آراء الكتاب: المقنَّع الكندي من حضرموت يصدح مكذِّباً إمبراطوريات الإعلام الفاسد و التجار المقنعين و يكشف بوجهه الجميل وجهها القبيح على كأس متة !! – بقلم: ياسين الرزوق زيوس

——————————————————————

كانت مع رئيسها المباشر في العمل تحتسي متة الصباح أو تقرقع قرقعة المقرقعين مع كبُّور و أبنائه و ذويه و شركائه في السلب و النهب و الاحتكار و مع وعوده الحصرية بامتصاص الشبق المتزايد للمتة بطرحها أكثر في الأسواق بعد جوائز ترضية حكومية كما يتحدَّث المغرضون من أبناء الشعب تبقي الوزراء واقفين على مصالحهم و تنقذ ماء وجوههم كي لا يغدو آسناً فوق ما فيه من أوبئة تنفذ إلى عيون هذا الشعب و أفكاره المغلوطة عنهم و عن حسن سيرتهم التي ما من مسعى لهم لتحسينها بقدر همهم الوطني المتراكم فهم لا يبحثون إلا عن رضا الضمير و الوجدان الوطني و هموم عائلاتهم المتزايدة في الصرف و البذخ و الترف و المظاهر الاستعراضية في الحفلات الماجنة و الموائد الفارهة و كان صوت قرقعتها مع ضحكتها يطال الإضافي وما ستؤول إليه حيثيات العمل الترقيعي و مآلات المكافآت الزهيدة الموزَّعة في حال وزعت على هواها و على مزاج جيبها أو مفاتنها أو عنترية مسعى سيدها الضعيفة حسب مكانه و مستقبله الوزاريّ و تشكيلته الحكومية أين ستحط و كيف ستحلق بالدولة و المجتمع و الجيوب الفارغة كي تلتقط أنفاس صاحبيها المتعبة دون أن تؤثِّر على فائض جيوبهم و خزائنهم و تذكرت أحد معاوني الوزراء الفريد من نوعه عندما دعا إلى الحشمة و قال لي كيف سنركِّز في العمل إذا ما كانت السيكرتيرة أو رئيسة المكتب تتحرك جيئة و ذهاباً و خلفيتها بردفين متعاندين يسلبان بعنادهما الحركيّ العيون فلا تغدو الزنود و العقول و القلوب و النفوس قادرة على العمل بعد ذلك و بعد احتلال الجمود و السكون اللذين يغليان و يصبان حركياً في مكان واحد ؟!
تلك الإعلامية التي خرجت من مجونها إلى فنون الإعلام بالمجون نفسه تفتقد إلى المهنية التي تجعل من المجون لغة جدية لا ابتذالا و ذاك الإعلاميّ الخافت بلمعانه يفتقد القيم الوطنية التي أبعد ما تكون عن التحول و هو يحولها في مزادات من يدفع له أكثر من القنوات المحلية و العالمية جعلاني خارجاً عن صمتي بين الإعلامي المتحول و الإعلامية المبتذلة مما يسقط سمة الإعلامي عنهما قائلاً إنَّه لمن العار أن نلُّف الإعلام على خصرك و نسكنه في عيني هذا المتحوِّل الأفَّاك فلم تفهم من كلمتي أنها ثرثارة و لم يفهم من عينيَّ أنَّه منافق و لا نودُّ أن تكون سمة من يدخلون فضاء الإعلام الثرثرة و النفاق و الابتذال و عدم المهنية و إلا أسقطنا مصداقية إعلامنا المتبقية التي تسقط نتيجة افتقاد المهنية و نتيجة تلاشي المعايير المطلوبة لبناء إعلام مهني فالمهنية تسبق الوطنية في التعبير عن الوطن و الوطنية العفوية ستتلاشى في أجواء اللا مهنية و الابتذال و النفاق !!………..
و لكن ماذا نقول عندما تلطخ المهنية ذواتنا بالغدر و الأحقاد و تقلب الباطل حقاً و الحقّ باطلاً ؟! هل نترك المهنية تغتال وجودنا أم نترك اللا مهنية تطمر وجودنا بعد اغتياله ؟!
يذكرني المقنع الكندي بمهاوشة الأعراب و أبناء الخؤولة و العمومة اليهود على “الصيدة” في سورية و بعد أن طارت “الصيدة” و فلتت كما قال الذئب الوديع المحب!! الذي اجتمعت من حوله و حاصرته الذئاب البغيضة الحاقدة ظاهرياً في خليج الضغائن و الأحقاد هناك حيث تأكل فيه الذئاب أبناءها و تنهش فيه الضباع صبيانها عندما تترك القطيع و عندما يصيب مسَّ السلطة عائلات تحرق تاريخ بدايتها بنار نهايتها على هيئة إمبراطوريات إعلامية و اقتصادية متناحرة كالجزيرة و العربية المتفقتين على صهينة العالم العربي بمهنية تضخ لها أموال البترودلار مهما برز الخلاف مشتعلاً يحرق الأخضر و اليابس و يجعل من حطب العروبة مرمى لسهام النار و لفؤوس مشعليها الذين ربَّما قرؤوا المقنع الكندي جيداً و هم يعرفون أنَّ الرئيس الأسد لا يتخلَّق إلا بأخلاق الرجال مهما حاصرته الكربات و الملمات و ما هم إلا أنصاف رجال و هنا قصيدة الكندي تفصل بين الرجال و أشباههم مهما كانت صلات القربى عميقة فالشقيق يقطع رأس شقيقه إذا ما أدخلناهما بالعروبة دائرة الأشقاء بسيف عدوهما :

يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما****** دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة ****** وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً ****** وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا
أسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا ****** ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها ****** مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا
وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ ****** حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا
وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي ****** وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم ******وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم ******وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ ****** دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا
وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي ******زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسؤني ****** طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا
فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني ****** قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا
وَإِن بادَهوني بِالعَداوَةِ لَم أَكُن ****** أَبادُهُم إِلّا بِما يَنعَت الرُشدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً ****** وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّا
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم ****** وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
فَذلِكَ دَأبي في الحَياةِ وَدَأبُهُم ****** سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى ****** وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً ****** وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا
عَلى أَنَّ قَومي ما تَرى عَين ناظِرٍ ****** كَشَيبِهِم شَيباً وَلا مُردهم مُرداً
بِفَضلٍ وَأَحلام وجودِ وَسُؤدُد ******* وَقَومي رَبيع في الزَمانِ إِذا شَدّا

فهل بعد هذه القصيدة من تباغض الكثيرين و تسامح القليلين المقاومين في مجتمع الفساد و الفاسدين و في زمن طغيان أنصاف الرجال ؟!
بقلم
الكاتب المهندس
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏كاميرا‏‏‏

من almooftah

اترك تعليقاً