جاءنا من حماه مدينة الفداء مدينة النواعير حاملاً بين جنبات صدره قلباً يخفق بعشق أبدي لشعر الشاعر نزار قباني  فتغنى بلسانه بعشق الوطن أنه المحامي معتز البرازي , قامت مديرية الثقافة بحمص في المركز الثقافي العربي بدعوته لنستمتع معه  بمحاضرته “حرب تشرين والهوى في شعر نزار قباني “:

بدأ محاضرته بنبذة عن حياة نزار وكيف قام البعض بحصر الشاعر الكبير  بشاعر المرأة أو شاعر الغزل أو شاعر الإثارة أو الشتاّم والبعض أطلق عليه شاعر المقاومة أو شاعر أطفال الحجارة .

كان للمحاضر رؤية أخرى فأطلق عليه  الشاعر الإنسان فأشار إلى القاسم المشترك بين كل ما سبق من تسميات  هي الأب والأم والزوجة والابن دمشق ,الفل الياسمين .نزار قباني images نزار-قباني-3

استقال الشاعر نزار من العمل الدبلوماسي عام 1966ليتفرغ للشعر وحده , وبسبب نقده للأوضاع السياسية والاجتماعية ابتعد قسرياً عن وطنه كما ورد في قصيدة “مفكرة عاشق دمشقي “:

هذي البساتين كانت  بين أمتعتي                                

                  لما ارتحلت عن الفيحاء مغترباً

جاءت نكسة حزيران نتيجة  الغليان  في الواقع العربي الممزق  فراح نزار يشنُ هجوما على الأنظمة العربية المتخاذلة التي تكذب على شعوبها فخاطبهم  :

على أيديكم اصبحت حدودنا من ورق…

حرب حزيران انتهت

 فكل حرب بعدها ونحن طيبون

وصوتُ فيروزَ ، من الفردوسِ يأتي : ” نحنُ راجعونْ ”
تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِنا ، و ” نحنُ راجِعونْ ”
صاروا على مِترَينْ من أبوابِنا ، و ” نحنُ راجِعونْ ”
ناموا على فراشِنا ، و “نحنُ راجِعونْ ”
وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ

 

إنّا إلى الله لَراجعون..

ولكن باب الأمل فتح للشاعر من جديد من خلال العمل الفدائي الذي جاء رداً على النكسة …

أخيراً تطلُّ  حرب العزة والكرامة حرب تشرين  لتعيد للعرب وجهها المشرق لتكون صفعة لأسرائيل والعالم كله , وليتحرر المارد العربي من كبوته متمثل بانتصارات الجيشين العربي والمصري, فكان  للنصر نشوة وفرح عبرَّ عنها الشاعر بقصيدة رائعة “ترصيع الذهب على سيف دمشقي” في الذكرى الأولى لحرب تشرين:

أهي مجنونة بشوقي إليها

                      هذه الشام أم أنا المجنون

كلما جئتها أردّ ديوني

للجميلات حاصرتني الديون

إن تخلت كل المقادير عني

                       فبعيني حبيبتي أستعين

جاء تشرين ياأحبة عمري

وقد شاهد المحاضر الحفل على شاشة التلفزيون العربي السوري ,فكان من أشد المتفاعلين والمتأثرين لسببين :1- كونه يدور في فلك نزار .

2- وهو أحد مقاتلي حرب تشرين .

من الملاحظ أن قصائد نزار تكون عادة كتلة واحدة من الصعب اقتطاف ولو بيت واحد  ولا سيما في قصيدته هذه حيث نحى منحى الجاهلية عندما ابتدأ قصيدته بالتغزل بحبيبته  :

أتراها تحبني ميسـونُ..؟
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنـة العم… والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أبين

هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيرتني السنيـن؟
يا زماناً في الصالحية سـمحاً
أين مني الغوى وأين الفتون؟

واختتم المحاضرة بالعديدة من القصائد الغزلية للشاعر نزار قباني ومن ابرز غرناطة .

جرى في نهاية المحاضرة حوار بين المحاضر والمهتمين فأغنوا المحاضرة بمعلومات قيمة حول الشاعر الكبير نزار قباني   كشاعروطني وقومي ..

كان تفاعل الحضور مع المحاضر جميلاً فاستمتعوا بما قدم من معلومات عن الشاعرالكبير من زوايا عديدة بعيداً عن الغزل الذي عرف به فكان الشاعر الثائر الوطني القومي المعتز بعروبته .

 

:

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً