تشرين

الأديـب حسـن إبراهيـم سمعـون لـ«تشرين»: أهيب بكل ذي قلم أن يستنفر حبره لتظهير الوجه الحقيقي للأزمة السورية

الشاعر السوري حسن إبراهيم سمعون لديه في منزله مكتبة ضخمة إلى حد ما ويعدها خير ما يملك.. وله عدد من الأعمال منها المنجز, ومنها المخطوط الجاهز للطبع, ومنها المنجز إلكترونياً, وورقياً، ولعل أكثر ما يعتز به الشاعر سمعون هو «الديوان الألفي» وهو عمل أدبي ضخم على مستوى الوطن العربي، ومن أعماله «مسرحية الزئير» مديرية المسارح والموسيقا في دمشق، ومسرحية من شخص واحد بعنوان «الحذاء»،



ديوان «إمضاء على الشاهد»، ديوان «مقامات التاسوعاء»، ديوان «قصار الصور» قيد الإنجاز ومنه قسم مشترك مع شعراء عرب من الوطن العربي والمهجر، ومجموعة قصص قصيرة جداً مخطوطة ومنشورة إلكترونياً، وثمة دواوين مشتركة مع شعراء عرب منها «رثاية النور»، و«مدي المواويل» في تأبين الأديب طلعت سقيرق، ومساجلات مع شعراء عرب، وبعض الدراسات الأدبية والنقدية، ويعمل حالياً (ومنذ سنوات) بمعجم «مصطلحات شعبية يجب ألا تموت» وهو يضم المصطلحات التي كان يستخدمها أجدادنا وكادت أن تندثر بزمن العولمة وصرعات الحضارة الزائفة التي تجتاح أجيالنا… مع الأديب والشاعر السوري حسن إبراهيم سمعون كان لـ(تشرين) هذا الحوار الذي تحدث لنا به عن تجربته وعن عدد من القضايا الثقافية التي تصب في هذا الإطار إضافة إلى بعض الهموم التي تشغل المثقفين والمبدعين:
• بداية أحب أن أسألك من موقعك كشاعر ومبدع كيف تنظر إلى الإعلام وهل لك ملاحظات بشأن هذا الأمر؟
•• كثيرون يعدون الإعلام ضرباً من الفانتازيا, أو ترفاً فكرياً من البنى الفوقية بحياة الإنسان, وفي رأيي فإن الإعلام كرغيف الخبز, وهو من أهم عوامل بناء الإنسان فكرياً واجتماعياً، كتواصل وتسليط الضوء على مفاصل قلما يراها أحد باستثناء عين الإعلامي الخبير…
• متى بدأت تسويق نفسك إعلامياً وكيف تعمل على هذا الأمر الذي هو حق لكل مبدع وهل وجدت أمامك معوقات أو صعوبات؟
•• ربما بدأت بتسويق نفسي وإنتاجي بعد انتشار الوسائل الإلكترونية، لأنه كان من الصعوبة بمكان نشر إنتاج إنسان مثلي ولاسيما من سكان الريف في وسائل الإعلام المعروفة, ربما لقلتها, وبسبب المحسوبيات أضف إلى ذلك الأسباب الفنية, والتقنية, من بريد وكتابة ورقية, ووووو… أنا من مواليد 1956, وأكتب منذ السبعينيات, وأقرأ إنتاجي للأصدقاء بسهرة ما, أو أمسية في مركز ثقافي, أو مناسبة اجتماعية كتأبين شهيد, وما شابه… أضف إلى ذلك تيسّر وسائل التواصل الإلكتروني.. فبدأت بالنشر في المنتديات الأدبية, وبعض الدوريات الورقية كالأسبوع الأدبي, وبناة الأجيال, والعروبة وغيرها, وبعض المجلات والصحف الإلكترونية الوطنية والعربية وشاركت في أماس شعرية, وندوات أدبية داخل القطر, وشاركت في أكثر من لجنة تحكيم, وعضو في هيئات أدبية في أكثر من منتدى أدبي عربي, وعضو في هيئة النقد الأدبي المشكلة من كل أنحاء الوطن العربي وفي أكثر من منتدى….
• هنا أريد أن أقاطعك لأسألك من حيث إنك قد أشرفت على قسم الشعر والقسم الثقافي في عدد من المنتديات الأدبية كيف وجدتها وكيف لاحظت تعامل المتلقين والناس والشارع الثقافي لهذا الشكل من المنابر وهل بالفعل قد أخذ هذا الشكل من المنابر مكان الصحف والمجلات؟
•• أحب أن أقول لك إنه ربما لا يقيم بعض الناس وزناً للمنتديات الأدبية, لكنني رأيت فيها ساحة للتعبير ولاسيما أن الصحافة الوطنية لاتصل للأرياف لعدة أسباب, وإن وصلت فقليل من يقرؤها, وهذا ظلم لصحافتنا الوطنية، لكنه الواقع فالنظرة للصحيفة نظرة خاطئة وزادها ظلماً سيطرة مفهوم الصورة على القراءة وابتعاد الناس عن الصحيفة…
• لك صفحة خاصة على الفيس بوك وطبعاً لكل إنسان في هذا العالم غاية من إنشاء صفحة خاصة به، فأنت كشاعر وصاحب قلم حي ما كانت أهدافك من إنشاء هذه الصفحة وكيف تنظر إلى هذا النوع من التواصل؟
•• انضممت لصفحات الفيس بوك منذ عام تقريباً, فلم أكن مقتنعاً به كفاية ولكن الحاجة للتواصل مع الآخرين فرضت نفسها ولاسيما في هذا الظرف الذي تمر به سورية الحبيبة, وصار الجهاد بالكلمة فرض عين على كل ذي قلم لتوضيح وتبيان حقيقة الأمر لتشكيل رأي عام يجابه الإعلام المتصهين ويخلص من تأثيره فيه…
• حسب معلوماتي قمتَ بإنشاء ما أطلقت عليه عنوان «الديوان السوري المفتوح» فحبذا لو تتحدث لنا عن هذا المشروع وما أسبابه وأهدافه وجدواه وأين وصلتم في هذا المشروع؟
•• هذا المشروع بدأنا به منذ ما يقارب الثلاثة أشهر, أنا وكوكبة أدبية من الوطن العربي وسورية, وتمكنـّا من استخدام هذا الفضاء الإلكتروني بشكل صحيح, واستثمرناه لقضية نبيلة وهو عمل أدبي تطوعي ملتزم بالحالة السورية الراهنة, وغايته الدفاع عن سورية ضد ما تتعرض له من أقذر أنواع التآمر والتخريب والتدمير وتوثيق ما يحصل بشكل أدبي, وإظهار الدور السوري التاريخي في القضايا العربية والعالمية والثقافية والفكرية والحضارية, والإشادة ببطولات جيشنا العربي السوري صاحب الفضل الأول في المحافظة على الشعب, والدولة بعـَلمِها وسيادتها, وخطها المناضل والمقاوم ضد قوى الهيمنة والاستكبار والتخلف والرجعية, وتمسكها بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية عموماً.. حيث طرحت الفكرة على الأصدقاء مشافهة, ومهاتفة, وبصفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ولاقت فكرة هذا المشروع استحسان وتشجيع الجميع، وتطوع منهم كثيرون وقدموا إمكاناتهم, وأنا أنحني أمامهم جميعاً وبعد مشاورات وتراسل مع الجميع تم تشكيل لجان الهيئة المشرفة على الديوان من قامات أدبية عربية ووطنية أحترمها وتقوم الآن بالإشراف على كل ما يرد للديوان من قصائد, وتدقيقها وضبطها ومراجعتها قبل نشرها في الديوان ولقد قطعنا شوطًا جيداً وإن شاء الله سنصدره كأجزاء متسلسلة, وترصد ريوعه لأسر الشهداء والجرحى…. ويحق لكل إنسان في العالم مهما كانت جنسيته, أو دينه, أو عرقه, أن يشارك بنتاجه الأدبي ما دام يشاركنا عشقنا لسورية التاريخ والحضارة ويحرص على إنقاذ سورية من براثن الرجعية وقوى الظلام والتكفير والتقسيم، ويقبل بسورية وطناً نهائياً أزلياً لكل أبنائها بمللهم ونحلهم وأعراقهم, ويقف وراء مشروع الدولة بالعلم الوطني وبألوانه الأحمر والأسود والأبيض, ونجمتيه الخضراوين، وجيشنا العربي السوري الذي هو من كل الشعب ولكل الشعب، ومادام مستوفياً للشروط الأدبية, ويحظى بموافقة اللجنة الأدبية الفنية المختصة.
• من موقعك كشاعر وناقد حبذا لو تلخص لنا توصيفك ورؤيتك للشعر على ضوء المدارس الأدبية وعلاقة هذا الكائن الطيفي بالنسبة إلى الإنسان بواقعيته ومتغيراته… إضافة إلى رؤيتك التوصيفية للنقد وجدواه ومقامه؟
•• الشعر هو كل ما يحقق الدهشة والوجد والروعة؛ وهذا يشمل الرقص والرسم والنحت والموسيقا والنثر والنظم حتى تسريحة الشعر الجميلة. أما كمصطلحات وتسميات فهذه أقرب إلى الشكلانية التي مازالت موضع اختلاف في الرأي وأنا أميل للموسيقا والإيقاع الذي يحققه الوزن في الشعر لاعتقادي بأنهما من أهم خصائصه وميزاته كتناسق حركات الرقص أو تناغم الألوان في لوحة ما… وأنا ممن يعتقدون بوظيفة الشعر, ورسالته, ولا أتفق كثيراً, مع طرح الفن للفن, أو المفهوم الباراناسي للشعر, وأعتقد بأن الشعر يتلازم مع الذات الشاعرة واللغة، فهو كائن حي, يتطور, وتتطور وظائفه, وتتغير رسائله وفق مقتضى الحال, لأننا لا نستطيع أن نفصل بين الشعر, والحاجة الإنسانية, في الحقائق الصغرى, والكبرى, وبما أن الحالة الإنسانية لا تنقل, ولا تجير من شخص لآخر, ولكل شخص أو أمة أو شعب حالته المتغيرة دوماً, فالأدب عموماً بحالة حراك دائم والحقيقة الثابتة, في عالم الأدب والإنسانيات هي التغيير والتغاير… أما بالنسبة للنقد فلابد من انه يصوب, ويصحح ويصقل الأعمال الأدبية عندما يكون غير مؤدلج, ولا ينحدر إلى مستوى الانتقاد وهذا يتطلب غاية الموضوعية, والعلمية والابتعاد عن الذاتية لذلك غالباً ما تكون الاشكالات مع النقاد وليس مع النقد كمفهوم أدبي.. وربما مازالت مدارس النقد الِِِعربية بحاجة إلى تحرر من الموروث القائم على أسس ومدارس دينية, أو سياسية, أو أدبية صارت بحكم المسلمات المقدسة, ونظريات نقدية مترجمة عن ثقافة غير ثقافتنا ويمعن بعض النقاد في تطبيقها شرقاً.
• هل من كلمة تريد قولها في ختام هذا الحوار ولاسيما فيما يتعلق بالأزمة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب سورية؟
•• كلمتي هي أنني أهيب بكل ذي قلم أن يستنفر, ويضخ حبره لتظهير الوجه الحقيقي للأزمة السورية, وأن يتكاتف الجميع لتشكيل حشد وتظاهرة ثقافية أدبية تكون رديفاً لجيشنا العربي السوري, للحفاظ على الدولة السورية بعلمها, وجيشها وشعبها, لتبقى وطناً نهائياً لكل أبنائها فهي منذ الأزل تتسع الجميع.

 

من almooftah

اترك تعليقاً