في ندوة نظمتها “فنون الدمام”

المخرج مجتبى سعيد: أغلب المعاهد السينمائية في العالم «تجارية»


مجتبى متحدثاً خلال المؤتمر

الدمام، تغطية – علي سعيد تصوير- زكريا العليوي

دعا المخرج السينمائي السعودي مجتبى سعيد الشباب الراغبين بدراسة السينما في الخارج، أن يختاروا بعناية المعهد السينمائي الذي يرغبون الانضمام إليه “لأن أغلب المعاهد السينمائية في العالم هي معاهد تجارية، فقليلة هي المعاهد التي تدرس صناعة السينما وتعطي للطالب حرية وفرصة بأن يصنع أفلامه”، مشيراً إلى أن المعهد العالي السينمائي الذي يدرس فيه في ألمانيا هو من المعاهد الحكومية، وينتج سنوياً ثلاثمائة فيلم سينمائي بين طويل وقصير ووثائقي.
وتطرق المخرج السعودي لعدد من القضايا التي تمس الأفلام السينمائية وتجربة الإخراج والدراسة في ألمانيا، بعد عرض فيلميه الروائيين “كفاحي” و”حياة” خلال أمسية أقيمت في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أول أمس الاثنين، وأدارها الناقد طارق الخواجي، الذي وصف فيلم “كفاحي” بأنه على المستوى السينمائي عال جداً.


لقطة من فيلم «حياة»

ولامس فيلما مجتبى سعيد مشكلة الهوية المسلمة في أوروبا بشكل فني، ولقيا إعجاب وإشادة الجمهور في الأمسية. ويروي فيلم “كفاحي” بشكل ساخر، حكاية رجل ألماني من أصل تركي مسلم، ينوي الانضمام للحزب الوطني الألماني “اليميني/ النازي” إلا أنه يصطدم بعثرة، أنه من أصل مسلم. أما فيلم “حياة” فيتطرق لحكاية فتاة مسلمة تطرد من بيتها بعد اكتشاف أسرتها أنها على معرفة بشاب ألماني غير مسلم.
ورفض مجتبى سعيد الاتهامات التي ساقها بعض الحضور والتي تصف المخرج الذي يقدم أفلامه في منطقة أخرى بأنه يقوم بنشر الغسيل، معلقاً: “نشر الغسيل كلمة مبالغ فيها، والعمل في أوروبا عمل مفتوح للجميع ولكن السؤال الأساسي لمن تريد أن يشاهد فيلمك؟ بالنسبة لي، لا أريد لهذا الفيلم أن يشاهد في منطقة واحدة بل أن يكون لغة تقرأ بكل اللغات البصرية”. مؤكداً أن تناول العمل الفني بصدق كفيل بأن يبدد هكذا اتهام. وعن فيلم كفاحي، أوضح أن الفيلم، في عنوانه تحوير لغوي في اللغة الألمانية من كلمة كفاحي إلى “ألم بطني”؛ كنوع من السخرية.


جانب من الجمهور

من جهته أشاد المخرج بدر الحمود بالفيلمين وخاصة تجربة مجتبى الأولى في السينما، “حياة” الذي قال بأنه أخذنا إلى عالم آخر”. وعلق الحمود على مسألة الاتهامات التي تطال المخرجين عندما ينتجون أفلاماً في غير بلدانهم، بأنهم يقومون بنشر غسيلهم، بالقول: “هذا الأمر ليس صحيحاً، الفيلم فيلم أولاً وأخيراً، وأنت إذا صنعت أفلاماً في ألمانيا أو غيرها، فهذه فرصة أن نرى شيئاً مختلفاً عن الذي اعتدنا أن نراه دائماً”.
وانتقد أحد المشاهدين فيلم “كفاحي”، قائلاً: بأن روح المسرح ظهرت فيه من حيث وحدة المكان والحوارات والإضاءة..الخ وبأن فيلم “حياة” أفضل منه. ما دفع مدير الندوة الناقد طارق الخواجي، ليعلق، مدافعاً ومبيناً بأنه “ثمة اتفاق عام من النقاد وممن تابع تجربة مجتبى سعيد، بأن فيلم “كفاحي” سينمائياً أفضل”. مردفاً: “بالنسبة لربط فيلم كفاحي بالمسرح، فإن مدارس السينما واسعة جداً وثمة مفهوم عظيم في السينما هو النحت في الزمن وهناك أعمال كثيرة تدلل على هذه الرؤية كما عند المخرج تاركوفسكي الذي يقدم حدثاً في لقطة واحدة دون تقطيع، في مكان واحد قد تمتد لطول الفيلم، اختلف مع القول بأن فيلم كفاحي به “مسرحة”، بل إن إيقاع الفيلم قصير، والفيلم القصير لا يحتمل إلا فكرة واحدة وحركة بطيئة في المكان، بينما نتصور من عنوانه “كفاحي” أنه يتطلب مسيرة طويلة من الكفاح، لذا هو فيلم على المستوى السينمائي عال جداً، في حين فيلم “حياة” يعتبر تجربة أولى”.

من almooftah

اترك تعليقاً