احتراماتي للشعراء الشباب في نظام الشطرين
والذين يجدّون لتقوية شعر التفعيلة في نظام الشعر الحر هذه الأيام
اساهم بهذه الورقة ليس انتصارا للنصوص التي اكتب فيها منذ مدة تصل لعقد من الزمن بل أكثر لكن هي نوع من المساهمة للتواصل الثقافي والأدبي وليس صراعا وتضادا ورفضا وجهلا للمرمى ..
الشعر الحديث والحديث جدا في إطار قصيدة النثر والتي تزامنت مع إيجاد الأصل في الشعر الغربي المعاصر عند س إليوت الامريكي او التنظير لدى سوزان بيرنار من خلال أشعار بودلير الفرنسي او مساهمات باترسون في إنجلترا في إيقاع النثر وقبل ذلك كله بكثير بروسيا تجد كتابات غوغول وتورجنيف تتضمن هذا النوع من الايقاع الشعري في النثر ..وفي الثقافة العربية كانت لمجلة شعر في مساهمات انسي الحاج وادونيس وآخرين الأثر في تقعيد المفاهيم واثارة الردود القوية خاصة من هجوم نازك الملائكة التي نفسها اول من خرج على شكل قصيدة الشطرين وتدشين أول قصائد الشعر الحر في قصيدتها الكوليرا ..
هو شعر حديث بمفهوم الخروج عن الوزن بشكل عام
لأنها لا علاقة لها بمفهوم الشعر العربي في نظام الشطرين او بعده شعر التفعيلة الذي لم يلتزم بالأشطر الشعرية لكنه مخلص للأوزان الخليلية ..
هي قصيدة تتضمن الشعر من حيث هو رؤية فنية في اللغة والنثر باعتبار الكلام المسترسل والغير الخاضع لأي وزن شعري من أوزان الشعر المعروفة ..
وهي المعنى المتضاد في العنوان، ذلك الذي تجده في مسمى قصيدة النثر ..
وهي من الاشكالات التي تواجهها ومازالت في التسمية واصل الاصطلاح ..ومازال ذلك قائما الى اليوم واسال الكثير من المداد ونترك القارئ يطلع على ذلك الجزء الذي هو بحكم التاريخ محفوفا بالمتابعة والمثاقفة والمتابعة ..لدى الدارسين والغير المتخصصين كذلك ..
قصيدة النثر، اذن هي ذلك الطائر الفنيقي المنبعث من رماد الشعرية القديمة للنصوص الدينية المختزلة لقضايا الشعوب الغارقة في الميثولوجيا ..وهي من ركام الإشراقات الصوفية لأنصاف أنبياء ومصلحين والعارفين واولياء الله المنضوين في صياغة الْكَلِم والمندوبين في لجّة بهاء اللغة والاشارة والمنزوين في رحاب الرمز شعرية التشوف ونثرية التكلف والتملك..
انها البنت التي خرجت عن طاعة ابيها؛ الشعر الموزون لكي تدافع عن حرية لذة التعبير عن حبها لرجل متخيل زارته في سجن اللغة والبحور والقافية ..لتمنحه جسدها طواعية بلا وطئ وأغرته بالتجديف خارج نهرها المنغمس في انفعال شواطئ بحور العصور الكثيرة بلا تمرد او خروج عن المصب القديم لنهر الشعر الكلاسيكي..ثم استعانت بشعرية المعنى وسقتها بإشارات الفلسفة السابحة في كيان اللغة السامقة للمعاني الفلسفية والصوفية العميقة.
يتبع
همزان محمد