مشاركة ‏منشور‏ ‏‎Osama Silwadi‎‏ من قبل ‏‎Ahmed Rjoob‎‏.

تحدثت مصادر صحفية إسرائيلية بأن” اللجنة الإسرائيلية لليونيسكو” وافقت على إدراج اسم قريتي لفتا وعين كارم على اللائحة التمهيدية الاسرائيلية لتسجيلهما على قائمة التراث العالمي كتراث اسرائيلي توراتي.
القريتان هما من القرى المقدسية الفلسطينية المهجرة عام 1948م. وهذه القرى هي قرى فلسطينية عربية تعود بتاريخها الى آلاف السنين ومرت عليها حضارات مختلفة كالحضارة الكنعانية والرومانية و البيزنطية، وهما جزء من الذاكرة الفلسطيني المرتبطة بالنكبة التي حلت على الشعب الفلسطيني عام 1948م، ومرتبطة بمعاناة القتل والتشريد الذي قامت به العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
فعين كارم مرتبطة ارتباطا وثيقا بتقاليد بيزنطية مسيحية تتحدث عن أنها مكان مولد يوحنا المعدان والمكان الذي زارت فيه البتول والدة يوحنا المعمدان وهناك عدد من المواقع المسيحية الهامة المتعلقة بهذا الحدث مثل كنيسة يوحنا المعمدان في القرية. أما لفتا فهي قرية عربية فلسطينية بتاريخها ومعالمها وبيوتها وأشجارها وما تتضمن من مقابر ومسجد وأراض زراعية تابعة لها. تقع على طريق القدس- يافا وتعود بتاريخها الى فترات تاريخية قديمة ومرت عليها عدة حضارات خاصة الحضارة الكنعانية والرومانية والبيزنطية ومختلف الفترات الاسلامية الى أن تم تهجير أهلها من قبل العصابات الصهيونية عام 1948م.
وبهذا الصدد نشرت مصادر عبرية مؤخرا إلى ما يسمى بـ ” مجموعة التراث بجمعية المصممين الهندسيين” تقدمت بواسطة المصمم العمراني “جدي عيرون” بطلب لتسجيل وتضمين موقع لفتا (القرية ومحيطها) كموقع للتراث العالمي بإسرائيل، بدعم عدد من المصممين، إذ أشار مقدم الطلب بأن للموقع أهمية كبرى، وادعى أن للفتا تاريخ قديم منذ الفترة التوراتية، وأخرى متواصلة إلى يومنا هذا، وان في القرية أبنية عمرانية متميزة، منها الأبنية العربية القروية، مشيرا إلى تطور الاستيطان القروي التوراتي في فترات متعاقبة في قرية لفتا. أن المساعي الإسرائيلية ترمي لتحويل القرية ومحيطها إلى موقع تراث عبري ، ضمن مخطط أشمل لتحويل وتسجيل مئات المواقع العربية والاسلامية في البلاد على أنها مواقع تراثية يهودية مزعومة، وطمس جزء مهم من الذاكرة الفلسطينية لهذه القرى وبمباركة عالمية.
ومن الجدير بالذكر، أن قرية لفتا المقدسية التي بقيت معظم بيوتها بشكل كامل بعد النكبة الفلسطينية عام 1948، تتعرض إلى هجمة شرسة من قبل شركات وجهات إسرائيلية لإحكام السيطرة عليها، ووضع مخططات لبناء عشرات الوحدات الاستيطانية على أراضيها وضمن مساحة مواقع بيوتها، وطمس المعالم العربية والاسلامية في القرية، حيث جوبهت هذه المخططات بحراك مقدسي أدى الى تجميد عدد من المخططات حتى اللحظة.
أعتقد أن هذا الأمر خطير جدا وهو يسعى ليس فقط الى طمس الذاكرة والتراث والتاريخ الفلسطيني في القرى والبلدات الفلسطينية المهجرة بل انتحال وتزيف تاريخها الحضاري و نزع اعتراف دولي به كتراث انساني اسرائيلي. فـإسرائيل نجحت بتسجيل عدة مواقع فلسطينية ( أحتلت عام 1948 )كمواقع تراث عالمي اسرائيلي وذلك مثل مدينة يافا. وهذه الخطوة سوف تكون اعتداء على التراث الفلسطيني وعلى القرى المهجرة الفلسطينية وبمباركة العالم أجمع.

من almooftah

اترك تعليقاً