1526953651

صورة / العقيد بن دحو

 

المرجعيات والخلفيات الحضارية لكرة القدم العالمية
بقلم : العقيد بن دحو / ادرار / الجزائر

الفارق في هذه الدورة المونديالية لكرة القدم ان كل شيئ تغير , بالنهج والاسلوب وبالتالي انعكس على مستوى الخطط والتنفيذ.لم تعد مباراة في كرة القدم لعب من اجل اللعب , وانما بأبعاد حضارية تاريخية وما قبل التاريخ , عندمت نجد اللاعب الإيراني يلغب بخلقية حضارة الفرس , وعندما نجد الاوروبي والامريكي يقوم بالمثل. وعندما نجد اللاعب الزنجي يلعب بخلفية صورة الجد او الاب او اللاعب هو الذي يلعب , ونموذجا اللاعب ( روجي ميلا ) ورقصته الشهيرة , ولما سئل :

قال : لست انا اللاعب ولست انا صاحب الهدف ولست انا الراقص وانما الجد او الاب.
كرة القدم لم تعد توفر الرفاه او الفلكلور الجماهيري , وانما صارت حضارة وتوعيى وعلم وفن.
ما شدني ولفت انتباهي بالمونديال بروسيا / 2008 اسماء المنتخبات الدول الحربية منها والحيوانية ايضا .
الأولى
====
شدني قول وزير الشباب والرياضة ايراني الفارسي للصحافة فور فوز فريقهم القومي والوطني مع الفريق المغربي , حسن سألته الصحافة العالمية عن رأيه بالفوز الايراني على المغرب على اشيال الاطلس؟
– قائلا : اليوم ( الفردوسي ) يفوز ….. !.
وحين سألوه ثانية من يكون الفردوسي ؟ وكان يعتقدونه لاعب جرة قدم
– فقال : الفردوسي : بطل ( الشاهنامة )
فتعقد الامر وصارت الرجوع الى القواميس هو الحل
الفردوسي شاعر ملحمي ايراني , والشاهنامة عنوان الملحمى التي هلدت امجاد وحياة وانتصارات الفرس غي مجرى التاريخ وحتى ما قبل التاريخ.
ثانيا
===
ما شد الانتباه هو اسم فريق كوريا الجنوبية المسمى ( شمشون )
وشمشون كما جاءت به الاسطورة البابلية , بطل عبري اسطوري لا يقهر ولا ينهزم , يتصف بأن له شعر طويل , سر قوته بشعره الطويل , المشهور بصرخنه المذوية : ” عليّ وعلى اعدائي يا رب ” !
وشّت به ( دليلة ) الفتاة الفلسطينية , وجعلته حتى ينام وقصّت شعره , فقتله وفتك به خنزير بري.
ثالثا
====
ماشد انتباهي وشغلني هي مبارة الامس التي جمعت بين الفريق الانجليزي والفريق التونسي , حين استطاع مدرب بلد الضباب وبرودة الاعصاب وطول النفس والصبر ان يقحم لا عب بالشوط الاضافي ويسجل هذف الفوز الانجليزي , لتنفذ النظرية الكروية بحذافرها , اذا كان الشوط الاول للاعبين فإن الشوط الثاني او شوط بذل الوقن الضائع او الاضافي للمدرب. فكان هدف المدرب القاتل وضمن الفوز للإنجليز.
معنى هذا
=====
ان رياضة كرة القدم لم تعد لعبة اسما على مسمى , وانما تجاوزت الافدام بما فيهم ( كعب أخيل ) الاسطوري الى الرأس , حيث تتانعكاس مباشرم صناعة افكار اللعب . من مجرد لعبة نمطية لا غناء فيها , وانما هي خطة بكل ما تعني الخطط من معاني لغوية واصطلاحية وفيلولوجية , وتنظيم ومتابعة…..ومعالجة….اتخاذ قرار…. وتقويم وتقييم.
العديد من دولنا العربية يريدونا قوزا لكرة القدم وهم يعانون ازمات جمة سياسية ثقافية اقتصادية اجتماعية.
دولنا العربية لطالما اعتبرت رياضة الكرة القدم فلكلورا وترفيها للسيد , وانما مجرد رياضة رومانية تسلية بين الفارس والاسد , فإن سقط الاسد صفقوا للفارس والعكس.
اليوم كرة القدم صارت رياضة سيادية قومية ووطنية , فيها انعكاس مباشر على واقع الشعوب والدول , فلا ينبغي النظر الى الكأس من وجهة نظر فقط واحدة وانما من النصف الفارغ والنصف المملوء.
كما ان اللاعب والمتفرج والمعلق الرياضي لم يعد يكتفي بما درس بجامعات الاعلام والاتصال , وانما صروا يستعينوا بكل القواميس العالمية والمناجد والاطلس , والا ظل الفردوسي….الشاهنامة….شمشون…نظرية الشوط الثاني أول ما يجب ان يتعلمه المواطن العربي في ميدان كرة القدم قبل ان يتعلم كل شيئ.
ومادمنا نتكلم على ابطال عالميين في كرة القدم الى درجة احالتهم الة ابطال اساطير رومانية واغريقية وبابلية وفارسي , فلم لا ينطبق بما يجب ان يكون , بعد ان لم يترك الابداع الحديث بكرة القدم ليس بالإمكان ابداع اكثر مما كان.
مونديال 2008 مدرسة بإمتياز , على ان ما قبل التاريخ والشبيه بالتاريخ لا يزال قائما حتى ان كان العالم ينذر بنهاية التاريخ , وعقلنة وتفاعل اكثر كرة القدم الى درجة الجنون , من حيث الجنون الملح الذي يحمي العقل من الفساد , من حيث كرة القدم لعبا وتنظيما وتعليقا وكسبا وخسارة وفوزا وانهزاما الملح الذي يحمي العقل البشري من الجنون , حين يصير من جديد الشخص الواحد هو الفريق , وحين يصير الفريق هو الشخص الواحد يؤكذ كم جديد هيمنة الاوليغارشية الفارسية وترسيخ الفكرة الشمشونية المفردة ( علي وعلى اعدائي يا رب ) !
صحيح وراء نهاية المونديال تفكير وتغيير , لكن على حساب الفرق المنهزمة , اذا الضعيف لا يصنع فوة ولا قوانين وانما ابد الدهر بين الحفر , مادامت السياسة العامة بين الحفر ايضا.
الآن ما العجب
=========
الآن سيدي وزير الشباب والرياضة ما الغرو ان تكون وزيرا لكرة القدم عوضا عن وزارة الشباب والرياضة , ان كانت الدول تقوم قواعدها وتستنفرها ولم تقعد من اجل مقابلة ودية ناهيك ان كانت رسمية. ولنا في بعض الدول نموذحا لحرب قامت من اجل ( لعبة )
ما الغرو سيدي الوزير ان كنت وزيرت لكرة القدم , والرئيس الراحل هواري بومدين ابان مقابلة العاب البحر الابيض المتوسط 1975 مقابلة بين الفريق الوطني الجزائري والفريق الفرنسي , وكان الرئيس متفرجا , سجلت فرنسا اولا الهدف , فقام الرئيس والوفد المرافق له خارجا من ملعب 5 جويلية , وبالطريق علم الرئيس بتعديل الفريق النتيجة عاد الى الملعب وظل حتى فاز الفريق الوطني.
ولنا ايضا نموذحا بالسيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حين وفر الدعم اللوجستيكي للفريق الوطني ووفر نقل الانصار ليصنع والجماعة الكروية ملحمة ( ام درمان ).
لم تعد كرة القدم مجرد لعبة سذاجة بداية او نهاية , وانما لعبة عميقة الجذور , القصد منها اعادة التوازن بين الانسان والمحيط سياسيا ثقافيا اقتصاديا اجتماعيا , ومن لم يقبل اليوم هذا التغيير الذي مس كل اللعب وثواعد اللعب فليعش كالديدان تنضح من رطوبة الارض. في عز نهاية جنون التاريخ , بل جنون المستقبل , بل في عز نهاية التاريخ , بل في عز الصفر التاريخي اذا ما ضربت مكتبة عربية او اقتلع تمثال او تحطيم منحوثة ما.
لم تعد كرة القدم جلدا منفوخا , تتداوله الاقدام وتنتهي بفائز وخاسر وانما اشياء اخرى متعلقة باللعب الحديث , اللعب الراشد الثقتي والثقافي.

نشر في الموقع بتاريخ : الثلاثاءالموافق لـ : 2018-06-19

من almooftah

اترك تعليقاً