ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏سماء‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

++بين الإلهيات والدنيويات
يتغذى المؤمن بالأسرار الإلهية التي يعيشها في الكنيسة يولد ولادة روحية ليصير ابناً لله في سر المعمودية. وفي لكنيسة يختم بختم مواهب الروح القدس في سر الميرون. وكذا يحصل على الغذاء الروحي، أعني جسد المسيح ودمه، في سر الأفخارستيا. ويتبارك زواجه ليصير زواجاً بالرب وكنيسة بيتية صغيرة يملك عليها الروح القدس، في سر الزواج. أما المغفرة وحياة التوبة فيؤمنها سر التوبة والاعتراف… الخ هكذا تتبارك حياة كل مؤمن بكامل تفاصيلها، ويبقى الروح القدس حاضراً فيها.
هذا الكلام معروف عند أغلب المؤمنين، لكن نظرة نقدية سريعة لما يحصل في أوساط المؤمنين خلا لإتمام الأسرار الإلهية، تبين أن هذا البعد الروحي، الذي هو الأساس، غير واضح وغير ملحوظ. فما يرافق إقامة أي سر من هذه الأسرار المهمة لا يتناسب غالباً مع لاهوت السر وفعله الخلاصي. كما أن التحضيرات التي تسبق إقامة السر تركز على الدنيويات والإجتماعيات مهملة الجانب الروحي والإيماني إن لم نقل غير آبهة به.
هكذا، على سبيل المثال، تصير المعمودية حفلاً اجتماعياً، ويتركز الهم في التحضير لها على نوع بطاقة الدعوة والهدية المرفقة بها، وتحديد المدعوين، والحفل الذي يلي سر المعمودية، ويتم البحث عن الإشبين أو العراب على أساس القرابة الدموية ( العم، الخال، الجد، ..) أو الصديق الذي يرتبط بالأسرة بعمل أو بمصلحة. ويصل الأمر إلى حد عدم الاهتمام بالكنيسة التي ينتمي إليها العراب المنشود. لأن الاهتمام هو بإظهار إكرام أو تبييض وجه والدي المعتمد للعراب، لا بالدور الروحي للعراب الذي يفترض فيه أن يكون من نفس كنيسة المعتمد كونه الأب الروحي بعد والديه.
وإذا تابعنا نقدنا، نرى مؤمنين يفتخرون بعدد المعمدين الذين كانوا هم أشابين لهم. أما دورهم الروحي إزاء هؤلاء المعمدين فلا أحد يفكر فيه. ماذا سيقدم العرابون جواباً لله في اليوم الأخير، وكثيرون منهم لا يعرفون أبناءهم الذين عمدوهم ولا يسألون عنهم روحياً.
وإذا أتينا إلى سر الزواج فنرى أن المهم هو ما يختص بحفل إتمام الزواج من الناحية الاجتماعية فقط. أما القوانين الكنسية ومفهوم الزواج الروحي للمتزوجين فكلها تسخر لصالح الاجتماعيات. وهكذا بتنا نرى من يطالب بإتمام الإكليل مساء السبت لأن موعد الطائرة التي ستقله إلى مكان شهر العسل صباح الأحد، وطبعاً لأنه لم يفكر بالاعتراف والاشتراك في القداس الإلهي مع عروسه قبل إتمام الإكليل. وهناك من يحتج ويفتعل مشاكل للكهنة والأساقفة لأنه يريد أن يتمم الإكليل في أيام الصوم( التي تحرم الكنيسة فيها إتمامه لأن النفوس يجب أن تكون موجهة كلياً في أيام الصوم إلى الروحيات) لأن عطلته الصيفية تناسب هذا الوقت. أما عن الثياب الفاحشة والداعرة التي يشاهدها المرء في صلاة الإكليل فحدث ولا حرج. بينما قوانين الزواج وموانعه الدموية والروحية فعليها رحمات الله. وبعد هذا كله نتساءل عن سبب ارتفاع معدلات المشاكل الزوجية وطلب الطلاق.
سنكتفي في هذه العجالة بالأمثلة التي ذكرنا آملين أن نعرض على صفحات هذه المجلة القضايا التي تختص بهذه الأمور بشيء من التفصيل، وراجين من شعبنا المؤمن والمسمى ” الحسن العبادة” أن يتنبه ويتيقظ لما يفعل، وأن يكون أكثر احتراماً وورعاً أمام الأسرار الإلهية لئلا تتحقق فيه كلمة المسيح: ” هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلوبهم فبعيدة عني فباطلاً يعبدونني”.
 

 

من almooftah

اترك تعليقاً