علم نفس
لغة الجسد
الإقليم والمجال الحيوي
نعلم منذ وقت بعيد أن كل الحيوانات تبسط سيطرتها على بقعة من الأرض، وهذا مايفسر عدد كبير من سلوكياتنا وردود أفعالنا بين الجماعة.
كان عالم الأنثربولوجيا الأميركي “إدوارد هول” أول من برهن على أهمية المجال الحيوي وحقيقته، دارساً سولك رواد الفضاء الخاضعين لظروف إقامة مشتركة صعبة.
الإقليم مكان يرى فيه الفرد ملكيته الخاصة وامتداد جسده الخاص… المنزل المحاط بحديقة مغلقة، الشقة، غرفة النوم، السيارة، وحتى الأريكة العتيقة يمكن أن تعتبر إقليم.
ماهي النتائج الناجمة عن وجود مجال حيوي محظور؟
بالنسبة لنا نحن البشر، يشبه مجالنا الحيوي فقاعة تغطينا… أجسادنا في مركزها، تلك الفقاعة غير مرئية، لكنها محسوسة، لا تفارقنا نحملها معنا أينما حللنا.
وكلما عشنا في أماكن ذات كثافة سكانية عالية، تقلصت أبعاد فقاعاتنا: ففقاعة الياباني تلتصق بجسده بسبب الاكتظاظ السكاني، بينما تكون فقاعة الأسترالي هائلة لمعيشته في أماكن رحبة، أما الأوروبيون فتعتبر فقاعاتهم متوسطة الحجم.
أما مناطق المجال الحيوي بالنسبة للإنسان العادي فتنقسم إلى أربعة مناطق:
الأولى) المنطقة الودية: من /15-45سم/، وهي المنطقة الأكثر أهمية وتعتبر خاصة جداً، لايلج إليها إلا المقربين جداً.
الثانية) المنطقة الخاصة: من /45-120سم/، وهي المسافة المثالية التي تحترم في المجتمع، في المكتب، في اللقاءات العامة، وفي الحفلات.
الثالثة) المنطقة الاجتماعية: من /120-350سم/، وهي المسافة التي تفصل شخصين يعرف أحدهم الآخر قليلاً، أو لايعرفه مطلقاً، كساعي البريد.
الرابعة) المنطقة العامة: أبعد من /350سم/، وهي المسافة المريحة مع بقية أفراد المجتمع.
وقد أيقن علماء المدن ومصمموها منذ وقت بعيد الخطر الذي تمثله المباني، التي تشكل تجمعات سكانية هامة، أن المجال الخاص المحصور أو الإقليم الشخصي الذي يزداد ضيقاً… عامل له نتائج خطيرة، فقد تؤدي الكثافة السكاني الكبيرة في بعض المناطق والأحياء إلى تشجيع الجريمة والعنف.
ونعرف أن المجال الحيوي يتناسب مع الكثافة السكانية لمكان ولادة كل فرد… في الوسط الريفي، هذا المجال واسع، أما في المدن الكبرى فهو ضيق جداً.
فالمدني تفسح له فقاعة الحماية غير المرئية (والتي مسافتها /45سم/، وهي المسافة بين الصدر وقبضة اليد) عندما يصافح مدنياً آخر، الحفاظ على مجاله الودي.
أما القروي فإنه يمد جسده إلى الأمام حتى أقصى حد يستطيعه عندما يصافح الآخرين، على العكس من المدني الذي يخطو إلى الأمام عند تبادل التحية.
إن سبب تصرف القروي ليس إلا لاتساع مجاله الحيوي الشخصي الي قد يصل إلى /6م/ أحياناً، لأنه يعيش في ريف قصي قليل السكان، وغالبا مايتبادل المزارعين التحية بالتلويح باليد والذراع عن بعد.
باختصار شديد، يشكل الاحترام المتبادل بيننا والآخرين للمجال الحيوي، ضمانة لإقامة علاقة طيبة ومنسجمة… قليل منه يكفي لكي نُستقبل بلطف، بينما يؤدي الاعتداء عليه إلى الإبعاد والنفور، وحتى الطرد النهائي.

صدر حديثاً عن دار الكتاب العربى كتاب تحت عنوان “لغة الجسد بالصور” للكاتب يوسف أبو الحجاج.

وجاء على غلاف الكتاب “التخاطب اللالفظى.. بدون كلمات.. بالتعبير الـصـادق الناطق من خلال لغة الجـسد التى تشمل لغـة العيون وإيماءات اليدين ومختلف أنواع التواصل الإنسانى بـدون اللجوء إلى الكلمات داخل هذا الكتاب فن من أرقى الفنـون الإنسانية وهى لغة الجسد والتعبير باستخدام الإحـسـاس الصادق الذى لا يكذب والذى ينطـبع على الوجوه فلا يستطيع الإنسان إخفاءها.. إنها لغة عالمية واحدة.

من خلال الصور المصاحبة للكتاب تسـتطـيع التـعرف على إيماءات الوجه بمختلف أنواعها الدالة على الحـزن وعدم الرضا والدالة على الغضب والدالة على الخوف أو الاستغراب أو التعجب أو الاشمئزاز، وكذلك إيــماءات وتعبيرات العيون الدالة على الحب أو الكراهية أو الصدق أو الكذب، من خلال التعرف على لغة الجسد تستـطيع أن تتعرف على الكذاب وتكشفه وتتعرف على الإيماءات الدالة على الشعور بالأمان أو تلك الدالة على العصبية أو الإحـباط أو الشعور بالقلق أو الإحساس بالقوة.

وتستطيع أن تتعرف على إيماءات وحركات الملل واللامبالاة وإيماءات التأكيد أو الانتباه إيماءات تأكيد وجهات النظــر والتصميم على الرأى.
وأجمل الإيماءات التى يجب أن نتقنها جميعاً إيماءات التودد وإيماءات التعبير عن المشاعر الصادقة بدون كلام.

أنها جولة فى عالم المشاعر و الأحاسيس التى تعبر عنها بصدق من خلال تعبيرات الوجهك وجسدك التى لا تعرف إلا طريق الصدق والتعبير الصادق.

من almooftah

اترك تعليقاً