تاج من الأعالي 

موضوع من الأعالي… تاج من الأعالي على رؤوس الفقراء و المقهورين، فنان كبير و يبقى كبيرا في عيون الكبار، حمل رسالة فنية و ثقافية وفكرية عالية، تجرد من كل الإكراهات و المنغصات و عاشق لكل الفقراء و المنكوبين و للطفولة لأنه يحس بعمقها، حيث عاش اليتم و الفقر المدقع بكل أشكاله و ليس حبه لهذه الشريحة المقهورة سوى تجسيد و التحام وجداني و روحي و انصهار كلي في كيانها، لإستمرار شخصيته عبر كينونة الزمان و المكان، حيث لايريد أن تستمر المعانات و آفات القهر و الذل التي عاشها في صغره فلذلك يتقرب ماديا و معنويا إليها على شكل أغاني و ألحان ذات حمولة فكرية عالية فهو سخي بماله بإبتسامة يوزعها على كل الناس بدون محسوبية أو طمع يخلق السعادة و أجواء الفرح والسرور من العدم، يلبس رداء التواضع و يكتسي بحب الناس و يتنفس من نسائم تراب الوطن.
هذا هو الفنان الأمازيغي عموري مبارك حامل رسالة السلام و التسامح عبر العالم زاده روحه المرحة و قيثارته الشجية و أشعار الكلمات الملتزمة و القيمة و لن تكون أغنيته الشهيرة “جانفيليي ” التي فازت بأحسن اغنية في المغرب سنة 1989 بالمحمدية سوى روعة إختيار المواضيع و الألحان وثمرة مجهود فني و إبداعي شامخ .
عموري مبارك هو الفنان الذي لا يموت في أعين الذين يملكون إحساس مرهف و ثقافة الإعتراف و لن ينساه أبدا الناس ذوو القلوب المحبة للفقراء و الطفولة و ثقافة الأعالي، إنسان عاش حياته في سبيل الحرية و السلام فكل جرعة حزن و قلق من كأس قهرالزمان تنساب مرارتها إلى أعماقه تنبعث منها إبتسامة ليوزعها بسخاء على محيطه، الجسد عنده مذلة فلا يغريه و لا يمجده فهو رمز للغنى الفاحش أما الروح فهو المقدس عنده فكل ماهو خلق نبيل و طهارة النفس تلازمه.
عموري مبارك أيقونة الجمال و الإحساس العميق و هو الجائل بين قلوب الناس حول بقاع العالم رغم مرضه و معاناته ابى إلا أن يضحي بسعادته في سبيل إسعاد الأخرين.

الفنان عموري مبارك من مواليد 1951 بمنطقة اركيتن في إقليم تارودانت، وقد توفي في 14 فبراير سنة 2015

53117913_612946389166349_6077707297428078592_n

اترك تعليقاً