وفاة المخرج عبد الرحمان بوقرموح اثر مرض عضال

الجزائر- توفي مساء اليوم الاحد بمستشفى بيرطرارية بالجزئر العاصمة المخرج عبد الرحمان بوقرموح اثر مرض عضال عن عمر ناهز 77 سنة حسب ما علم من اقاربه. وسيورى الفقيد التراب بعد غد الثلاثاء باغزلر امقران بلدية اوزلغان -مسقط راسه- بولاية بجاية.

بدا عبد الرحمان بوقرموح -الذي يعد من مؤسسي المركز الجزائري للسينما في 1963- حياته الفنية في بداية الستينيات كمساعد مخرج بعد دراسات بمعهد السينما “ايداك ” بباريس (فرنسا).

انجز الفقيد العديد من الاعمال الفنية في اواخر الستينات من افلام قصيرة واشرطة وثائقية كما عمل مع المخرج محمد لخضر حمينة كمساعد مخرج في فيلم “وقائع سنين الجمر” الذي فاز بالسعفة الذهبية في دورة 1975 من مهرجان “كان” .

و يعد بوقرموح من رواد الفيلم الامازيغي الطويل حيث قام باخراج اول فيلم بالامازيغية “الربوة المنسية ” سنة 1996 المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب الكبير مولود معمري. و تحصل هذا الفيلم على جائزة الزيتونة الذهبية في الدورة ال 12 لمهرجان الفيلم الامازيغي في 2012. و قد انجز ايضا خلال مسيرته الفنية افلام طويلة اخرى منها “عصافيرالصيف” 1978سنة و “كحلة و بيضاء” في 1980 المهدى لانصار فريق وفاق سطيف و “صراخ الصخر (1986)” .

زيادة إلى نشاطاته السنيمائية، إهتم عبدرحمان بوقرموح بالكتابة حيث قام بنشر رواية تحت عنوان “انزا” في 2009 عن دار النشر القصبة”، رواية إستمد نصها من محتوا سيناريو لفلم تاريخي لم يتمكن بوقرموح من إنجازه لعدم توفره على الإمكانيات اللازمة.

فنانون ومثقفون يشيدون بأعمال وخصال الفقيد بوقرموح

أشاد فنانون ومثقفون في تصريحات لوأج بمناقب الفقيد عبد الرحمان بوقرموح منوهين بالدور الذي لعبه طيلة مسيرته الفنية في ابراز السينما الجزائرية والارتقاء بالفيلم الامازيغي.

وعن رحيل المخرج عبد الرحمن بوقرموح يقول السيد بوجمعة كارش المدير السابق لمتحف السينما الجزائري (سينيماتيك العاصمة) أن بوقرموح يبقى تلك القامة الفنية التي أعطت الكثير للسينما الجزائرية ومن أحسن السينمائيين الذين اشتغلوا على الجانب الجمالي في أعماله.

وقال بشأن “الربوة المنسية” (المقتبسة عن رواية مولود معمري) أن الكثير يتحدثون عن هذا الفيلم كأول عمل باللغة الأمازيغية ولكن بالنسبة الي مايشدني فيه هو “النوعية السينمائية العالية التي تضاهي المستوى الجمالي للرواية”. وأضاف أن بوقرموح “أبهرنا بأول أعماله الروائية ’السمنة’ والذي بشر بمستقبل كبير لهذا المخرج” مبرزا خصال الرجل -الذي كان حسبه- “شاعرا”.

ومن جهته نوه سي الهاشمي عصاد محافظ مهرجان الفيلم الامازيغي بخصال الرجل -الذي كما قال- ساند هذا المهرجان منذ نشأته ورافق مختلف دوراته بالتشجيعات وتقديم المساعدة للشباب الهواة. وكان السينمائي الراحل قد ترأس الدورة السابعة لمهرجان الفيلم الامازيغي المنظم بتلمسان في 2007 كما تحصل على جائزة “الزيتونة الذهبية” في الدورة ال 12 للمهرجان (2012) عن فيلمه “الربوة المنسية”. وكان للفيلم-حسب السيد عصاد- أثر كبير على السينما الجزائرية والفيلم الأمازيغي على وجه الخصوص حيث جمع أوجها بارزة للثقافة الامازيغية أمثال مولود معمري والفنان الكبير الراحل شريف خدام الذي أنجز موسيقى الفيلم.

من جهته ذكر الممثل عبد الحميد رابية أن عبد الرحمن بوقرموح من بين الذين شكلوا “النواة الأولى” من جيل المخرجين ورجال الثقافة كما ساعد على وضع اللبنات الاولى لانشاء مؤسسات سينمائية بعد الاستقلال على غرار المركز الوطني للسينما الجزائرية الذي أسس سنة 1963 قبل أن يحل 4 سنوات بعد ذلك.

وأشاد من جهته الممثل أحمد بن عيسى الذي عرف بوقرموح سنة 1978 خلال تصوير فيلم “عصافير الصيف” بالقيم الانسانية والمهنية التي يتمتع بها الفقيد فكان المخرج “ذا حكمة لا متناهية ومثقفا وصاحب مبادئ وحريص على هويته بالاضافة الى كونه شاعرا انسانيا”.

وتحدث حسان الحاج عبد الرحمن الذي أدار العديد من المؤسسات الثقافية عن القيم التي كان يتحلى بها المخرج عبد الرحمن بوقرموح والتي نجدها في معظم اعماله الفنية. واستحضر رفيقه الممثل سعيد حلمي بدايات المخرج بالاذاعة الوطنية أين نشط حلمي أولى الحصص الاذاعية المخصصة للأطفال والتي أعدها بوقرموح.

من almooftah

اترك تعليقاً