شخصيات من بلدي
الشخصية التاسعة.
محمد أحمد دهمان
أحد كبار علماء دمشـق ومؤرخيها.
تكلمنا عن الشخصبة الأولى الدكتور ابراهيم حقي
والشخصية الثانية الشيخ محمد سكر
و الشخصية الثالثة وهو الدكتور قتيبة الشهابي
و الشخصية الرابعة عبدالوهاب القنواتي
والشخصية الخامسة الاستاذ هاني مبارك
و الشخصية السادسة الشاعر خليل مردم بيك
و الشخصية السابعة أيمن رشدي سويد
و الشخصية الثامنة الشيخ بدر الدين الحسني
أما الآن فمع الشخصية التاسعة وهي
(محمد أحمد دهمـان -) (1317-1409هـ/1899-1988م)محمد أحمد دهمان أحد كبار علماء دمشـق ومؤرخيها في القرن العشـرين، ولد في أسرة علمية، فقد كان والده الشيخ أحمد دهمـان (1844- 1927) من كبار قراء دمشق وعلمائها. وكان له مكتب لتعليم الأولاد في المدرسـة العادلية الصغرى، وكان لعمته (حنيفة) مدرسة للأولاد لم تكن تقبل أكثر من عشـرة أولاد في الصف.بدأ بتعلم القراءة والكتابة وهو في الثامنة من عمره وبحفظ القرآن الكريم على يد والده في المدرسـة العادلية الصغرى، ثم أدخله والده المدرسـة التجارية ومديرها الشيخ أمين سـويد، وانتقل منها إلى مكتب الشيخ عبد القادر المبارك، فأمضـى به سـنتين، لينتقل بعدها إلى المدرسة الجقمقية (المجاورة للمسجد الأموي) ومديرهـا الشيخ عيد السفرجلاني، ومن أبرز مدرسيها الشـيخ أبو الخير الميداني والشـيخ أمين السفرجلاني ومع تقدمه بالدراسة دفعه والده إلى الدراسة عند عدد من العلماء منهم الشيخ محمد بدر الدين البيباني(الحسني) والشيخ محمد قطب.

وتنوعت دراسة محمد أحمد دهمان فقد حفظ القرآن الكريم، وأتقن النحو والصرف والفقه والتوحيد والحديث والجغرافية والإملاء من خلال دراسته لأهم الكتب المختصة بهذه العلوم منها: شرح القطر لابن هشام، وشرح صحيح مسـلم للإمام النووي وشـرح الأزهرية للشيخ خالد الأزهري، وشـرح المقدمة الجزرية للقاضي زكريا ولطاش كبري، ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشرة من عمره.

ثم بدأ يحضر مجلس الشيخ عبد القادر بدران بين صلاتي المغرب والعشـاء بالمسـجد الأموي، وقرأ عليه عدة كتب منها «شرح الجوهر المكنون» للدمنهوري، و«مغني اللبيب» لابن هشام، ولازمه في مدرسـة عبد الله باشا العظم حتى وفاته ســنة 1927م.

بدأ الأستاذ دهمان حياته العملية سنة 1920م بتأسيس المكتبة السلفية بسوق المسكية (المتاخم للمسجد الأموي) وكان مركزاً يتردد إليه عدد من المفكرين والمصلحين، يتداولون في الإصلاح والتقدم. ففي سنة 1925 قامت حركة في دمشق تقاوم التعليم بالمدارس الحديثة وتدعو إلى الالتزام بكتاتيب المشايخ، فقاوم الأستاذ دهمان هذه الحركة مع جمع من هؤلاء المفكرين ومنهم خير الدين الزركلي ومحمد البزم وأحمد عبيد سواء بالنشر بالصحف أو الدعوة جهاراً في الأسواق، فكانت النتيجة أن قوطع تماماً فاضطر إلى بيع مكتبته في السنة نفسها.

وكان قد بدأ بنشر الكتب الدينية منذ سنة 1921م، وأصدر مجلة «المصباح» سنة 1927، وهي مجلة أدبية تاريخية اجتماعية أسهم بالكتابة فيها كبار الكتاب منهم محمد كرد علي ومحمد البزم وأنور العطار وشفيق جبري وغيرهم، وصدر منها ثلاثة أعداد، ثم توقفت لصعوبات الإصدار والتوزيع.

وفي سنة 1939م أسس مكتب الدراسات الإسلامية في المدرسة العادلية الصغرى لإصدار الكتب العلمية وإلقاء المحاضرات الأدبية والثقافية. كما أسهم في سنة 1943م بتأسيس جمعية إحياء الكتب العربية بدمشق مع الأساتذة: سليم الجندي وأحمد عبيد ويوسف العش وعبد الهادي هاشم وغيرهم، وشارك في إلقاء المحاضرات العلمية في ردهة المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية اليوم)، ونشر المقالات بمجلة المجمع ومجلة التمدن الإسلامي وبعض الصحف، ولعل من أهمها المقالة التي نشرها في جريدة النضال: العدد (684) سنة 1360هـ/1941م عن المدرسة الجقمقية، ذلك أن بلدية دمشق عزمت على هدم هذه المدرسة، فكانت المقالة من جملة حملة الدفاع عن هذا البناء الأثري وإبقائه.

وتوجه بعد الحرب العالمية الثانية إلى تحقيق كتب التراث التاريخية وإصدار بعض الرسائل والكتب التاريخية من جمعه وتأليفه.

وقد نال على أعماله العلمية وتحقيقاته وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى سنة 1983، إضافة إلى شهادات تقدير من كبار علماء العالم الإسلامي ومؤسساته العلمية منها: براءة تقدير من معهد التراث العلمي العربي في حلب سنة 1976، وشهادة تقدير من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي سنة 1986.

واستمر بعمله الدؤوب حتى وافته المنية.

من أهم أعماله نشر عدة كتب دينية منها: كتاب «الصيام»، وكتاب «البدرائية شرح المنظومة الفارضية» للشيخ عبد القادر بدران، وكتاب «النشر في القراءات العشر» لابن الجزري، وكتاب «سنن الدارمي» وكتاب «مختصر منهاج القاصدين» تأليف أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي، وكتاب «البدع والنهي عنها» لمحمد بن وضاح القرطبي، و«المقنع في مرسوم مصاحف أهل الأمصار» مع كتاب «النقط» لأبي عمرو عثمان بن سعيد آلداني.

ومن مؤلفاته كتاب «في رحاب دمشق» ويضم عدداً من المقالات والرسائل، وكتاب «تاريخ الثقافة الإسلامية»، وكتاب «ولاة دمشق في عهد المماليك»، و«العراك بين المماليك والأتراك العثمانية».

وكان لأحمد دهمان الفضل في نشر عدد من كتب التراث منها:كتاب «المروج السندسية الفيحية في تاريخ الصالحية» لابن كنان، وكتاب «القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية» لمحمد بن طولون الصالحي (جزءان)، والمجلدة العاشرة من «تاريخ دمشق» لابن عساكر (إصدار مجمع اللغة العربية)، وكتاب «إعلام الورى فيمن ولي من الأتراك بدمشق الشام الكبرى» لمحمد بن علي بن طولون الصالحي، وكتاب «تاريخ الدول الإسلامية» تأليف ستانلي لين بول، ترجمه إلى التركية خليل أدهم ونقله إلى العربية مع صبحي فرزات، والجزء الأول من كتاب «إنباء الغمر في أنباء العمر» للحافظ ابن حجر العسقلاني، وكتاب «علم الساعات والعمل بها» تأليف محمد بن رضوان الساعاتي، وقد ذيله بمقالات لأرخميدس وسواه عن الساعات، مع مقدمة تبلغ مئة صفحة أبرز فيها فضل العرب في صناعة الساعات مع وصف عدد منها، وذكر أشهر المهندسين والميكانيكيين العرب.

وصدر له بعد وفاته «معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي»، و«نقد الطالب في زغل المناصب» لمحمد بن علي بن طولون الصالحي.

وله من الأعمال: «الكتابات الأثرية في دمشق وضواحيها»، تم تسليم مخطوطتها إلى مديرية الآثار العامة بدمشق، و«المسجد الأموي»، نشر على شكل مقالات في مجلة نهج الإسلام قبل وفاته.

خالد محمد دهمان

— مع ‏‎Ahmad Ghazi Anis‎‏ و ‏‏19‏ آخرين‏.

صورة: ‏شخصيات من بلدي<br /><br /><br />
 الشخصية التاسعة.<br /><br /><br />
محمد أحمد دهمان<br /><br /><br />
 أحد كبار علماء دمشـق ومؤرخيها.<br /><br /><br />
تكلمنا عن الشخصبة الأولى الدكتور ابراهيم حقي<br /><br /><br />
والشخصية الثانية الشيخ محمد سكر<br /><br /><br />
 و الشخصية الثالثة وهو الدكتور قتيبة الشهابي<br /><br /><br />
 و الشخصية الرابعة عبدالوهاب القنواتي<br /><br /><br />
 والشخصية الخامسة الاستاذ هاني مبارك<br /><br /><br />
 و الشخصية السادسة الشاعر خليل مردم بيك<br /><br /><br />
 و الشخصية السابعة أيمن رشدي سويد<br /><br /><br />
 و الشخصية الثامنة الشيخ بدر الدين الحسني </p><br /><br />
<p> أما الآن فمع الشخصية التاسعة وهي<br /><br /><br />
(محمد أحمد دهمـان -) (1317-1409هـ/1899-1988م)</p><br /><br />
<p>محمد أحمد دهمان أحد كبار علماء دمشـق ومؤرخيها في القرن العشـرين، ولد في أسرة علمية، فقد كان والده الشيخ أحمد دهمـان (1844- 1927) من كبار قراء دمشق وعلمائها. وكان له مكتب لتعليم الأولاد في المدرسـة العادلية الصغرى، وكان لعمته (حنيفة) مدرسة للأولاد لم تكن تقبل أكثر من عشـرة أولاد في الصف.</p><br /><br />
<p>بدأ بتعلم القراءة والكتابة وهو في الثامنة من عمره وبحفظ القرآن الكريم على يد والده في المدرسـة العادلية الصغرى، ثم أدخله والده المدرسـة التجارية ومديرها الشيخ أمين سـويد، وانتقل منها إلى مكتب الشيخ عبد القادر المبارك، فأمضـى به سـنتين، لينتقل بعدها إلى المدرسة الجقمقية (المجاورة للمسجد الأموي) ومديرهـا الشيخ عيد السفرجلاني، ومن أبرز مدرسيها الشـيخ أبو الخير الميداني والشـيخ أمين السفرجلاني ومع تقدمه بالدراسة دفعه والده إلى الدراسة عند عدد من العلماء منهم الشيخ محمد بدر الدين البيباني(الحسني) والشيخ محمد قطب.</p><br /><br />
<p>وتنوعت دراسة محمد أحمد دهمان فقد حفظ القرآن الكريم، وأتقن النحو والصرف والفقه والتوحيد والحديث والجغرافية والإملاء من خلال دراسته لأهم الكتب المختصة بهذه العلوم منها: شرح القطر لابن هشام، وشرح صحيح مسـلم للإمام النووي وشـرح الأزهرية للشيخ خالد الأزهري، وشـرح المقدمة الجزرية للقاضي زكريا ولطاش كبري، ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشرة من عمره.</p><br /><br />
<p>ثم بدأ يحضر مجلس الشيخ عبد القادر بدران بين صلاتي المغرب والعشـاء بالمسـجد الأموي، وقرأ عليه عدة كتب منها «شرح الجوهر المكنون» للدمنهوري، و«مغني اللبيب» لابن هشام، ولازمه في مدرسـة عبد الله باشا العظم حتى وفاته ســنة 1927م.</p><br /><br />
<p>بدأ الأستاذ دهمان حياته العملية سنة 1920م بتأسيس المكتبة السلفية بسوق المسكية (المتاخم للمسجد الأموي) وكان مركزاً يتردد إليه عدد من المفكرين والمصلحين، يتداولون في الإصلاح والتقدم. ففي سنة 1925 قامت حركة في دمشق تقاوم التعليم بالمدارس الحديثة وتدعو إلى الالتزام بكتاتيب المشايخ، فقاوم الأستاذ دهمان هذه الحركة مع جمع من هؤلاء المفكرين ومنهم خير الدين الزركلي ومحمد البزم وأحمد عبيد سواء بالنشر بالصحف أو الدعوة جهاراً في الأسواق، فكانت النتيجة أن قوطع تماماً فاضطر إلى بيع مكتبته في السنة نفسها.</p><br /><br />
<p>وكان قد بدأ بنشر الكتب الدينية منذ سنة 1921م، وأصدر مجلة «المصباح» سنة 1927، وهي مجلة أدبية تاريخية اجتماعية أسهم بالكتابة فيها كبار الكتاب منهم محمد كرد علي ومحمد البزم وأنور العطار وشفيق جبري وغيرهم، وصدر منها ثلاثة أعداد، ثم توقفت لصعوبات الإصدار والتوزيع.</p><br /><br />
<p>وفي سنة 1939م أسس مكتب الدراسات الإسلامية في المدرسة العادلية الصغرى لإصدار الكتب العلمية وإلقاء المحاضرات الأدبية والثقافية. كما أسهم في سنة 1943م بتأسيس جمعية إحياء الكتب العربية بدمشق مع الأساتذة: سليم الجندي وأحمد عبيد ويوسف العش وعبد الهادي هاشم وغيرهم، وشارك في إلقاء المحاضرات العلمية في ردهة المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية اليوم)، ونشر المقالات بمجلة المجمع ومجلة التمدن الإسلامي وبعض الصحف، ولعل من أهمها المقالة التي نشرها في جريدة النضال: العدد (684) سنة 1360هـ/1941م عن المدرسة الجقمقية، ذلك أن بلدية دمشق عزمت على هدم هذه المدرسة، فكانت المقالة من جملة حملة الدفاع عن هذا البناء الأثري وإبقائه.</p><br /><br />
<p>وتوجه بعد الحرب العالمية الثانية إلى تحقيق كتب التراث التاريخية وإصدار بعض الرسائل والكتب التاريخية من جمعه وتأليفه.</p><br /><br />
<p>وقد نال على أعماله العلمية وتحقيقاته وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى سنة 1983، إضافة إلى شهادات تقدير من كبار علماء العالم الإسلامي ومؤسساته العلمية منها: براءة تقدير من معهد التراث العلمي العربي في حلب سنة 1976، وشهادة تقدير من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي سنة 1986.</p><br /><br />
<p>واستمر بعمله الدؤوب حتى وافته المنية.</p><br /><br />
<p>من أهم أعماله نشر عدة كتب دينية منها: كتاب «الصيام»، وكتاب «البدرائية شرح المنظومة الفارضية» للشيخ عبد القادر بدران، وكتاب «النشر في القراءات العشر» لابن الجزري، وكتاب «سنن الدارمي» وكتاب «مختصر منهاج القاصدين» تأليف أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي، وكتاب «البدع والنهي عنها» لمحمد بن وضاح القرطبي، و«المقنع في مرسوم مصاحف أهل الأمصار» مع كتاب «النقط» لأبي عمرو عثمان بن سعيد آلداني.</p><br /><br />
<p>ومن مؤلفاته كتاب «في رحاب دمشق» ويضم عدداً من المقالات والرسائل، وكتاب «تاريخ الثقافة الإسلامية»، وكتاب «ولاة دمشق في عهد المماليك»، و«العراك بين المماليك والأتراك العثمانية».</p><br /><br />
<p>وكان لأحمد دهمان الفضل في نشر عدد من كتب التراث منها:كتاب «المروج السندسية الفيحية في تاريخ الصالحية» لابن كنان، وكتاب «القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية» لمحمد بن طولون الصالحي (جزءان)، والمجلدة العاشرة من «تاريخ دمشق» لابن عساكر (إصدار مجمع اللغة العربية)، وكتاب «إعلام الورى فيمن ولي من الأتراك بدمشق الشام الكبرى» لمحمد بن علي بن طولون الصالحي، وكتاب «تاريخ الدول الإسلامية» تأليف ستانلي لين بول، ترجمه إلى التركية خليل أدهم ونقله إلى العربية مع صبحي فرزات، والجزء الأول من كتاب «إنباء الغمر في أنباء العمر» للحافظ ابن حجر العسقلاني، وكتاب «علم الساعات والعمل بها» تأليف محمد بن رضوان الساعاتي، وقد ذيله بمقالات لأرخميدس وسواه عن الساعات، مع مقدمة تبلغ مئة صفحة أبرز فيها فضل العرب في صناعة الساعات مع وصف عدد منها، وذكر أشهر المهندسين والميكانيكيين العرب.</p><br /><br />
<p>وصدر له بعد وفاته «معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي»، و«نقد الطالب في زغل المناصب» لمحمد بن علي بن طولون الصالحي.</p><br /><br />
<p>وله من الأعمال: «الكتابات الأثرية في دمشق وضواحيها»، تم تسليم مخطوطتها إلى مديرية الآثار العامة بدمشق، و«المسجد الأموي»، نشر على شكل مقالات في مجلة نهج الإسلام قبل وفاته.</p><br /><br />
<p>خالد محمد دهمان‏

 

من almooftah

اترك تعليقاً