشتقت إليك ‏
    وفي بوحي استهتار بتيارات الأشواق ‏
    تلك التي لم تهدأ ولن تهدأ حتى تصل إلى ضفافك الآثرة.. ‏
    فهي تارة تعلو بي إلى القمر فأسلو بظله عن البشر ‏
    وتارة تدفع بي في سراديب الكآبة ‏
    لأقبّل أرضك التي تعطرت بدماء الشهيد وغرقت.. ‏
    اشتقت إليك ‏
    اشتياقاً يستنفد طاقتي على الصبر ‏
    اشتياقاً يستنفد قدرتي حتى على الاشتياق ‏
    فيفتتني مئة شدفة ‏
    ثم يذرو هشيم روحي مع رياح الأمل ‏
    لعلها تحملني إليك ‏
    فأمتزج بقطرات الألم على جبينك ‏
    أنسل من مسامات ترابك لأضمد جرحك ‏
    أو أعلق كدمعة فوق أهدابك ‏
    اشتاق إليك
    وشوقي مجرد صوت من المئة الصارخة باسمك في خواء التفكير.. ‏
    مجرد لحن صغير من سيمفونية تمجد عطرك.. ‏
    مجرد بيت شعر في قصيدة نظمها خوفي الأزلي
    من ظلام أبتلعك استغاثة بالقمر.. ‏
    أشتاق إليك شوقاً يكاد يشل خفقات قلبي
    يعتصره حتى آخر قطرة من الحياة
    ثم يملؤه بدموع ذرفتها مقلتاك.. ‏
    أشتاق إليك...
    أدموعي هذي التي خرجت معربدة
    على عيون الخلائق دون خمار؟ ‏
    سأجلدها إذاً بالصبر مئة جلدة
    لعلها تتوب عن ذنبها, فتعود لتنهمر في قلبي.. ‏
    أو لتبلل وجه الليل الراقد فوق وسادتي.. ‏
    أشتاقك يا وجهاً لا كباقي الوجوه...
    وجه فيه أشرقت بسمتي وقطرت أهدابه ندى على أزهار وحدتي..
    وجه فيه ربيعك ينثر الرجاء على دروب مملوءة بالصبار
    بالصخور وبالأسى.
    أشتاقك حتى أني من فرط مشاعري أموت بسيف الاشتياق ‏
    وكلما بعثت عاد النصل نفسه ليذبحني مرة أخرى ‏
    قد مت مئة مرة وما زلت أموت
    ورائحة دمائي المحترقة وهي تسيل باكية
    تملؤني نفوراً من الحياة وحنيناً إلى رائحتك.. ‏
    يا لقوتي.. عجباً كيف أقاوم سيفاً ماضياً
    وأعاضد روحاً سالت عليه
    وقد تحالفا معاً في وجه حياة تخلو منك.. ‏
    هيهات أن تندمل جراح الفراق
    أو أن تسكن براكين الذكرى
    فشوقي المتجدد الأبدي كأغاني الأمهات لأطفالهن
    يعود ليغرقني كلما فاض طيفك أمامي من تنور الذاكرة
    ليتني وطني أحبو إليك بألف أغنية وألف أنشودة
    بجراحي المثخنة أضمد جراحك بروحي المثقلة

يعمل...
X