1529530758

تكريم الشاعر عمر بوشيبي تكريسُ للثقافة
بقلم : سعدية حلوة / عبير البحر
كان ذلك عشية أمس الأربعاء الموافق لـ 19 – 06 – 2018 حين قام كوكبة من مثقفي مدينة سيدي عيسى بزيارة معلمهم و زميلهم و أخيهم فارس الشعر الشعبي عمي ” عمر بوشيبي” في بيته المواضع ، حيث استقبلنا نجله كريم بالترحيب و البشر يعلو مُحياه ، وقد عبر عن احتفائه بزواره بتقديم ما لذ وطاب من مشروبات و حلويات..
و لتففنا حوله مثلما يلتف النحل حول روضة الأزهار،نمتص رحيق حِكم التجربة ، و عذب الكلمة، و نُسري عن الخاطر بالطائف و النادرة، صانعين معنى الزمن الجميل ، فانتصرت عاطفة الحرف وجُوده على الشُـح و عنجهية الأنا..
كان ذلك عشية أمس الأربعاء الموافق لـ 19 – 06 – 2018 حين قام كوكبة من مثقفي مدينة سيدي عيسى بزيارة معلمهم و زميلهم و أخيهم فارس الشعر الشعبي عمي ” عمر بوشيبي” في بيته المواضع ، حيث استقبلنا نجله كريم بالترحيب و البشر يعلو مُحياه ، وقد عبر عن احتفائه بزواره بتقديم ما لذ وطاب من مشروبات و حلويات..
و تأتي هذه الزيارة تلبية لنداء لما ورد في الحديث الشريف :” إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بن آدم مرضت فلم تعدني .مرضت، الله يمرض!
قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني. فقال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا بن آدم، استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؟ أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي .”
فعيادة المريض واجب ضرب فيه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أعظم مثال حين قام بعيادة جاره اليهودي ..
فالشاعر” عمر بوشيبي ” حفظه الله معروف بنشاطه و صولاته و جولاته في الساحة الأدبية ،و عندما ألزمه المرض البيت قامت الساحة الأدبية بزيارته لتشد من أزره ، و تجبر خاطره،و تسري عنه ،و كم كانت جميلة ومفيدة تلك الكلمات التي ذكَّـرنا بعطر معانيها شعراء و أدباءو إطارات البلدة مثل ” قريبيس بن قويدر” و” رابح بلطرش ” و” عيسى ماروك “و” لخضر بو ربيعة ” و ” جمال قالم ” و” المهدي ضربان “و ” سمير ولد العزازي ” و ” علي علاوة “و ” مبارك بحيرة ” و” عبد الله بشيري” و ” الطاهر ماروك ” و” محمد ونوغي ” و ممثل جمعية أثير للثقافية و الإعلام” مروان حمدي ” و ” مديرة دار الشباب ” بلقا سم أمينة “و ” علالي عليّ” و ” بختي سيد عليّ” و” مالك سكينة ” و سعدية حلوة ” .
فغدت تلك الزيارة العائلية جلسة أدبية يعبق منها عطر التضامن و التكافل و التحاب في الله لأجل الفوز بمنبر من نور ، و إشراق الوجه يوم يعُمُ الديجور.
لقد أدرك الحضور أن رحلة الحياة لابد و أن تتوقف،و أن لكل واحد محطته التي سينزل فيها. فأكرم بمن يبثُ الفرحة و المسرة في قلب المؤمن ᵎ وقد أنهكته أعباء الحياة، و أقعده المرض و خالجته مشاعر الترك …
لقد تجسد في هذا اللقاء معنى الحكمة القائلة ” رب ضارة نافعة ” حيث انه لأول مرة يجتمع مثقفو المدينة بهذا الشكل الرائع دون بروتوكولات و لا دعوات رسمية .حيث كان داعي أداء الواجب و شعور المثقف بضرورة مساعدة أخيه في زمن التكتل السياسي و الحزبي وغيرهما، مما أفقد الانسان الكثير من جوانب إنسانيته التي تميزه عن الغير. و كان هذا الفقد سببا في تحسرنا على الزمن الجميل أمام ما نراه اليوم من تقلبات..
إن مثل هذه الهبّاب و التكافل و التضامن الاجتماعي و الإنساني هو الذي من شأنه أن يُعيد صناعة الزمن الجميل، و يجعله يتجدد باستمرار.و يخرج منا ذلك الجزائري الأصيل، الوفي لدينه و قيمه ودينه ووطنه، فمن لا يكرم نفسه لا يُكرم.
و المثقف في هذا الزمن إذا لم من أزر أخيه المثقف و يقف جنبا الى جنبه ، فلن يجد من يأخذ بيده ، و لا من يساعده و لا يرحمه، لأنه أي المثقف صاحب قيم و أهداف راقية يسعى الى تحقيقها في محيطه الاجتماعي حيث هي مرفوضة عند العامة ممن يلهثون وراء المادة، و لا تعي ما تحققه الثقافة من جمال يربي العقول فتبدع في صناعة الأفكار.وما أكثر هؤلاء الذين يبغضون الثقافة الأصيلة الحقيقية فهم يشكلون السواد الأعظم من الناس الذين تتحكم في رواسب التبعية للمستعمر..
و بعد أن جبرنا بخاطر عمي عمر بالكلام الطيب تم تكريمه بشهادة تقديرية امتنانا له على ما بذله من خدمة للأدب الشعبي، و ما قدمه من عطاء في مجال التربية و التعليم خلال مسيرته في التعليم.
نسأل الله له الشفاء و العافية حتى يعود من جديد الى فضائه الأدبي،و يواصل عطاءه الشعري و يسعد قراءه..شفاه الله و كل مرضى المؤمنين ..أمين
عبير البحر / 20 – 06 – 2018

نشر في الموقع بتاريخ : الأربعاء 6 شوال 1439هـ الموافق لـ : 2018-06-20

من almooftah

اترك تعليقاً