ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏ليل‏، و‏‏سماء‏، و‏ماء‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏محيط‏، و‏ماء‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏ماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

بقلم صالح السلامه….
نرتقي بأنظارنا لأعلى منحدر قبل ولوج السماء بكل عنفوان…
ونرنو لمعانقة الغد بحميمية تغار منها أمسيات شابها الحنين القابع في ظل طيف غادر على عجلة من أمره مخلفا ذكريات تشعبت بين أزقة الغمام المستمر بالتآكل وسط الحقيقة المرصعة بالعدم…..
فمن فاته صباح مكلل بالندى….. لن يناله المساء واسع الصدر…
يستمر الصيد في الهواء حتى تنهال علينا شباك الفرص المتشبثة بالأفق الأكثر بعداً عن رغباتنا المبللة بالتيه..
ولكن صديقاً ما كان يدعى الصبر يشحذ هممنا بعقاقير لا تأثيرات جانبية لها سوى أنها تنظم جريان الفكر الملتصق بالتاريخ الملطخ بذكريات التقاعس واللجوء إلى الحلول المدونة في أجندة الخذلان…
فلتكن سماؤنا رمادية يختبئ في مأساتها حب….
وليكن جنينا للغنائم في أبحر كواها العلقم أكثر إشراقا وتوهج…
فالحب زهر لا يحتاج لندى لينمو……
لم تنتزع من القمر بعد أنوار توجه الله بها…..
لم ترتقي بعد أرواح الثقات من العارفين إلى ملكوته الممتلئ بالرحمة…
لم تتماهى بعد في الأرض مياه كان منبعها قلب فاض منه الحب واليقين، ولن تنغرس في كنه العزلة أفئدة عكست بعشقها صفاء الحقيقة المتصدرة لصفحة السماء، فطوبى لمن أتاه الله فؤادا يتبصر جماله في أرق مخلوقاته وإن لم يسعفه بصره….
عليك أن تيقن أن ما مضى من عمرك لهو ذاته ما ستصتدم به مستقبلاً..
فحياة تنقصها الرضى الذاتي تعادل آخرة يفيض منها الأسى..
ولتكن الرغبة بالخلاص مشبعة بالقناعة، فرحيل يضنيك شهراً أفضل من آت يستنفز امكانياتك دهرا.. فاعزف وحيداً دون أوركسترا يشتتك ضجيجها، واخرج عن المنطق ما استطعت، فدنياك وان حاولت تجاهل مفرداتها ستبقى عالقة بمخيلتك ما حييت….
عليك أن تدفن ألمك في تربة مسدتها ذكريات أشخاص كانو أضحية للإلتزام تجاه الخيار الأكثر بؤسا….
وتعزف منفرداً ألحانا تتوق إلى التألق في ضباب متأصل في حياتك المزدانة بالحيرة..
وتسيق رغبتك بالعدول عما سيأتيك بصبر أشبه بوتر معزول عن الكمان، لاهو خيار ولاهو قدر، إنما هي ذروة الأمل المتخبط في ردهات الإنتظار……

انظر إلى آت إليك بتمعن يجتاح رغبتك للوصول….
وانزع عنك رداء انتظار الآتي فإنه يضنيك بالعدول….
وقف على قدميك وتأهب لرؤية المأمول…..
ولا تصغ إلى نرجسية تعدك دوماً بالحلول…
فما عجزت عنه تجارب المقعدين يدفعك للذهول…
ورتل في كل نفس يصوغه الله فيك لحن السيدة البتول…
ما تمنيت خيراً ولكن المنى لا تهديها الدلول..
تنزلق آمانينا أحياناً على لوح الواقع المتفسخ لكثرة الجمود الذي بدأ ينخر فوهة الصبر المتلظي لشدة البعد عن الحقيقة….
ولكن نوراً انبثق من خلف سحاب الوعود أنار ما بقي من روح الحياة وأزال بفيئ دفئه صقيعا اختلجت به مشاعرنا المترنحة لشدة البرود الذي استعمر أفئدتنا كما يستعمر الموج الزبد المرمي على رأسه، فهل ستنجو سفينة كان ربانها صبر و هاجسها تفوق و راعيها أمل تداعى من نور الملكوت إلى إرادة مسلحة بالحب أم…. مازال للصبر طريق لم تهتد له بصيرتنا بعد….
عليك أن تدع مخيلتك تحيك آمانيك بكل أنواع الرغبة للنجاح….
وأن تجلسها قارب المستقبل وان حامت حوله أجنحة الماضي،، وأضفت عليه غيوم الصبر سوادا معتق بالتفوق، فلكل شراع وإن مزقته رياح اليأس نفحات ممزوجة بالأمل تعيد له توازنه المترنح لكثرة المجذفين…..
فكن ذو إرادة صلبة وعقل حكيم ويقين ثابت بذاتك ترى ما لايراه من هم أكثر الناس سعياً لإبعادك عن غدوك الآتي….
تتناثر الذكريات خلفنا كما الغبار التائه من سرعة عجلة الأيام…..
وتنصب رؤيانا لغد مشرق ذو أفق وان كان قد احتضر بين رذاذ المحن التي تعتصر قلب المحب، وتطير بنا أمانينا كما شعر الفرس لا تدرك أنها ستنطوي مع نهاية المشوار وتعود و كأن أملاً لم يرنو لتحقيقها يوماً، فلكل تقدم وإن طال خاطرة تعيده من حيث أمر نفسه بتجاوز خطيئة داعبت رغبته بتخطي المألوف يوماً…..
تتناثر الذكريات خلفنا كما الغبار التائه من سرعة عجلة الأيام…..
وتنصب رؤيانا لغد مشرق ذو أفق وان كان قد احتضر بين رذاذ المحن التي تعتصر قلب المحب، وتطير بنا أمانينا كما شعر الفرس لا تدرك أنها ستنطوي مع نهاية المشوار وتعود و كأن أملاً لم يرنو لتحقيقها يوماً، فلكل تقدم وإن طال خاطرة تعيده من حيث أمر نفسه بتجاوز خطيئة داعبت رغبته بتخطي المألوف يوماً…..
تتسابق الأقدار وهي تعبث بلطف…
وتجاريها الأماني المتسكعة وسط السحاب.. وتطفو على وجنتي السماء رغبات تنسل بدفئ النور المتساقط من ضياء اعتمر بظله الكون، وفي غفلة من الحسد تمت ولادة أمل محاط برغبة جامحة للنجاح، واستوقفت السير أمنية اختبأت خلف جدار الصمت ورتلت فدوى صداها فأنار دربها عمل مشبع بالسعي، فاسعى يا من أردت الظفر بما أطالت به عيناك بصرها….
يستر الخوف من الماضي عثرات الحاضر المختبئ بين جنبات الخطيئة المتسلحة بالضعف، وينهمر الصدق من الفؤاد ليملأ الأمس الذي كنا نتأمله مسرحاً من الآمال المشبعة بالجمال، وتبصر أمانينا القابعة في قعر الواقع نور الرحمن المتساقط على صفحات مياهنا الراكدة لكثرة الجمود الذي ألم بذاكرتنا، فنغدوا كمن سار في الفضاء بغير هدى، فلا هو أبصر فاهتدى ولا هو تأمل فاعتبر….
هكذا ستنحني للإلتقاط صورة مع ذاتك يوماً…
ستخبرك بما ساد في فكرك، وتستمر في معالجة جبروتك بدفئ لا يستظل به سواك، وتستعيد شريط ذكرياتك مع كل تقلب عاشه فؤادك، ربما ستتعذر عليك معرفتها…. وقد لا تعرفها….. ولكنك دون شك ستذرف الماء من عينيك دونما وعي، ولن تنجدك رغبتك اذ عاندتها وأنت تخط سيرتك بحبر جف مذ تركتها تنمو دونما رعاية..
نعم انا أكلمك أيها الإنسان…
قد يتعذر على المرء أحياناً مجابهة عواطف خلجت صدره بحكمة….
وربما تجتاحه الرغبة في البوح ولكنه يأبى أن يستكين لعجزه…
هذا ما يسميه ذاته…. وبعضهم يسميه سذاجة….
ولكن اليقين سمة العاشق المسؤول عن أناه وأين يلقي بها….
فإن مازجت الغرور قتلته، وإن التحمت مع ثقته أنجته،وبكلا الحالتين هو ذاته لا يفصل بينهما سوى خيط الصدق الرفيع……
تمسك ايها الانسان بما تبقى لك من خلق يسوقك نحو الخلود…
وارشف روحك بنفحات الرحمة علها تجنبك الركود….
فالطفل إن استسقى من نهد أمه حنانها كله لن تتجرأ عليه خطاب الدنيا إن أدركته ، وسيذكر التاريخ أن من تمسك بعشق من نور ذو سمو لهو أبقى من وهم ما إن زال كرره السجود.
لو استطعنا أن نوقف عجلة الزمن لبرهة نستغل فيها الصبر لأرغمناه صاغرا على العودة ألف عام، وإن أرغمنا الصمت على الكلام لثوان تعادل سعينا لإحراق التبغ بأنفاسنا مع تراخي الوهن الذي ينام في كنه إرادتنا، ولكن استحضار الذكرى يستوجب المخاض من الواقع الذي حول آمانينا من رؤى يباركها الله إلى مجرد أوهام تسبح في بركة الإعتلال…
فمتى يا نفس تقلعي عن طرق باب العفو الإلهي وأنت تظلمين صبرك بسيل من التناسي لواجبك…
قد تنتابك في لحظات نشوتك الروحية عواطف لا تتلقى صداها الا في رؤيا تقض مضاجعك،فتنسى بغمرة دفئها برودة اللقاء الذي مازلت تنتظره، فلا تبتعد عن قدرك ان هو أبى أن يحقق لك رغبتك، فبئس العاشق عاشق عاش أبد عمره في ظل هواه، ولا خير بالذي افرط في وهمه….
قد تضطر أحياناً الى الظهور في أمسية غارقة بالنجوم….
فتبهرك اللآلئ التي تعكس صور أصحابها في سوداوية روحانيتها…
وتنساق مرغما للتباهي وتستطرد في غرورك حتى ينال منك أناك، وتستعذب روحك ابتسامة طفل لم تزل الغباشة عن بصره بعد…
فتتيقن ودونما وعي مسبق أنك لازلت أنتِ وإن أمتثلت لضعف ربما يكون ذاته إلهاما لغد أفضل…

قد تسير مع أطياف مسخرة لتنير لك دربا أنت تاركه لقدر آمنت بعدل قضائه…وإن تجرأت على الطيران وسط غبار الحاضر وآثرت السفر وحدك دون أحد بجانبك يكشف حجاب الماضي عن رؤياك قد تتعجل نهايتك.. نهاية تجعلك سعيداً وإن أفسدت على الآخرين فرحتهم بسلطتهم المزيفة..
تعتاد أحياناً على التحليق في سماءك وحدك…
وتفترس ظلك القابع على وجه واقعك الملطخ بالخيبة…
ولكن ماض نخر آمانيك بالتشاؤم يزول بإبتسامة أنثى تعبق بالعفوية..
وتصدح طموحاتك برغبة مجالسة من أبى القدر أن يمنحك أنسها….
فلا تساوم على ذكرى أيقظت في فؤادك حبا أنت تاركه…
فمن اعترى قلبه اليأس لن تثير فيه أجساد النساء هوى…
لن تكتسب احترام الآخرين بالصمت عن رأيك وإن لم يلاقي بعد الرغبة بسماعه….
ولكنك يوماً ما ستنظر…. وتتعمق .. وتتأمل الأسف الذي يعتري وجوههم وهم ينظرون لمآثرك….رغبة المرء بالعدول عن مساوئه قد تكون ذاتها سبباً في بقاء ذكره.. وستدور عجلة الأيام وتمضي نرجسيتهم أدراج الزوال…

لا ترق ماء وجه إمرئ ربما تاه عن قدره فأملى على قلبك بؤسا….
ولا تنعت أحداً بحزن فاض من قلبه فأردى نظرتك نحوه عتبا…..
ولا تسرق من بياض عينيه أرقا… وتتركه ينعي ما فعله خجلا….
فطيب الخلق فضيلة أراد بها الله محو الغل المتسكع بين أزقة الخوف من الإحسان….
فالخير وجه آخر للصدق وإن كثرت ابتساماته….

لو أعطيت لآمالنا فرصة التحليق بحرية لزال الضباب الذي يشوب تحقيقها… 
ولو أبصرت أعيننا واقعها الكفيف لإكتفت بالبكاء….

ستعتاد يوماً ما على العزلة وسط الموت البطيئ…..

تنهال على ذاكرتك الطعنات بلا رأفة، وتقطبها بغريزة البقاء المشبعة بالسقم،ولكنك وكما تردد دائماً ستنجح في بلوغ مرادك رغم انحدارك عن مسار الشمس….تلك هي ضريبة البقاء في ظل الحق،لن تنجو لكي يحيا الآخر ولكنك قد تغير مسار اللاحقين بإرادتك،فهلم بتوضيب ما تبقى من صبر جعلك ترى ذاتك….
بقلم صالح السلامه…

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

من almooftah

اترك تعليقاً