اندماج الحروفية في المشهد الطبيعي (اندبندنت عربية)

رمضان فضاء لنشاط فني سعودي… معارض ترسخ جماليات المكان والحروف

صالات في الرياض وجدة والخبر تقدم أسماء معروفة وجديدة

 بدا شهر رمضان فضاءً لنشاط فني شهدته مدن سعودية عدة. وقد استقبلت  الرياض وجدة والخبر وغيرها عروضاً خاصة بالشهر الفضيل بعضها يحمل اسمه. في الرياض، أقامت “مونو غاليري” معرض “عبق” في دورة ثانية بمشاركة فنانين سعوديين وعرب بينهم عبدالقادر الريس ومعتصم الكبيسي ورائدة عاشور ومحمد الأعجم ولولوة الحمود ويوسف جاها والأميرة أريج بنت تركي وصباح اربيلي ومحمد الثقفي ومحجوب حسن. تتنوع أعمال المعرض بين النحت والرسم والتصوير، فيشتغل اربيلي أعماله وفق علاقة تشكل الكتابة وأحياناً تسجلها في فضاء اللوحة، وكلماته بين البصر والجمال، فيختار ويكتب قاعدياً ثم يجرد ويبني لوحته ببقع وضربات لونية يحركها بفرشاة عريضة تبعث تناغماً بين المجرد والقاعدي. الكتابة أو النهج الحروفي، لا يخلوان من أعمال عدد من المشاركين حين يوظفهما الثقفي في منحوتته، بواسطة خامات متنوعة عمادها الريزين الذي يبعث شفافاً ومكوناً يقبل الحجر في طبعته اللونية. وهناك بالمثل عند محجوب وهو يبعث حروفاً تُشغل هيئاته الآدمية، تحددها غالباً أشكاله المستطيلة أو الدائرية، بينما تلف أو تعرّج في مساحات اللوحة وفضاءاتها الطبيعية عند الأميرة أريج بنت تركي، وكأننا أمام امتدادت الثقافة العربية من خلال امتداد الحروف وبعثها على مسطح كوني. الفنانة في عمل آخر، تشتغل على جماليات الحرف وهي تكتب أسماء الله الحسنى وفق تشكيل متناغم ما بين مكونات عملها الفني. وبدا الحرف في أعمال لولوة الحمود، وهي التي تستقي من المعطى التراثي الإسلامي، فالكتابة في أعمالها تخضع لقدر من المهارة والحرفية العالية التي تشكلها وفق أكثر من تقنية يبعث عملها جماليته في مقدار الصنعة والاختيار اللوني الذي تستمده من الفنون الإسلامية. تلخيص متناه لتشكيل كلمة كن أو الشكور أو المتين أو نور على نور، وهي عناوين أعمالها. يوسف جاها الذي سبق أن نظمت له “مونو غاليري” معرضاً قبل شهر تقريباً، يعرض عملاً بدا على خلاف تجربته التي تتماهى مع فضاءات مدينته المسكونة بالقدسية، مستلهماً شيئاً من طبيعتها وهو يكسر خطوطه كما هي جبال مكة المكرمة، أو يرسمها منسابة، كما هي حركة الطائفين حول الكعبة المشرفة. عمله المعروض أقرب إلى تشكيل وصفي لمكانه من حيث استلهام المعمار، مؤكداً العلاقة ما بين النوافذ والشبابيك والأبواب والزخرفة التي تشغل الجدران وواجهات المنازل. هذا المعمار الذي يركبه جاها، يستعيده محمد الأعجم ويباشر به عندما يلتقط صورة للحرم المدني ويشكل منها أكثر من عمل فيها القباب والمآذن والأروقة، وتقاطعات تكسب العمل حيويته وحرية الفنان في اختيار ألوانه وتوليف فكرته. في عمل ال صفوان وسمته “لمّة رمضان” جموع من الهيئات الآدمية، تملأ فراغات المساحة التي تبعثها تقنية الطباعة وهو توجه الفنانة في مجمل أعمالها بينما ترسم العناصر، فتمنحها الفكرة لتحقيق موضوعها. الحصان بدا أثيرياً في مشاركة الكبيسي وهو يشتغل على بعث جمالياته من خلال حركته، خامته البرونز، وكان أن شارك الثقفي معرضاً في القاعة نفسها قبل أشهر.

في قاعة “نسما” في جدة، قدّم معرض “إسلاميات” بمشاركة أكثر من خمسين اسماً جلّهم من الشباب والموهوبين، يعرض بعضهم لأول مرة من باب التشجيع كما يقول مدير القاعة الفنان محمد العبلان، وتتنوع أعمالهم بين استلهام المعطى التراثي الإسلامي من خلال المساجد ومكوناتها أو من خلال الحرف العربي الذي يظهر مضافاً إلى جانب معماري، أو رسم لمشاهد محلية أو من الطبيعة. من المشاركين إيمان الجشي وإيلاف الألوسي واعتماد غراب ودلال الجارودي ومحمد الجاد ومنى الشيخ ومحمد ال شايع وعبدالعزيز الدقيل ونبيل نجدي ومحمد شراحيلي وعلا حجازي وفهد الجابري وعصام عسيري.

“أتيلييه جدة” أقام معرضاً كبيراً قال عنه مدير “الأتيلييه” هشام قنديل إن معظم أعماله تدور حول روحانيات الشهر الكريم، تشارك في المعرض أسماء معروفة على مستوى المملكة ومصر، بحيث عمل “الأتيلييه” منذ أعوام على إقامة معارض مشتركة للفنانين المصريين والسعوديين وعدد من الفنانين العرب، بخاصة المقيمين في المملكة. من بين المشاركين: أحمد نوار وعمر النجدي ورضا عبدالسلام وعصمت داوستاشي وصلاح عناني وأيمن السمري ومحمد عرابي وصلاح المليجي من مصر وعبدالله حماس وعبدالله نواوي وفهد الحجيلان وعبدالله ادريس ومحمد الرباط وباسم الشرقي وعبدالرحمن مغربي من المملكة والأسماء كثيرة معظمها ذو حضور ومشاركات محلية متعددة.

وفي جدة، ينطلق خلال بضعة أيام معرض “شارة” الذي ينظمه المجلس الفني السعودي في مجمع “غولد مور” وتشارك فيه قاعات أو مؤسسات فنية محددة ويشهد مزاداً صامتاً، وهو تقليد سنوي يبعث حيوية في الساحة الفنية في جدة خلال ليالي الشهر. من المشاركين في هذه الدورة وهي الخامسة: مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، وهي إحدى أبرز المؤسسات الفنية التي ظهرت في المملكة وأنشأتها الأميرة جواهر بنت ماجد أول الألفية الثالثة وحافظ غاليري وأثر وقاعة نور. في قاعة “تراث الصحراء” في الخبر، أُقيم معرض للفنان محمد السيهاتي يحاكي بعض المظاهر والجوانب المعمارية المحلية، وعلى نحو من الشفافية التي تمنحها معالجاته وتوظيفه للألوان المائية التي اشتغل عليها منذ بداياته.

من almooftah

اترك تعليقاً