أ ياسين زيوس

رحلة صرف القوميات لن تشظِّيَ مرآة الحقيقة على جبين الأسد الذي لن يموت أو يُغتال!

ياسين الرزوق زيوس

كان يدعك ظهر قوميته حينما تراءى أو تبادر إلى ذهنه جنون العِرق و انتفاضه على وطنيته, لم يكن حينها أميَّاً من الأكراد و لم يدرك أنَّ الأميَّة في قراءة المستقبل الكردي خارج أمةٍ تؤويه كالأميَّة في ترك المستقبل بين براثن الماضي دونما حاضرٍ يلتفُّ به التاريخ على خساراتنا لنبقى أمماً خارج التاريخ لا لأنَّ التاريخ ليس منَّا بل لأنَّ من صنعوا التاريخ وضعوا على عروشهم أسماء الزمن القادم و جعلوا من المكان رقعة خلودهم السلطويّ المنتظر و هنا المنتظر ليس منتظر الزيدي الذي ظنَّنا أنَّ حذاءه بعدما كاد يلامس وجه بوش الابن سيصنع من جبهة التاريخ مرآة لمستقبلنا فلم ننتظر إلا لنخسر أكثر وجودنا على خارطة التهميش و الضياعات و الاصطفافات العمياء حيث لا مرآة ترينا أكثر من تشوهاتنا إلا تشوهات صانعينا!…

قام من على ظهر قوميته في لحظة جبروت عاد بها إلى نفسه من لعنات التلمود بعد أن حفظ من حكم بروتوكولات حكماء صهيون لعنة الأحقاد و راح يضرب سفر التكوين برأسه و يضرب رأسه به حتَّى لا يغدو سفر الخروج مدخلاً إلى تناقضات الأمة المحفوظة في القرآن أكثر و أكثر و هو يصرخ فاضحاً كيف تراءى لأحد كاتبي الهولوكوست اغتيال الأسد كالمجنون أنقذوني فأنا لست منجِّماً و إنَّما تلبسَّني شيطان صهيونيّ كي أقطف رأس الأسد في لحظات مسيّ الشديد فهل رأس الأسد ابن أبيه في التوراة مبشّرٌ بانتصارات الحقيقة كي تخرج ثعابين آل سعود التلمودية من كلِّ قبور الذل و من كلِّ أوكار الموت محاولة تلقف رأس الأسد بل و ابتلاعه على حين غرَّة؟! لعلَّهم لم يدركوا بعد أنَّ عصا الأسد أو صولجان الأسد مغروسٌ في قاسيون كي يحرِّك صفائح العالم بزلازل التكوين المنتظر لأمةٍ لا تعرف من الانتظار إلا أبعاده التشاؤمية و ما حاكم مصرف سورية المركزيّ إلا شرخٌ من شروخ قاسيون الذي سيلتئم بعودة دمشق إلى ليرتها تلك التي يحلق عقابها قبل قيمتها الشرائية على أوراق الوجود التي بقدر ما تتساقط تفسح المجال لبراعم الخلود و الانتصار كي تزهر بماء المواطنة التي ما زالت تسقي على قلتها جنوداً لا يتصحرون بقدر ما يرتوون بشموسٍ يحملونها على جباههم و في قلوبهم كي ترتفع السماء إلى أجبنتهم و كي تسكن في قلوبهم بعد أن كانت في هاوية علوها و ارتفاعها المشؤوم!…

نزلت السماء إلى صبح جنيف الغائم دوماً كي ترفع إلى مدارها الحانق رؤوساً أينعت و حان قطافها كأزلام و أصنام معارضة أنور عشقي و الجبير و السبهان هذا المدار الذي لم يدرِ بعد محمد بن سلمان أنَّ رحلة أبيه إليه قريبة و ربَّما ستلاحقه لعنة شهابٍ لبناني أو نيزكٍ من مخيم الزعتريِّ أو أسهمٍ من شركة سعودي أوجيه!…

ألم يئن للجعفري في مجلس الأمن و للنمس في باب الحارة أن ينتصرا للسياسة و للفن بجعل أبوابهما من الذهب العتيق و هل من عتيقٍ لم يعتِّقه حضن دمشق؟! و أن يدخلا زمر المعارضة في سبات أهل الكهف لكن دون أن يكون كلبهم باسطاً ذراعيه بالوصيد بل نابحاً بانتصارهم لغبائهم في كلِّ عرسٍ جديد؟!.

من almooftah

اترك تعليقاً