يرى أغلب  المختصين والمبدعين أن القصة القصيرة تتوج ملكة الفنون , وأننا أصبحنا في زمن تفوقت فيه القصة على الرواية , نحن في عصر السرعة , أصبح القارئ يسعى وراء القصة القصيرة , حيث لا تأخذ منه وقت طويل في قراءتها لتميزها بالقصر والتكثيف , تحتاج كتابتها لإبداع ومهارة عالية,  كان لنا وقفة مع حفل توقيع كتاب “غفران” للقاصة عبير منون في مديرية ثقافي حمص في قاعة سامي الدروبي بحضور نخبة من مثقفي حمص :

٢٠١٨٠١١٥_١٢١٢٤٦

” بكل سعادة وعزة نضيء سماء الأمل فرحة بوجودها بيننا إنها القاصة عبير منون…” بهذه الكلمات رحبت فاطمة أسعد بالقاصة وبالدكتور نزيه بدور الذي تناول مجموعتها القصصية “غفران ” بدراسة نقدية أبرز ما ورد فيها:

تنفذ منون في عملها  إلى أعماق الشخصية لتودع فيها السر الأزلي ,وتلك الطاقة الكامنة .

لعل أبرز ما يميز عملها أنها تنجح في إشراكنا في العملية القصصية منذ البداية فيصبح سرها سرنا نسمعه , ويصبح بطل القصة قريباً منا , مثل قربه من القاصة فتصبح العملية أكثر من تعاطف , وهذه غاية ما يطمح إليه القاص في إنجازه الفني ليستدعي الدهشة, فهي بعد مقدمة مناسبة  تأخذنا إلى الحدث القصصي وأبطاله فنصل إلى دهشة  الخاتمة وعبرتها الأخلاقية ,  والمجموعة قصص ذات رسالة  إنسانية  ومضمون أخلاقي ,  على خطا القاص العظيم انطون تشيكوف الذي يسخر في قصصه من كل شيء مبتذل ويعمل على الولوج  إلى أعماق البطل وتمجيده …٢٠١٨٠١١٥_١٢٢١٥٥ ٢٠١٨٠١١٥_١٢٢٢٣٧

“سأحب الحياة لأجل من أحبوني , لأجل من ساندوني , ونبض القلب أعطوني ..”

الملاحظة الأخيرة في التحليل الأسلوبي هي لجوء الكاتبة إلى التراكيب الحقيقية  التي لا تقبل التأويل, وابتعادها عن التراكيب المجازية , أما اللغة لديها وسيلة سرد وليس غاية جمالية بحد ذاتها :”ما يلفت نظر الزائر لمنزل نجوى , الحب الذي يصوغ عبيره في كل مكان ….”

26906543_1569423936512098_1658554170_o 26909725_1569424106512081_2034724489_o

مجموعة منون تتميز بصفة هامة هي  المشهدية التلفزيونية , مشاهدها القصصية على الورق تأخذنا بعيداً في الصراع الدرامي وتناقضات المجتمع , تقدم لنا نماذج على خشبة الحياة فمنهم النبيل الشهم ومنهم النذل المتواطئ ومنهم العاشق المتيم وفيهم اللعوب المخادع مع انحياز واضح  للمرأة , حيث تظهر بشكل إيجابي وهذا عين الصواب فالمرأة هي  الرافعة الأخلاقية للمجتمعات  , نحن اليوم نشهد ولادة قاصة متميزة .

26909891_1569424389845386_157399847_o

وقد أغنى الحفل حضور نخبة مثقفة فكان لنا وقفة مع الروائي عبد الغني ملوك :

تلمست في منون  بذور عبقرية في القص والرواية , تمتلك الأسلوب السهل الممتنع بعيداً عن  اللغة المقعرة البعيدة عن الرموز واللغة السهلة  التي تصل للقارئ .

الأديب قصي الأتاسي : منون قصاصة متميزة دون مجاملة أو تهويل تملك زمام تقنيات القصة وحبكها , والجميل في كتاباتها تميل للناحية المسرحية التمثيلية و أتوقع بأن عملها إذا حظي بفرصة وقرأه أحد المخرجين سيكون فيلم أو قصة تلفزيونية  .

 

اترك تعليقاً