التشكيل القطري حقق طفرة والجمهور لديه وعي كبير

 

يستعد لإطلاق «تسجيل 3» غداً .. علي الكواري:
التشكيل القطري حقق طفرة والجمهور لديه وعي كبير
الواقعية التسجيلية تأسرني فأحاكي الجمال في أعمالي
“تسجيل” يواصل رصد المشاهد اليومية بريشتي
المعرض يضم 15 عملاً زيتياً بأحجام كبيرة
التشكيل القطري حقق طفرة والجمهور لديه وعي كبير

كتب – أشرف مصطفى:

أنهى الفنان علي دسمال الكواري استعداداته لإطلاق معرضه الشخصي «تسجيل 3» مساء الثامنة من مساء الغد، بمقر الجمعية القطرية للفنون التشكيلية في الحي الثقافي – كتارا.

وكشف الكواري في حوار خاص لـالراية عن العديد من تفاصيل المعرض الذي يحتضن أعماله الإبداعية الجديدة، مشيراً إلى أن الفن التشكيلي يعد من الوسائل الهامة لإنعاش الذاكرة وإحياء ما قد شوشت عليه مستحدثات العصر الحديث، كما تحدث عن طبيعة المرحلة الفنية الحالية التي يمر بها حالياً، متطرقاً لواقع الساحة التشكيلية المحلية خلال الفترة الآنية، ومدى امتلاك الجمهور للوعي القادر على تمكين الساحة من تحقيق الانتشار الأمثل للفن التشكيلي والتمتع بحضور جماهيري كبير.

حدثنا عن معرضك الشخصي المنتظر «تسجيل3»؟

معرض تسجيل 3 يعد امتداداً لمعرضين سابقين بنفس الاسم، أقيم الأول في كتارا والثاني في جورجيا، بينما تحتضن جمعية التشكيليين جزءه الثالث، والمعرض هو استمرار لطرح عدد من الموضوعات اليومية، حيث أقوم من خلاله بتوثيق لقطات من حياتنا اليومية بالإضافة إلى لقطات من التراث القطري، وهي مجموعة من المشاعر تمثلت في مشاهد ولقطات متنوعة ربما نراها كل يوم ولا نشعر بها، وأردت أن أوصل رسالة من خلال معرضي، مفادها أن الجمال يكمن في كل مكان حولنا لكننا يمكننا أن نغض الطرف عنه لانشغالنا بأمور حياتنا اليومية، وهنا يكمن دور الفنان في البحث عن الجمال وإظهاره للمتلقي في هيئة عمل إبداعي، ولعل أسلوبي المنتمي إلى الواقعية التسجيلية الذي تجلى في أعمال هذا المعرض يكون بمثابة منبه للجمهور بأن هناك من الجمال ما هو أكثر من القبح، بحيث يحمل المتلقي نظرة تفاؤلية لما حولنا.

لماذا قمت بتضمين المعرض لثلاثة أجزاء ولم تنتقل إلى موضوعات أخرى أو اخترت عنواناً آخر للمعرض الجديد؟

في هذا الجزء من معرضي تسجيل أقوم بمواصلة رصد المشاهد اليومية في دولة قطر، ولعل استمراري، وتكرار التجربتين الأولى والثانية يعود إلى أنني قد رأيت أن الرسالة التي قصدت توجيهها للجمهور تحتاج إلى أكثر من جزء، فالموضوع يحتمل سلسلة من المعارض تحت نفس العنوان، كما أن تكرار الطلب من جانب الجمهور لذات النوعية من الأعمال هو ما دفعني لمواصلة تقديم هذه السلسلة، وقمت بإنجاز 15 عملاً مستخدماً الألوان الزيتية في إنجاز لوحات ذات أحجام كبيرة لتلحق بأعمالي السابقة في هذا السياق وتواصل إبراز وتسجيل مشاهداتي اليومية، فقد كنت قد شرعت في البدء ببعض الأعمال أثناء تنفيذي للمعرضين السابقين ولكنني لم أنته منها، وعلى ذلك قمت بإتمامها لاحقاً.

هل هناك محطة جديدة ننتظر أن يمر بها إبداعك خلال الفترة الحالية؟

مازالت الواقعية التسجيلية تؤسرني وتستفز ريشتي في أغلب الأوقات، حيث يستوقفني العديد من مشاهد الحياة اليومية فأشعر برغبة شديدة في تصويرها والإتيان بتفاصيلها الدقيقة التي قد تغيب عمن يراها للوهلة الأولى، لكن متابعتي واطلاعي الدؤوب للمدارس الحداثية في الفن التشكيلي جعلني لا أكتفي بالتسجيلية الواقعية فامتدت ريشتي لأعمال الحداثة، خاصة التركيبية منها، وكذلك المجسمات، وربما في فترة لاحقة يبرز اهتمامي بصورة أكبر بالأعمال المركبة التي تتماس مع تخصصي الأصلي، وعملي في هذا المجال.

ما هي أكثر الألوان التي تسيطر على أعمالك.. ولماذا؟

في معرضي الجديد يعتبر اللونان البيج والسماوي هما الأقرب لي، حيث تجذبني الوكرة بسمائها الصافية بصورة خاصة، ويشدني البحر إليه، وكذلك العديد من الأحياء القديمة والأزقة بالدوحة، فاللون الأزرق هو أكثر لون مسيطر على أعمالي، حيث البحث عن البعد المتمثل في السماء، وهو ما يشير إلى حالة من التفاؤل، وعموماً فإن البيج والسماوي هما أكثر لونين أجد نفسي قد تعلقت بهما وأجد أن الأمر في ذلك يرجع لتعلقي بالطبيعة المحلية، حيث لون الرمال والسماء الصافية، ولعلك تجد أن لكل فنان ما يميز أعماله من خلال اللون أو الأسلوب، أو حتى الخامات، ومن الجيد أن يخلق كل فنان بصمة لذاته.

هل ترى أن الجمهور أصبح يمتلك من الوعي ما يمكن الساحة التشكيلية من تحقيق الانتشار الأمثل والتمتع بحضور جماهيري كبير؟

أستطيع القول أن الفن التشكيلي شهد تحقيق طفرة كبيرة خلال الفترة القليلة الماضية، حيث أصبح الجمهور يتمتع بقدر عال من الوعي جعله يحرص على متابعة الفعاليات التشكيلية، إلا أن الجمهور في مجتمعاتنا الشرقية مازال يبحث عن الصورة الواضحة والتي لا تعتريها أشكال الغموض التي قد تكتنفها الأعمال الحداثية المعقدة، حتى يصبح مؤهلاً لاستقبال الأصعب، وعلينا عدم التعجل في ذلك الأمر، وبلا شك فإن أكثر ما يسعدني خلال معارضي أن أرى الجمهور المتحيز لهذه النوعية من الأعمال، يستطيع تفهم أعمالي والتفاعل معها، وأعتقد أن دورنا كفنانين جذب الجمهور للمعارض التشكيلية والمساهمة في الارتقاء بتذوقه الفني شيئاً فشيئاً، فالفن الحديث لا يكون إعجازاً إلا إن كان معبراً ويحمل معنى ورسالة واضحة.

من almooftah

اترك تعليقاً