إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ظاهرة الستار أكّاديمي بنسخته ؟! - بقلم الدكتور : عبد الله نزهة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظاهرة الستار أكّاديمي بنسخته ؟! - بقلم الدكتور : عبد الله نزهة

    ظاهرة الستار أكّاديمي
    بنسخته ؟!

    بقلم الدكتور : عبد الله نزهة
    هناك الكثير من الظواهر السّلبيّة في حياتنا الثّقافيّة و الاجتماعيّة ، لم تنل أهميتها بالدراسة و البحث بحجج واهية ، منها أنها ظواهر ليست ذات أهمية ، ولا ترقى إلى مستوى باحثينا ، حيث يأنفون من بحثها ودراستها . والنتيجة أنّ هذه الظواهر أخذت تستفحل و تنتشر وتتراكم مما يزيدها تعقيداً ، ويجعل أمر السيطرة عليها لاحقاً أمراً محفوفاً بالشكوك .

    و من هذه الظواهر ظاهرة ما يُسمّى بـ " الستار " و أقصد بالتحديد " ستار أكاديمي " وهي ظاهرة تستحق منّا الوقوف عندها كثيراً ، ودراستها و بحثها ، لما تمثّله من أهمية في تطلعات و حياة شبيبتنا العربية بشكل يتجاوز حدود التقليد إلى التّمثّل الكامل لها .

    و هنا ينهض أمامنا عدّة تساؤلات مشروعة حول طبيعة هذه الظاهرة ، و مروجيها و منها :
    هل هذه الظاهرة " الستار " هي من إنتاج الشبيبة العربية ، و بالتالي فإنّها تمثّل توجّهاتهم الفكريّة و الثقافيّة و السلوكيّة في الحياة ، كما يدّعي مروّجو هذه الظاهرة ؟

    أم أنّ هذه الظاهرة هي من إنتاج فئة من الكبار و موّجّهة نحو الشبيبة العربية ، بما تمثّله هذه الظاهرة من محاولة لفرض رؤية ما على الشبيبة العربية ؟

    و بالتالي إذا كان الأمر كذلك، كيف نفسر هذا الإقبال الكبير للشبيبة العربية على مختلف مشاربها لمثل هذه النوعية من البرامج ؟

    هذه الأسئلة و غيرها الكثير مما قد يتبادر للذهن ، سوف أحاول و بشكلٍ متواضعٍ أن أجيب عنها راجياً أن أصل إلى الهدف المرجو من هذا البحث ، لكن في بادئ الأمر لا بدّ لي من أن أوضّح أمراً أصبح مفروضاً علينا ، هو أننا نعيش الآن في عصرٍ أصبح الإعلام فيه سلاحاً فتّاكاً لديه قدرة تدميريّة أعتى بكثير من عشرات القنابل الذريّة ، فإذا كان الإعلام هو الخيط الّذي تُساق به القافلة نحو الإعدام ، فمن واجبنا أن نحسّن سير إعلامنا بالشكل الّذي يستطيع فيه مواجهة هذا الغزو الثقافي و العالمي لتيارات الغرب لنا ، من أجل أن يملك القدرة على بث الوعي بين أجيال شبابنا العربي .

    و بالعودة إلى موضوع بحثنا لا بدّ لنا من طرح تساؤلٍ صغير هو : ما الّذي يدفع بشبيبتنا العربيّة للتعلّق بمثل هذه البرامج
    كـ " الستار أكاديمي " ؟

    للإجابة عن هذا السؤال لا بدّ لنا من الخوض قليلاً في عمق النفس البشريّة ، فكلِّ إنسانٍ لديه دائماً حبٍّ للشهرة و النجوميّة ، فهو يسعى طوال حياته يعمل بجدّ و نشاط من أجل أن يترك أثراً في هذه الحياة ، و بما أنّ شبابنا العربي قد أصبح محمّلاً بحس الهزيمة في هذه الأيام نتيجة أوضاعه الراهنة من حصارٍ و استبدادٍ و غزو ثقافي ، فلا بدّ له من متنفّسٍ يعوض به عن ما لا يستطيع الوصول إليه من الشهرة و النجوميّة ، فأصبح شبابنا يرون في تلك التجربة تعويضاً عن أحلامهم و رغباتهم ، ومن هنا تبدأ مصادرة العقول حيث يتعلّق الشاب بالـ " ستار " لأنّه استطاع أن ينجز ما يعجز هو عن إنجازه ، و يُعجب أشدّ الإعجاب بجرأة هذا الـ " ستار " للوصول و تحمّل مشاق هذه الأكاديمية سعياً نحو النجومية .

    هذا من جانب و من جانب آخر ، إنّ حب الإنسان للتطفّل و التنصّت على مجرى حياة الآخرين مدعاة للمشاهدة و المتابعة لمعرفة الأسرار و طرائق عيش طلاب هذه الأكاديمية ، و هذا ما يخلق عدم التوازن في نفوس شبابنا ، فطلاب هذه الأكاديمية اتخذوا من النمط الغربي طريقةً لحياتهم و تعاملهم معاً ، و لهذا النمط في العيش محاسن و مساوئ ، فلا ضير من فتح قلوبنا
    و عقولنا لبعض التطور و الحرية الاجتماعية ، لكن بما يتناسب مع تقاليد مجتمعاتنا و روحانية شرقيتنا .

    هذا الأمر الّذي خلق الكثير من النزاعات بين الأهالي و الأولاد ، فبينما الأهالي لا يتقبلون هذا النمط من العيش و التصرف ، يجد فيه الأولاد منفذاً للتمرد على مجتمعهم و أهلهم و تعبيراً صادقاً عن رغبتهم في مواكبة التطور ، لكن السؤال : هل تكون مواكبة التطور بنمطية العيش دون ضوابط ، أم أنّ التطور يجب أن يكون في كل نواحي المجتمع ؟

    سؤال لا بدّ لكل شابٍ عربي من أن يطرحه على نفسه كي لا يتأثّر بهذه الموجات الّتي تلهي عقله عن كثيرٍ من مشاغله و مشاكله بحيث ينحصر اهتمامه على منحى واحد هو نجومية الفن و محاولة الحريّة .

    وهنا أودّ أن أصفّق و بحرارة ٍ للإعلام الغربي لقدرته على نقل قشور تطوره لنا ، و إبعادنا عن بذرة و أصل تقدمه . حيث استطاع أن يوجّه عقول شبابنا العربي في اتجاه واحد و هو الفن و الرغبة في تقليد الحرية .
    إذ أنّ شبابنا العربي حين ينحصر تفكيره بهذين الشأنين سيصطدم بمشاكلٍ جمّة، منها أنّه سوف يُتهم بتدمير الأخلاق والقيم ، فما من مجتمع عربي سيتقبل هذه الحرية و الجرأة في التعبير عن المشاعر ، فكل هذه التصرفات منافية للعرف الاجتماعي والديني و هذا سيؤدّي إلى صراع بين أجيال الشباب و أجيال الآباء .

    و نعود هنا إلى الفكرة الأساسية ، استطاع الغرب أن يسوّق فكرةً ثقافيّةً تؤمّن له الربح من جهة و تؤمّن هدفه الأساسي
    وهو خلق جيل شاب لا مبالٍ بأوضاعه و تطور مجتمعه ، همّه الأكبر هو الذات بعيداً عن أي تواصل مع مجتمعه ، إضافةً إلى زرع بذور الثورة ضد هذا المجتمع ، و لكن للأسف البذور الّتي تقود إلى ثورة مدمّرة لهذا المجتمع لا ناهضة به ، ناهيك عن الوقت الّذي يضيع أمام شاشات التلفاز كل يوم من أجل مشاهدة هذا البرنامج ، و ما شابهه .

    فكل يوم ، ونتيجة – فراغ المجتمع – قد نجلس لمتابعة المحطة الكاملة المرصودة لهذا البرنامج على الأقل حوالي الأربع ساعات أو أكثر ، من أجل متابعة تحركات و تصرفات طلاب هذه الأكاديمية و التلصص على حياتهم و تصرفاتهم و طريقة عيشهم لتصبح شغلنا الشاغل ، فنغرق في يومياتهم و علاقاتهم الغرامية و صداقاتهم و حواراتهم ، لننسى أمّ مشاكلنا ، أطفال فلسطين ، وشعب العراق و غيره من المشاكل الّتي لا بدّ لنا من أن نتابعها و ندعمها لنعمل على حلّها .

    فكم شاب يعرف ماذا يجري في فلسطين من قتلٍ و تدميرٍ و مصادرة حقوق و عنصريّة ؟ لكن إن سألنا أي شاب عن أي حدث في الـ " ستار أكاديمي " فسوف يرويه لنا و بأدق التفاصيل .. ! لماذا ؟!
    لماذا سُلبت عقولنا منا ؟
    لماذا سُلبنا من هموم مجتمعنا و قضايانا ؟ لماذا ؟؟؟؟؟
    لسببٍ بسيط لكي نصبح كبيادق الشطرنج نقف حيث يريد الغرب لنا و نتحرّك خطوةً واحدةً و كما يريد الغرب لنا .

    لن أقول المزيد حول هذه الفكرة ، لأنّني ربما أكتب مجلّداتٍ و أنا أستنكرها ، أما الفكرة الثانية و الّتي تشعرني كمشاهد بالحمق هي المحاولة الصريحة بالشد العاطفي و النفسي من أجل إفراغ جيوبي من المال لصالح شركات الهاتف ، و الشكل الطبيعي أن يكون الاتفاق بين المحطات الإعلامية و هذه الشركات . فقد يضحك المرء على اختراع مبدأ التصويت عبر الهاتف لمشتركي الأكاديمية من أجل إنقاذهم من الخروج من هذه الأكاديمية و ربط هذا الشيء بالدعاية و بوجوب التصويت لهم ، و هنا يتم اللعب على نواحينا النفسية الشرقية الّتي تتميّز بالعاطفية و التعاطف ، وهذا التعاطف الناتج من الدعاية و الإعلام يبعدنا كل البعد عن هدف الأكاديمية الرئيسي ، وهو تعليم الفن و الموسيقى ، إذ |أنّها عندما اتخذت الطابع الإعلامي فقدت قيمتها و معناها لتتحوّل إلى تجارة ، فصار التصويت للمشترك الّذي يملك التعاطف الأكبر من خلال نمط حياته ، لا صاحب الموهبة و الصوت الأجمل إن وُجِدا ، ومن أجل التصويت لا بدّ لنا من الجلوس أمام شاشة التلفاز لمتابعة الطلاب في كل أوقاتهم و تحركاتهم لكي نصوّت للأجمل شكلاً بينهم أو للأمرح أو حتى لـ " الدون جوان " بينهم ، و بالتالي نفرغ جيوبنا و عقولنا و صحتنا معاً ، فمن المعروف أنّ لبقاء الإنسان أمام التلفاز أثره الكبير على صحته فهو يضعف له بصره و يتسبب له بالبدانة إذ أنّ الجلوس أمام التلفاز دائماً يكون مترافقاً مع التهام المكسرات أو الحلويات .

    بأي حالٍ لن أبقَ متحاملاً إلى هذه الدرجة على هذا البرنامج ، فقد لمست فيه شيئاً مفيداً ، فقد استطاع توحيد شعوب الوطن العربي و لو على هدف النجومية و العيش المشترك ، فقد أظهر قدرة طلاب الأكاديمية على التآلف فيما بينهم على اختلاف جنسياتهم و معتقداتهم و مجتمعاتهم ، و أصبح لكل واحدٍ منهم محبين في أقطار مختلفة ربما هذا الشيء قد يكون نواة لتفاهم عربي شامل ، لكنه بالوقت نفسه مدعاة للسخرية إذ أنّ آراءنا لم تتوحّد حول قضايانا الهامة و إنّما توحّدت حول " الستار أحمد مثلاً أو الستار محمّد " ، وقد استطاع هذا البرنامج إيهام الشباب بأنّ هذه النجومية هي المطلوبة للنجاح بسبب انتشاره بين جيل الشباب مما أدّى إلى انشغال الناس عن الأفكار الأساسية في الحياة و عدم القدرة على صيانة الوعي الاجتماعي و الفكري بالقالب الصحيح .

    و هكذا فإنّ غرق شبابنا في العجز و عدم محاولة انتشالهم من الأخطار و عدم تنمية و تصحيح توجهاتهم بالشكل الّذي يفهمونه لعدم قدرتنا على أن نكون متمتعين بالمرونة جعلهم يشعرون بأنّهم مهمّشون، فجاءت ظاهرة " الستار أكاديمي " أو
    " الستار " بشكل عام كردّة فعل للتعبير عن حالة التمرّد و محاولة إجراء انقلاب على الواقع الحالي ، و أظن أنّني حصرت الفكرة الأساسية بشيء يُدعى " خطاب الإيحاء الغيري " الّذي يوافق أو يحفّز فكرة لا شعوريّة غالباً ما تكون مكبوتة ، والفكرة الّتي يحملها " خطاب الإيحاء الغيري " لهذا البرنامج هي التمرّد ، والتمرّد أحد أهم الصفات الّتي تميّز مرحلة الشباب و الّذي غالباً ما يُكبت من قِبل ضوابطٍ اجتماعية و أخلاقيّة و دينيّة فيستقر في اللاشعور ، و يبقى هناك يعتمل في أعماق النفس منتظراً فرصة تحقيقه ، فتأتي فكرة " الستار " و حياته الخالية من الضوابط على النمط الغربي طبعاً لتوافق فكرة التمرّد اللاشعورية لدى الشباب أو تحفّزها ، فيجد الشاب فيها تحقيقاً لاشعورياً لتمرّده المكبوت ، فيرتبط بالفكرة ارتباطاً لاشعورياً يتجاوز الوعي ، دون أن يتمكن شعورياً من تفسير ارتباطه بها ، إضافةً إلى فكرة العيش بحريّة مطلقة تمثّل تمرّداً من نوعٍ آخر تمرّداً على التقاليد و المجتمع مما يعني أنها غربية أيضاً ، وهي الفكرة الّتي يُراد تمريرها إلى الشبيبة العربيّة دون وعي لها ، و دون مقاومة ، للوصول إلى هدف و هو بسط سيطرة قشور الثقافة الغربيّة علينا ، لندخل عهداً جديداً بعد عهد الكبت و الحصار لنخطو خطوةً نحو عهد الضياع و الاندثار .

    __________________________________________________ _________

    بيكيبورد:فرهد ظفور

    الدكتور : عبد الله نزهة ...


    ملحوظة: هذه صفحة للحوار حول برنامج الستار أكاديمي في نسخته الـــــ ؟!
    الذي تقدمه المحطة المميزة : l b c
    باديء ذي بدء كلمة حق يجب تسجيلها أن البرنامج نال مراده من الجماهيرية بدءً من الرجل العجوز إلى الطفل الصغير ومهما كان موقفنا من البرنامج إيجابياً أم سلبياً فقد أصبح حديث الناس وحقق أهدافه التجارية من إتصالات وإعلانات وغير ذلك لكن ثمة ملاحظات نهمس بإذني القائمين على البرنامج بالمستقبل أن يأخذوها بعين الإعتبار بها وهي أن التجربة جديدة على مجتمعنا الشرقي وهي بحاجة لطرح الملامح الشرقية المطعمة بالمصدر وأن لاينسوا أن بالدول الأخرى هناك مجموعة دكاترة ومشرفين نفسيين ومحللين إجتماعيين تراقب التلاميذ وتضع لهم الأسئلة وتراقب ردات فعلهم ويفضل أن يكون المختصين من أكثر من بلد عربي و أجنبي .
    مع تحيات أسرة منتدى وموقع المفتاح



يعمل...
X