في رحيل العلاّمة الموسوعي عبد الحميد حسن
سعد فنصة
توفي قبل أيام في حلب في الخامس عشر من كانون الأول، الكاتب والمفكر الموسوعي عبد الحميد الحسن عن عمر يناهز الخامسة والسبعين قضاها باحثاً ومحققاً في نفائس التراث العربي القديم والحديث.
منذ نشأته عمل عاملاً في مطبعة «عبد السلام الكاملي» والذي كان يصدر صحيفة «التربية» في الخمسينيات. ‏

تابع تحصيله العلمي وتخرج من كلية الآداب في دمشق عام 1963 قسم الفلسفة، ومن ثم حضّر للدكتوراة في جامعة بروكسل وبعد تخرجه عمل مدرساً لمادة الأخلاق والتي كلفه بها استاذه الراحل «د. عادل العوا» اضافة إلى تدريسه في الكلية ذاتها اللغة الانكليزية والتي كان يجيدها اجادة قل نظيره، مكنته من أن يترجم عدداً من أرقى الكتب والمؤلفات وأصعبها إحكاماً لغوياً بتفرده بقوة التعريب والترجمة إلى لغته الأم. ‏

وكان من الاصدقاء المقربين من الاستاذ الراحل «انطون المقدسي» ما جعله في الصف الأول لأساتذة قسم الفلسفة مع الراحلين «د. بديع الكسم»، و «د. عادل العوا» وغيرهم والطيبي الذكر «د. احمد برقاوي» و«د. طيب تيزيني» وامتدت صداقاته لتشمل عدداً من اهم الكتاب والفنانين المبدعين على رأسهم «فاتح المدرس» و«نجاة قصاب حسن» و «محي الدين صبحي» والذي كان حينها يترأس تحرير مجلة المعرفة والشاعر المصري «أحمد فؤاد نجم» وغيرهم. ‏

عزف الراحل الحسن عن الزواج إلا من مكتبته النفيسة والتي قام منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي بدراسات معمقة على الحاسوب مكنته من أن يقوم بتجارب خاصة على تعريب الحاسوب في زمن لم يكن العالم العربي يحتوي سوى على بضعة حواسب ضخمة لأغراض احصائية. ‏

كما كان الراحل من الاعضاء المؤسسين لاتحاد الكتاب العرب في دمشق. ‏

من مؤلفاته وترجماته المطبوعة: ‏

– مخطوطات الفلسفة في المكتبة الظاهرية. ‏

– تحقيق الاعمال الكاملة لزكي الارسوزي بالتعاون مع الدكتور جورج صدقني. ‏

– النمو المجتمعي، ترجمة عن الانكليزية. ‏

– ديستوفسكي، دراسات لروايته العظمى ترجمة عن الانكليزية لمؤلفه ريتشارد بيس. ‏

– رحلة بورتال إلى بلاد الحبشة. ‏

– غرامشي دراسات ومختارات. ‏

– الحنين إلى كتالونيا لجورج أوريل. ‏

– «الموت خبط عشواء» وهو من أهم الكتب التي احتضنت ذاكرته وشهادته عن الغزو الاميركي للعراق وهو أيضاً كتاب سياسي بامتياز. ‏

من أعماله المخطوطة تحقيق لأعمال «تعريفات الجرجاني» وديوان «ابن الفارض» وقصص من الخيال العلمي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي اضافة إلى العديد من الدراسات في الفن والفلسفة والتراث. ‏

والراح الحسن من عشيرة البكارة الحلبية مواليد عام 1936 تميز بذكاء حاد وألمعية ذهنية وموسوعية معرفية شكل بثقافته ونتاجه حداً عالياً لأفكار جديدة وغير مطروقة يمكن وصفها بأنها اصيلة، كما لفت الانتباه إلى ثراء المكتبة التراثية المهملة في أعين القراء والباحثين وبالأخص ما يتعلق منها بالفلسفة العربية والاسلامية. ‏

من almooftah

اترك تعليقاً