حسن ابراهيم سمعون

عُـذرًا أيُّها الشَّهيدُ
يا نـَسْرُ عُــــــــــذرًا لاحْـتِـبـاسِ مَحابـِري
ونـَفادِ أوراقِ الجَـــــــــــــــوى بـِدَفاتـِـري
مِـنْ أيــنَ أغـْـتـَرِفُ الكـَــــــــلامَ وحِـبـْرَهُ
وعُـيـونـُهُ صُـلِـبـَتْ بـِقاعِ مَحـــــــاجـِري
فـَالكـَرْمُ مَــــــــــذؤوبٌ وشُـــذَّاذُ الــلِـحىَ
كـَسَروا الدِّنانَ بـِـسَـكـْرَةٍ مَـعَ غـَــــــــادرِ
وَلِـكـُــلِّ أمٍّ بالشَّـــهـــادَةِ رَحْــــــــــــــمَـةٌ
وَفـَسيلُ غَــــــارٍ في رِيـَاضِ مَـقـــــابـِري
دَمْـــــعُ الثـَّـكالىَ والـيـَتامى كـَوثـَــــــــــرٌ
قـَطـَرَاتـُهُ أذْكـَـتْ بُخـُـــــورَ مَجـامِـــــري
فاسْـتـَحْضَرتْ روحَ الشَّــــــهـيدِ وقـَـولـَهُ:
سوريَّـتي أمِّي وَقـُــــــــــــــدْسُ ذَخائـِـري
أنـتِ الأمَـانـَةُ صُنـْـتـُها بـِشَـهـادَتــــــــــي
صَـوْنَ الوَريثِ لِـكابـِـــــــرٍ عَـنْ كـَابـِــــرِ
أنتِ الشـَّـــــــآمُ وَلـَو حَـظِـــيـْتُ بـِرَجْـعَـةٍ
لـَبـَذَلـْـتـُها طـَــــــــوعًا بـِطِـيبِ الخـــاطِـرِ
*****
سُوريـَّـتي رَدَّتْ : بـُنـَيَّ مُــــــــــــــــبَارَكٌ
زُفـّـُــوا الشَّهـيـدَ إلى تـُرابي الطـَّــــاهِـرِ
فـَيـَلـِيـْقُ بـِي عـُـرسٌ, أنا أمُّ الـــــــدُّنى !
والقـَمْـحُ والصَّلصَالُ فـَـيْضُ عَنابـِـري
حَرْفيْ حَكايا الشَّمْسِ في ثـَغـْرِ المَــدى
وَيُـشَـرِّفُ الـتـَّاريخَ جَــــدْلُ ضَـفائِـري
إنـِّي نـَفـَـخـْتُ الــــرُّوحَ فـي أسْـــفـارِهِ
فـَحَـــــــبا لِـيـَرْقىَ مَجْـدَهُ بـِمَنابـِـــــري
اللهُ مِـــــــــــنْ طْـوريْ تـَجـَـلـَّتْ نـَارُهُ
قـَبَـسًا وَمَهـْــدُ الفـَجْـرِ طـَـيُّ نـَواشِـــــــري
في سِـنـْدِيانيْ جَــبْهـَةٌ لِلــــــــــريْحِ إنْ
عَصَفَتْ وَسَـيْفُ الحَقِّ قـَبْضُ كَواسِري
إِنِّي سَأبـْقى قـَلـْعَـة ً وَعَـــــــــــــصِيـَّة ً
وَالفـَضْلُ بَعـــــدَ اللهِ سِرُ عَساكِـــــري
فـَعَساكِـري للأرْجُـــــــــــوانِ سُـلالـَة ٌ
نَسَغوا الشَّهادةَ مِــنْ صُدورِ حَـرائِري
أنـْــــــــــــــثى أنا وَسَــــنابـِـلي وَلاَّدَة ٌ
فـَارْقـُـــــــــدْ بُــنـَيَّ مُـكـَللاً بـِمآثـِــري
حسن إبراهيم سمعون

من almooftah

اترك تعليقاً