قصة لوحة .. دون كيشوت

قصة لوحة .. دون كيشوت

دون كيشوتي هو رجل نحيف طويل قد ناهز الخمسين – بورجوازي متوسط الحال يعيش في إحدى قرى اسبانيا في إقليم لامانشا الإسباني ابان القرن السادس عشر لم يتزوج من كثرة قراءاته في كتب الفروسية كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية ثم يبلغ به الهوس حدا يجعله بفكر في أن يعيد دور الفرسان الجوالين وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الأرض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن الأرامل واليتامى والمساكين. فأعد عدته للخروج بان استخرج من ركن خفي بمنزله سلاحا قديما متآكلا خلفه له آباؤه فأصلح من أمره ما استطاع، واضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا أعجف هزيلا

يروي المؤلف في كتابه هذا ما حدث لنبيل كان يعيش في إقليم لامانشا الإسباني، ولا يملك سوى درع ورمح وفرس. إلا أن هذا لم يمنعه من أن ينصب نفسه فارسا متجولا برفقة فلاح بسيط من جيرانه يدعى سانشو بانزا، معتقدا أن من واجبه محاربة الظلم والظلام في كافة بقاع الأرض. كان سانشو بانزا ضخم الجثة بعكس صاحبه دون كيشوتي الطويل الهزيل، وتنشأ المفارقات المضحكة ابتداء بمنظر الرجلين ثم تستمر على طوال هذه الرواية الكوميدية ذات الأسلوب الجميل والخفيف.

شخصية دون كيشوته من النماذج الإنسانية العليا وهي شخصية مغامرة حالمة تصدر عنها قرارات لاعقلانية، أما رفيقه سنشوينثا فيمثل بدن الإنسان، هذا الرفيق الأصيل للروح.

حديث دون كيشوتي مع سانشو، المؤمن بالفروسية والخادم الشكاك، من أكثر الحوارات سحراً في الأدب .جزآ دون كيشوتة أشبه بالنظرية وعكسها. فنرى دون كيشوتة في الجزء الأول من الرواية كمبدع فانتازي حقيقي أُتخم من قراءة نصوصٍ قديمة عفنة، فينطلق ليسن قوانين الفروسية من جديد ، ليدافع عن العدالة والحب في عالمٍ آثم. يقاتل طواحين الهواء، النعاج وبنات صاحب الخان. ويقول كارلوس فوينتز، في مقالته العظيمة عن دون كيشوتة، ” إنها فن يُحيي ما قتله التاريخ.”

ولوحتنا اليوم هي لوحة دون كيشوت للفنان الفرنسي الكبير هونورية دومية

من almooftah

اترك تعليقاً