توقّف الزّمن لديَّ..
تآكلتُ بالغياب
تلاشيتُ كالسّراب
وتحاملتْ قسوة الفؤاد عليَّ..
كورقة شجرةٍ مثخنةٍ بالثقوب
ترقص ثملةً
في متاهات الدّروب..
تحملني العواصف
تعتريني غيوم الصّمت
وحلكة سواد الكروب..
أنا المكلومة سرًّا
بجرح علّني منه أتوب..
تعزفني عصا الوتر
ترتعش النوتات
فاضحة أسرار الأنغام
تسترسل
بين صعود وهبوط
صولةُ الدّرجات
تحكي ما خفي
وما كان بالجوهر أعظم
يأبى أن يذوب..
أنا المكلومة التي،
تشحتُ ذرّة نومٍ خفيفه
وغمضة فكرٍ عميقه
وقرصة ملحٍ
تنخر دماغ الألم
لتصرخ حلمًا
يُسقِطُ جثّة الليل
ترتطم على صخور اليمّ
لعلّ زبد الكرامة يروب..
فيا لرعونتِكَ
أيّها المجهول
القادمُ من الأعماق..
و يا لقداستِك
أيتها الخيول الطّرواديّة
الْكانت مغتربةً في نظرة الأحداق..
بلغ السّيلُ الزُّبى
وعلى الجراح تكبّر القمر
سعى إلى الشِّقاق..
ليأتي الغدُ محمّلًا
بما لا تشتهي القوارب
المثقلة بالصمتِ
ترسو قرب ماءٍ راكدٍ
كفكرةٍ يمتصّها الغروب
يطمرُها بين برزخٍ
ولفؤادي يقدّمُها قربانًا
أرتجيهِ
أنا المكلومة سرًّا..
::::::
– أمال كريم العلوي –
من ديواني “على الجراح تكبّر القمر”

29594444_988143081336804_181229481274571718_n

 

 

 

اترك تعليقاً