إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحفاظ على المعالم الأثرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحفاظ على المعالم الأثرية

    الحفاظ على المعالم الأثرية
    ترجمة لتنامي الوعي عند المواطن

    ألقيت في المركز الثقافي في حمص بمناسبة ثورة آذار المجيدة
    بتاريخ 10/3/1997
    محد نجيب معاذ
    رئيس الجمعية التاريخية

    أيها السادة الحضور
    وليست المدينة مجرد تجمع بشري في مكان جغرافي واحد بل هي تفاعل بين الإنسان والإنسان. وبين الإنسان والبيئة الجغرافية والوسط الاجتماعي ضمن زمن بعيد معين ، تحكمه أطر فكرية واجتماعية وتكنولوجية تعبر عن الصيرورة التاريخية لهذا المجتمع وذلك المكان .
    وللتراث دور جوهري وأساسي في تحديد ماهية الحاضر واتجاهات التطور في المستقبل والتراث ليس نظرة متحفية قاصرة لمبان أو منشآت خلفتها أجيال سابقة وإنما الفهم الواعي والموضوعي لتأصل التجديد وتطوير الحاضر ضمن مفهوم الهوية والانتماء الواضحين.
    لمحة تاريخية:
    إذن لابد ضمن هذا المفهوم للمدينة القديمة من لمحة تاريخية موجزة عن تاريخ أولئك الأجداد وارتابطهم بمبانيهم وتراثهم الذي خلفوه لنا. وواجب الحفاظ عليه بكل ما أوتينا من حب لآولئك الأجداد وهذا الوطن الذي نعيش على أرضه. ونتنسم هواءه.

    وفي عهد الممالك انحط شأن حمص بسبب إهمال الحكام وبسبب الحروب الصليبة0ثم الغزو المغولي في عهد تيمورلنك ثم الطاعون الهائل الذي حصد عددا كبيرا من سكان حمص فيما حصد من سكان بلاد الشام عام 1342م ثم فتن
    الأعراب ...كل هذا أدى إلى انحطاط شأنحمص فقل عدد سكانها وخمل ذكرها (أحمد وصفى زكريا) في كتابه جولة أثرية .
    واستمر الوضع على هذا النحو حتى مجيء العثمانيين عام 1516م بقياده السلطان سليمالأول الذي مر من حمص في نفس العام
    وبقيت حمص طيلة العهد العثماني مهملة يعيش سكانها حياة بسيطة م تغلق أبواب المدينةبعد الغروب خوف هجوم الأعراب ويأوي كل امرئ إلى بيته...


    وهكذا بقي الحال م حتى جاء ابراهيم بن محمد علي باشا حاكم مصر من
    (1832-1840م ) فساد الهدوء، وانتشر الأمن ، وتحسن الاقتصاد من أثار هذه الفترة بناء (الدبويا) أي مستودع الجبخانة موقع السرايا اليوم التي عمرها باقتلاع الأحجار البازلتية التيكانت تستر سفوح القلعة مما ساعد على سرعة خرابها كما نشاهد اليوم .
    وعندما خرج ابراهيم باشا عام 1840م رجعت حليمة لعادتها القديمة 0وعاد البدو للاعتداء ، وعادت الفوضى من جديد.
    كان يحيط بها سور من الحجارة البازلتية ، له شك لشبه منحرف يحوي سبعة أبواب.
    طول الضلع أو السور الجنوبي للمدينة 900م يمتد ببن باب الدرب وباب السباع .
    وطول السور من الشمال 1575 م ء وصد ببن باب تدمر وبرج جامع الأربعين .
    طول السور الشرقي 900م أيضا يمتد ببن باب تدمر وباب الدريب .
    وطول السور الغربي 825م ويمتد بين برج الأربعين وباب التركمان فيكون محيط السور كله4200 م
    وما إن أتى عام 1870 م حتى ألغى السلطان عبد العزيز ضريبة المكوسفانعدمت الحراسة على الأبواب التي تركت مفتوحه ليلا نهارا وأهمل ترميمها وبدأ تخريبها هي والسور ، وبدأ الناس يبنون بيوتهم ومرافقهم المختلفة خارج السور وبدأت المدينة تتوسع حول السور وأصبح لدينا مدينة قديمة ضمن السور بمعالمها التاريخية التراثية الأثرية ومدينة حديثة. ونتيجة تطور المدينة السريع فإن مدينة حمص القديمة تقد اليوم في منتصف المدينة يحيط بها العمار من كافة الجهات.
    وقبل أن نتكلم عن كيفية الحفاظ على المعالم الأثرية للمدينة القديمة سأذكر بعض المعالم الأثرية الباقية ضمن السور ونسيج المدينة العمراني وكنت أتمنى لو أقيم المعرض عن حمص القديمة ورافقنا طيلة الأسبوع
    تقسم الأبنية في حمص إلى أبنية أثرية وهي بالمعنى المكتبي أبنية مسجلة لدى المديرية العامة للآثار والمتحف والمتعارف على أن عمرها أكثر مئتي سنة . وأبنية تراثية تاريخية لها شكل معماري متميز، أو قامت بوظيفة اجتماعية ، عسكرية،..إلخ
    الأبنية الأثرية: وتقس إلى ثلاثة أقسام :
    أبنية عسكرية ،وأبنية دينية ، وأبنية مدنية
    1- الأبنية العسكرية: مثل القلعة والسور والأبراج والأبواب.
    وقلعه حمص أقدم موقع نشأ فيه السكن بحمص إذ أنها كغيرها ل اتخرج عن نظام ارتباط نشأةالمدن بوجود القلاع ومحاولة تحصينها للالتجاء إليها عندما يهاجمهم الأعداء ووجود معبد الشمس فيها قبل دخول المسيحية لحمص جعل لها مكانة دينية خاصة حتى أن النقود التي كانت تصك بحمص كانت تحمل صورة هذا المعبد.
    ولد أظهر السبر الذي جرى في القلعة 1975 نصبا حجريا موجود الآن في المتحف جاء فيه بالإغريقية (تقدمةمن مايداوس بن خولاسيس إلى إله الشمس ايلو غابال مشكورا ).
    وحتى في العصور الإسلامية بقيت للقلعة أهميتها حيث بني فيها المسجد السلطاني زمنالأسرة الزنكية التي انتهت عام 1262م لكن أهميه هذه القلعة ازدادت إبان الحروب الصليبةكمركز عسكري زمن الأيوبيين الذين حكموا من عام ( 1154-1262م) والذين حصنوهاووسعوا واديها زمن الملك المجاهد شيركوه الثاني ابن محمد والذي حكم حمص 54 عاماً.
    حيث نقش على البرج الشمالي لها وما يزال حتى اليوم (أمر بعمارته شيركوه بن محمدعام 1197م ودليل متانة هذه القلعة ما جاء على لسان الرحالة فتح الله الصايغ والرحالة التركيأولياتشلبى وأحمد وصفي زكريا وما ورد في كتاب الروضتين : عندما استلمها الأيوبيون منالزنكية (والشيخ الفقيه قد شهد بأنها نجم في سحاب عقاب في عقاب. وهامة لها الغمامة عمامه).
    أما زمن العثمانيين وبعد زوال الخطر الصليبي فقد تضاءلت أهميتها فأصبحت مجردمركز أمني داخلي . ثم بمرور الزمن ولعدم الحاجة الدفاعية لها تلاشت أهميتها وصارت مجردمكان يقصده الأهالي في موسم خميس النبات .
    وعندما حكم المنطقة ابراهيم بن محمد علي باشا أمر بنقل حجارتها لاستعمالها في بناءالدبويا( الثكنة العسكرية ) مكان .السرايا اليوم كما سبق ذكرناه أما أيام الاستعمار الفرنسي فقداستعملها الجنود الفرنسيين كثكنة ومعقلا ضد الثوار الوطنيين .يتصيدون ببنادقهم ورشاشاتهمهؤلاء الثوار وخاصة 1945
    ترتفع القلعة في وضعها الراهن عما حولها /32/ مترا ويبلغ محيطها /840/ مترا »
    ولقد بدأت الدراسات عام 1995 للتنقيب فيها ببعثة بريطانية سورية مشتركة برئاسة الدكتور كنغ وهناك محاولات جادة 0 لجعلها متنفسا سياحيا مع الحفاظ على آثارها.
    ب – السور والأبراج: لم يبق من السور إلا بعض أثاره التحتية ، مثل السور الشمالي الذي ظهر بعد هدم حي الأربعين الممتد من برج الأربعين وإلى الشرق.
    الشمالي 1575م الجنوبي 900 الشرقي 900 الغربي 825
    كما أن هناك قوانين تراعي حرمة السور . كترك وجائب عند البناء قربه وتقييد ارتفاع الأبنية
    أما السور الشرقي فيظهر جزء من أساساته وبقية برج فيه . وأما الأبراج ، فأهمها برج جامعالأربعين وبرج الباب المسدود وبينهما برجان ضمن مساكن شارع الخندق يسكنهما المواطنونحتى اليوم .
    الأبواب : لحمص سبعه أبواب هي باب هود - باب السباع - باب الدريب - باب تدمر-باب السوق باب التركمان – الباب المسدود. ولم يبق من هذه الأبواب إلا الباب المسدود الذي سد بعد خروج السلطان سليم الأول منه عندما مر بحمص عام 1516كما ذكرنا.

    2-الأبنية الدينية:
    وتشمل المساجد والكنائس والزوايا والتكايا والربط والأديرة والمقامات.. وسنكتفى هنانظرا لعدم إمكانية التحدث عنها كلها بالتحدث عن بعض المساجد والكناس الأهم أثرياً وسياحيا .



    آ_ جامع النوري الكبير:
    وهو أهم المساجد الأثرية في حمص إذ أنه كان معبدا وثنيا ثم كنيسة . ثم لما دخلحمص العرب المسلمون جعلوا نصفها جامعا حسبما ذكر ذلك حاجي خليفة .
    ولقد قام نور الدين زنكى بترميم هذا الجامع وإعادة بنانه وشراء النصف الشرقي منه منالمسيحيين الحماصنة بعد أن تخرب بفعل الزلزال الكبير عام 1157 وعرف منذ ذلك الوقت بهذاالاسم جامع النوري الكبير . وقد أنشأ الملك المجاهد المدرسة النورية فيه ( وهي المكتبة الآن ) عام 1229م . وفى عام 1988 اكتشف باب أثري تحت السور الشرقي للجامع كما اكتشفت جزءمن كاتدرائية تحوي تابوت مغطى بالرصاص وأرض بناء من الفسيفساء » ذكرت في مجلةالبحث التاريخي للدكتورة تغريد الهاشمي

    ب . جامح خالد بن الوليد:
    يتمتع هذا الجامع بشهره واسعة بين السياح . لجمال بنائه وارتباطه باسم البطل العظيمخالد بن الوليد ولقد بنى الظاهر بيبرس حين مروره بحمص 1265م فوق الضريح مسجداً صغيراً إلى أن قام ناظم باشا أحد ولاة العثمانيين بهدم المبنى القديم وبناء الجامع الحالي زمن السلطانعبد الحميد الثاني عام 1902م ولقد أتى بناء هذا الجامع على غاية من الجمال ومئذنتيه علىغاية من الرشاقة . لذلك ولقدسية هذا الجامع حق للسائح أن يزوره . ولقد خصصت إحدىغرفه لتكون متحفا خاصا بأدوات البطل خالد بن الوليد وحاجات أخرى مثل المنبر الخشبي .
    وهناك العديد من المساجد الأثريه كمسجد وحشي وتوبان ومسجد الملك المجاهد وجامع الشيخكامل جامع أبو لباده وجامع دحمه الكلبي ... الخ
    ومن المباني الدينية الزوايا : ومنها زاوية الخضر الداخلي الذي أشرفنا على ترميمها كدائرة آثار
    وبرعاية المرحوم الأستاذ نسيب صليبيمدير التنقيب المساعد في المديرية العامة للآثار والمتاحف .
    ومن الزوايا أيضا زاوية زين العابدين في سوق الحشيش وزاوية الشيخ سعد الدين السعدي ( الجيباوي) أما التكايا و الربط فلم يبق منها شيء .

    ج - كنيسة مار اليان العجائبي :
    تقد قرب السور الشرقي للمدينة القديمة شارع امرؤ القيس تابعة لطائفة الروم الأرثوذكس . ذكر الباحث جبرائيل سعادة عن القديس اليان أنه عاش في مدمنة حمص في القرنالثالث الميلادي ، وحمص المدينة الوحيدة التي تذكر أخباره ، أما الأستاذ نعيم زهراوي فيذكر فيالجزء الثاني من كتابه أسر حمص وأماكن العبادة ص131 أن هناك مخطوطات أخرى عرفت فيما بعد ، تذكر حياة هذا القديس إضافة إلى ما ذكر الخوري عيسى أسعد عنه في كتابه حيث اعتمد على مخطوط قبل 1492م يقول فيه أمر أبوه عام 285م بقتله بغرس مسامير في رأسه وفي عام 432 وضعت رفاته في تابوت مازال حتى اليوم في الكنيسة التي جدد بناؤها عدةمرات . والتي تحوي رسوما من الفريسك ترجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي
    كنيسة أم الزنار :

    تابعة لطائفة السريان وشهرتها ترجع إلى زنار السيدة مريم العذراء الذي وجد فها عام 1953م ومازال هذا الزنار معروضا فها حتى الآن، وقد بنيت هذه الكنيسه فوق دير قديميرجع تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي . ولكننا لم نجد ما يؤكد ذلك خلال تنقيبنا عام 1995وأغلب الظن أنه كان مخبأ للمتنصرين الجدد أو مدفنا للقساوسة .
    3- الأبنية المدنية:
    وتشمل القصور والحمامات والأسواق والسيباطات و الخانات ..
    وأهمها :
    - قصر الزهراوي: الذي انتهت دائرة الآثارمن ترميمه ليصبح متحفاً للتقاليد الشعبية .وهو في حيباب تدمر شارع عمر المختار . بناؤه من الحجر البازلتي ويتألف من جناحين شرقي : ويرجعللعهد المملوكي 1262م . وغربي يرجع للعصر العثماني .



    ويحوي كل منهما باحة سماوية تحف بها الغرف من جهات ثلاث أما الجهة الجنوبية فتتألف منأيوان تطل عليه غرف الطابق الثانيويوجد أقبية تحت هذا القصر ترجع إلى العهد البيزنطى بدليل نوع العقود ثم اللقى الأثرية التي وجدت فيه عام 1990.
    واستعمل هذا القصر كأول غرفة تجارة في حمص منذ عام 1261م. .
    قصر مفيد الأمين : ويقع أيضا في حي باب تدمر شارح السراج . ولقد بني هذا القصر فيالعصر المملوكي عام 1343 م ليكون دارا للحكم على غرار دار الأبلق ودار السعادة في دمشق
    / عن كتاب أحمد دهمان : أمراء دمشق / . وبقي هكذا حتى دخول العثمانيين المنطقة عام1516م وبانيه أحمد شهاب الدين كجك . ويتألف القصر من عدة قاعات جميلة تزدانبالمقرنصات ويتوسطه قاعة كبيرة مقببة مبنية بالآجر المشوي . وله باحة سماوية تتوسطهبركة حجرية أزيلت موخرا .
    - ومن القصور والمباني الأخرى ثمان وخمسين منبى مدنياً حسب وثائق دائرة الآثار. ومنها:
    قصر عبدالله فركوح فى بستان الديوان و قصرآل اليافي الرائع تحت المأذنتين وقبة بيت شلبالشام في حي باب هود - الزاوية ، وبيت مصطفى باشا الحسيني في حي باب التركمان والذي يؤلف كتلة معمارية متناغمة للجاع والسيباط والسكن والمضافة ، وقصر محيش في شارع الأبرار حي جمال الدين.

    الحمامات:

    أما الحمامات فقد شيد في حمص خلال العهود البيزنطية والأيوبية . والمملوكيةوالعثمانية عدد من الحمامات بنيت على الطراز الكلاسيكي للحمامات المترقية والتي تتألف من (البراني والوسطاني- والجواني) وأهم ما تبقى منها حمام الصغير في سوق التجار والذي أصبح محلاً تجارياً ويرجع بناؤه إلى العهد الأيوبي الذي انتهى عام 1262م.
    وحمام العصياتي من العهد العثماني الذي أصبح منشرة خشبية وهو أيضا غير مستعمل . أما الحمامين المستعملين حتى الآن فهما حمام الباشا ذا البناء المملوكي وحمام العثماني ذا البناء العثماني. وتتوسط هذه الحمامات ساحات تنوسطها بحيرات وسقفها من العقد المكون من الحجرالبازلتي ، والأرضية مرصوفة بأحجار بازلتية ورخامية جميلة تحوي لواوين وكل ليوان يحوي عدداً من المقاصير تحوي بدورها أجران للمياه وتعلو هذه المقاصير سقوف مقببة بنوافذصغيرة زجاجية للإضاءة.

    4- الأسواق:
    لقد تميزت حمص بتنوع الحياة النباتية والحيوانية ونمط عيش السكان . فظهور الفائض الزراعي استتبع وجود معاصر الزيتون وصناعة الدبس وطحن الحبوب وبالتالي صناعة الأدوات اللازمة للزراعة. وظهور الفائض الحيواني استتبع ظهور صناعة الدباغة وغزل الصوف وصناعة البسط وصبغة الفرو وتصريف هذه المنتجات المصنعة ومن هنا نشأت أهمية حمص كملتقى لهذه الفئات الثلاث وكانت الأسواق الأثرية المسقوفة في حمص تتألف من دكاكين تصطف إلى جانب بعضها لتشكل أروق لها سقف موحد على شكل جملون مبني بالحجارة ثم حل الحديد مكانها في القرن التاسع عشر خشية الحرائق أو الزلازل.
    ولا تخلو هذه الأسواق من جامع ومدروسة وخان وسبيل ماء وتقع هذه الأسواق ضمن المخطط القديم للمدينة على بعد 300-400 متر من السور الغربي والشمالي.
    وحتى لا نطيل سأذكر بعضها:
    آ- سوق النوري: سمي بذلك بمجاورته المدخل الجنوبي لجامع النوري الكبير وكان اسمه سوق الصرماتية لإشغاله ببائعي الأحذية عام 1756م. ثم رصفت أرضه بالبلاط البازلتي أيام السلطان عبد الحميد الثاني. وإلى الغرب منه سوق الحسبة مكان تواجد المحتسب. ولقد قام مجلس المدينة مؤخراً بترميم هذا الشارع بإشراف دائرة الآثار.
    ب- سوق البازرباشي: وهو سوق مكشوفة يتصدرها جامع البازرباشي وهذه كلمة تركية تعني (رئيس بازار السوق) هذا السوق بأسواق مسقوفة لبيع الأقمشة ، كما يتصل بساحة أخرى فيها الحمام العثماني ويعرف بسوق النسوان.
    ج- سوق المنسوجات والصاغة: ويبدأ من أمام المدخل القبلي لجامع النوري على طول 160 متر ويتفرع عنه سوق الحرير وسوق العطارين.
    سوق القيسارية: عرف بهذا الاسم لمجاورته خان القيسارية الذي ني زمن الوالي أسعد باشا العظم عام 1756. ويتألف سقفه من عقد حجري نصف دائري له فتحات علوية للتهوية والإنارة وهناك سوق قيسارية الحرير الذي بني ليكون فندقاً مازال له باب كبير بمصراع واحد وفي وسطه باب صغير يليه دهليز مسقوف بعقد فالدرج المؤدي إلى الطابق الثاني المطل على الباحة المحاطة بمحلات تجارية..
    وهناك أسواق أخرى مثل سوق العبي وسوق الخياطين وغيره..
    هـ- الخانات: الخان لفظة فارسية تدل على مؤسسة اقتصادية اجتماعية بني لعدة أغراض:
    لنوم التجار ودوابهم ولتبادل السلع. ويلحق به قسم للبيطار وقسم لإطعام الدواب ولم يبق منه اليوم سوى قيسارية الزهراوي وخان آخر اسمه خان الحشيش.
    ولقد تنبه شعبنا العربي في سورية إلى ضرورة الحافظ على آثار بلاده بعد أن عبث بها العابثون /كابراهيم باشا باقتلاعه أحجار القلعة/ نهب منها الناهبون كالمستعمرين الفرنسيين وكنهبهم لغالبية المواقع في سوريا ومنها من تل المشرفة وتدمر وقلعة حمص . وسرق منها السارقون من ضعاف النفوس.
    تنبه شعبنا إذا لضرورة الحافظ على تلك المعالم الأثرية فصدر قرار رقم 485 تاريخ 13/11/1945 عن وزير المعارف وفيه قائمة بالمباني الأثرية في سورية. ثم أنشئت المديرية العامة للآثار والمتاحف للحفاظ على هذه الآثار والتنقيب عنها بشكل علمي واستنطاقها من قبل علماء الآثار لمعرفة مخزوناتها من علوم وآداب من خلال الرقم الفخارية أو الأبنية المختلفة أو اللقى والأدوات التي استعملها إنساننا العربي آنذاك. هذه آثارنا تدل عليناك موقع رأس شمرة والأبجدية العالمية. إيبلا وتاريخ 4000 سنة مضت تدمر الحاضرة والتاريخ.
    والآن تل المشرفة عبن دارا .ز مدينة ماري .. الرصافة .. بصرى.. كل موقع منها يحكي قصة المنطقة ويميط للثام عن حضارة.
    وبدأ الوعي الأثري يتنامى عند المواطن السوري لأنه بدأ يعرف قدر نفسه وقدر بلده وأثره. وبدأ يتعاون مع فعاليات وطنه بالإعلان عن مشاهداته للدوائر المختصة وصار المواطن يعلم الدوائر الأثرية عن رؤيته لآثار وجدها أثناء حفر أساسات منزله أو عند حفر قناة في شارع أو حراثة حقل في قرية بدل طمس تلك المعالم ، إضافة إلى صدور قوانين تشجع المواطن على هذا الإعلام وذلك بإعطائه نسبة من قيمة الأثر قد تصل إلى 20 %.
    وما هذا إلا دليل واضح على تنامي الوعي لدى الدولة والمواطن من أجل الحفاظ على آثار البلد
    قد تقولون أنت متفائل جداً فكيف تقول هذا ولقد خربت نسبة كبيرة من آثار حمص فهذه القلعة وأحجارها أيام إبراهيم باشا وهذا واديها المردوم. وهذا هو حي الأربعين الذي نسف وقصر عبد الحميد باشا الدروبي الذي هدم. إضافة إلى غزو الأسمنت المسلح للمباني الأثرية وأصحاب المصالح الذين لا يبخلوا بجهد للاستفادة على حساب الآثار والتراث والتاريخ بحجج كثيرة ومتنوعة.
    أقول: على الرغم من كل ذلك ما زالت الغالبية العظمى من شعبنا الطيب متعاوناً مع الهيئات المعنية وسأورد مثاليين على ذلك.

    أواخر عام 1994 تقدم أحد المتعهدين بكتاب إلى دائرة الآثار يعلمنا فيه عن توقعه وجود آثار تحت أساسات المبنى الذي يهدمه في أول شارع الحميدية قرب جامع الدالاتي لنجد لقى قيمة ما تزال في متحفنا.
    مثال آخر: بتاريخ 25/5/1995 هتف لي مدير ناحية تلبيسة يخبرني أن بعض المواطنين أثناء حفرهم لقاعدة مئذنة انهار التراب تحت التركس وتوجهنا أنا ومديرة المتحف مباشرة إلى الموقع فوجدنا مدفناً يرجع للعهد الهلنستي لم يمس ودام التنقيب الدؤوب شهراً ونصف ووجدنا لقى على غاية من الأهمية وذات قيمة أثرية عالية.
    إذن بمتابعة الدوائر المختصة وتنظيم الدول لعملية الحفاظ هذه وبتشجيعها للمواطن الشريف و الضرب على يد المستهتر أو ذا المصلحة الخاصة نستطيع الحفاظ على الأقل على ما تبقى من آثارنا والتي تكلمنا عن بعض منها
    هذه المباني المضمخة بعبق تاريخ الآباء والأجداد تعيد إلى الأذهان نمط الحياة الذي كان سائداً والمرتبط بالمعالم الأثرية. إذ أننا لا نستطيع محو الأحداث التاريخية المرتبطة بتلك المعالم ولنأخذ مثلاً على ذلك ساحة باب السوق التي كانت الحياة تعج فيها من تجارة تضم الحضر والبدو والريفين ومن حياة سياسية تنطلق منها الاضرابات زمن الاستعمار الفرنسي كاضراب 1936 وينطلق لمضربون يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن ويلعلع صوت رصاص العدو ويثبت الأبطال بفؤوسهم وسلاحهم البسيط أما سلاح العدو المتطور ويستشهد الكثير وتنتصر الإرادة . أليس حرياً بنا بعد هذا أيها السادة أن نحافظ على هذا التاريخ النضالي الاقتصادي الاجتماعي المرتبط بهذه الآثار؟
    ما النتاج المادي إلا نتاج فكر المجتمع وإبداع الإنسان ولا يمكن لهذا النتاج والإبداع أن يكون أصيلا ًإلا إذا كان الفكر بتطوره المنطقي أصيلاً أيضاً.
    ولا شك أن هذه النظرة الشمولية للمدنية العربية وخصائصها ضرورية لتحقيق الرؤية الشاملة للمجتمع ومدنه وحواضره وصياغتها في هوية خاصة وكيان عمراني خاص مستقل لتأتي المخططات ملائمة للتكنولوجيا الحديثة وعنفوانها ضمن الربط التاريخي والشخصية العربية المتميزة. لذا وحتى تتابع الدولة القيام بدورها التنظيمي أصدرت رئاسة مجلس الورزاء بتاريخ 25/6/1990 قراراً بتشكيل لجنة تسمى لجنة حماية المدينة القديمة وتضم أربعة عشر هيئة ثقافية تخصصية ومنها جمعيتنا التاريخية للحوار مع مجلس المدينة والمعنين كافة لدراسة نظام ضابطة البناء الجديد لحمص.. وما بين صدور القرار المذكور وصدور نظام الضابطة الصادر عن مجلس مدينة حمص بتاريخ 21/12/1996 أي خلال ست سنوات من اجتماعات مطولة و زيارات ميدانية للمواقع الأثرية في المدينة القديمة دارت مناقشات ساخنة حتى خرج هذا النظام إلى النور بأقل الخسائر اعتماداً على قرار المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 1990 .

    تحية لك يا بلدي بتاريخك وآثارك وشعبك وقائدك.

    حمص في 10/3/1997 محمد نجيب المعاذ
    رئيس الجمعية التاريخية

يعمل...
X