نخجل تاره ،نضحك اخرى ، ثم نختمها بالبكاء عند كل روايه .
وكنا انا ورفيقات المدرسه عندما يتاح لنا نذهب من أمام منزلها ، نسترق النظر لحديقتها ، ربما نراها ربما تخرج الان لتعتني بورود حديقتها البهيه ، كمعظم حدائق حي المشروع الأول الجميل ، رغم انها كانت قد كبرت في السن لكن كانت تستهوينا قصه حبها للبطل التي عانقت احلامنا حينها، وتمنت كل واحده منا ان يولد هذا البطل من جديد ليضع خاتمه في اصبعها ، أحيانا كنا نراها في خروجها مع شقيقه البطل السيده دعد ، لأمر ما فتتابعها نظراتنا باحترام وزهو ، نرقب مشيتها الشامخه ، وجمال عينيها الزرقاء اللافت ، وذاك الزهو فيهما ، وتلك التسريحه الأنيقه لشعرها القصير ، وفي طريق العوده لمنازلنا تهمس الواحده للاخرى نيالها هي خطيبه البطل السوري ابن اللاذفيه ، تصوروا كل هذه العقود من السنين لم تنزع خاتم خطبته من إصبعها ابدا ، وتعود كل واحده لمنزلها يغمرها شعور هائل بالسعاده لامتلاك هذه السيده كل معاني العزه والشموخ والوفاء ، وتمضي السنون، تزوجت انا وبقي احترامها في نفسي عظيما ، واللافت انها موضع احترام جميع سكان اللاذقيه ، فغدت اشهر من علم على رأسه نار، وغدت حكايه الوفاء للحبيب والبطوله والتقديس عند الجميع ، وقررت ذات مره ان اقتحم هالة القدسيه تلك عندما اصبحت ابنتي في المرحله الابتدائيه ، صحبتها لمنزل السيده العظيمه لتتعلم معاني الفداء ، وكنت قد نسجت لها اجمل الحكايا عنها ، كم سررت بزياره تلك العظيمه العاشقه الوفيه المخلصه لبطل اقترنت روحها بروحه في الحياة ، وتثق انها ستلتقيه بالموت ، وقد زرتها مرتين ايضا بمناسبه اعياد الام ، وتباركت بملمس ذاك الخاتم في اصبعها الذي لامسته يوما فيما مضى يد البطل العروبي السوري الخالد على مرالعصور والازمنه ((( جول جمال))) العظيم ،
واليوم !!اليووووم !!! حزنت وفرحت وبكيت دفعة واحده وانأ اقرأ نعي وفاه هذه السيده التي احالها الحب الحقيقي لبطله حقيقيه في الوفاء والاخلاص والوطنيه لبطل خالد من بلادي انه البطل السوري الذي فدا مصر كلها بجسده ايام العدوان الثلاثي على مصر العظيم (((جول جمال ))) .
نعم صدقت الوعد الذي حدثتيني عنه عندنا زرتك ، فقد بقي الخاتم بأصبعك لأخر نبض لك في الحياة وبقي رسول حب بينكما الى ان تلتقيا بمكان اجمل واروع وأبهى ……
رحمك الله السيده الرمز ((جاكلين بيطار )) .
— ساره خيربك —
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏

أعجبني

أعجبني
أحببته
هاهاها
واااو
أحزنني
أغضبني

تعليق

التعليقات
عرض التعليقات السابقة

٤ من ١٠٤

  • حسين محمد
    حسين محمد لها الخلود والرحمة هذا هو الوفاء الحقيقي
  •  

من almooftah

اترك تعليقاً