هل يوجد نقد في العصر الجاهلي ؟  والعصر الإسلامي ؟ هل ضعف الشعر في صدر الاسلام؟ هذه الأسئلة واسئلة أخرى كثيرة سوف نتناولها في محاضرة بعنوان “محطات في النقد الأدبي العربي ” للدكتور أحمد دهمان والدكتور فيصل أصلان في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب .

تناول استاذ النقد الأدبي بجامعة البعث الدكتور أحمد دهمان  أهم ما يتصل ببواكير النقد في الجاهلية ومدى تأثيرها على البيئة , فتحدث من خلال منهاج وصفي معياري عن دور النقد الذاتي في نقد الجاهليين , وعن مجالس النقد والأسواق , وبعض الظواهر النقدية كشياطين الشعر وألقاب الشعراء , وصفات القصائد كالمعلقات والمنصفات .

ثم مرَّ بحركة النقد في العصر الإسلامي , حيث تغيرت الحياة , فأخضع الجمالي الديني , وفرسان الشعر في العصر الأموي والمظاهر النقدية الأخرى , ليركز على النقد في القرنين الثاني والثالث الهجريين و سنعرض مقتطفات من مشاركته:

هل هناك نقد في الجاهلية ؟

نعم يوجد لكنه ليس بالمستوى الأكاديمي المعروف الذي اتفق عليه لاحقا ,حيث  ظهر بواكير و مظاهر نقدية مختلفة متعددة بسبب تأثير الصحراء و الحياة البدوية وقسوة الحياة وعملية الإبداع التي كانت ذات بُعد قلق لدى الشعراء , حيث واكبه نقد فطري ذوقي سريع يقف على بيت واحد وليس قصيدة كاملة فهو عصر البدايات ..

أما العصر العباسي فاستقرت الحياة إلى حدّ التأليف والتخصص في هذا الميدان , واهتداء العرب لأوزان الشعر و الموسيقى , فكان المجهود النقدي يقتصر على الشعراء حيث يقوم الشاعر بنقد شاعر أخر لكنه نقد جزئ بصورة عامة , حيث كان بواكير النقد الطفولي للشعر العربي  ثم غابت طفولة النقد في هذه المرحلة لكن ثمة مظاهر وأخبار تعزى إلى الشعراء الجاهليين  الذين نهضوا بمهمة الإبداع الشعري هي :

         النقد الذاتي أو تنقيح وتثقيف القصيدة حيث كانت تمكث القصيدة حولا كاملا ينقح فيها لإدراكهم طبيعة النقد والقبيح والحسن .

         مجالس النقد والأسواق

         تحسين الشعر أن يكون الشعر قادرا على إبهاج حس السمع وهو دليل على إدراكهم لأهمية الموسيقى وتأثيره في المتلقي .

في العصر الأموي ارتقى ارتقاء محمود تعمق الناس في فهم الأدب ونستطيع القول أنه ابتدأ عهد النقد من هنا من مظاهره : الأعلام الشعراء وانقسام الشعراء لمجموعات تنتمي لأحزاب سياسية ونقد اللسان في مجالس النقد ..

وفي العصر العباسي أصبحت بغداد عاصمة حيث المديّنة والحضارة والثقافة وتطور الأنظار الفكرية والفلسفية ، وافق ذلك تطور الأدب وكذلك النقد المساير له عند اللغويين والأدباء والفلاسفة من أمثال ابن سلام وثعلب والجاحظ وابن قتيبة وابن طباطبا والفارابي والعسكري وغيرهم

ليكون الوقوف عند عبد الظاهر الجرجاني إمام النقاد وشيخهم وصاحب نظرية النظم مسك الختام الثقافة تطور الأدب والشعر وكان نصف الشاعر عربي ونصف أعجمي.

أما مشاركة الأستاذ في كلية الآداب الحائز على درجة الدكتوراه من المغرب  الدكتور فيصل أصلان فتناول العصرين المملوكي والعثماني من خلال استعراضه لأهم الأعلام مثل ابن الأثير و القلقشندي وابن خلدون الذي عده أهم ناقد ومنظر الشعر العربي وقد أشار إلى النقد في هذا العصر  مال نحو البديعيات والتجنيس والبديعيات هي قصائد ظاهرها مدح الرسول الكريم وشكلها يقوم على فرع من فروع البديع وقد برع في ذلك الشاعر وصفي الدين الحلي .

ودار حوار شيق  بين المهتمين من المثقفين الحاضرين والمحاضرين حول أهمية النقد العربي وفاعليته في تطوير الشعر .

 

س thumbnail_23031609_2031151750505249_4827542663914828761_n ع

 

اترك تعليقاً