20729232_1960870360798151_4313867329108944877_n

حول الديوان السوري المفتوح
لانا قاسم
عندما يمتزج حب الوطن بأرقى الكلمات وأعذبها فنحن أمام تحفة فنية نادرة تحمل في طياتها الابداع والفن والصدق وهذا ما سيكتشفه القارئ لدى إبحاره عبر صفحات الديوان السوري المفتوح الذي تم توقيعه مؤخرا في مديرية ثقافة حمص
الديوان السوري المفتوح الذي أسسه الشاعر حسن ابراهيم سمعون وأنجزه بعد جهود طويلة استمرت ثلاث سنوات لاقى نجاحا متميزا وتقديرا كبيرا من قبل الأدباء والمهتمين
الديوان السوري المفتوح يختلف بفكرته وغايته عن كل الأنطولوجيات والسير والتراجم التي تجمع وتفهرس وتحلل بعد وفاة الكاتب, أو بعد حدوث الحوادث التي تناولتها بسنوات, أو ربما بقرون..
الديوان السوري المفتوح يتناول الحدث أدبيًا ببعد تأريخي ورؤيا توثيقية قبل أن يزوّر الوضّاع ما يحصل..
وتبرز قيمته من خلال حالة التوثيق التي يتميز بها الديوان عن غيره وهذا الحشد الادبي من الأدباء على ساحة الوطن العربي عموما وبالمشهد الثقافي السوري خصوصا فهذه الأقلام التي تعد بالمئات تعاهدت وتكاتفت للنضال بسلاح الكلمة والدفاع عن سورية وهويتها ودورها التاريخي والحضاري وتمسكها بنهج المقاومة
ومن القيمة المضافة لهذا الديوان استثماره الايجابي والبناء لهذا الفضاء المفخخ بالتقنيات التكنولوجية واستغلالها لصالح الدفاع عن سورية ضد هذه الحرب المجنونة التي تشن عليها
ويقبل الديوان أي عمل أدبي يشارك في عشق سورية الحضارة والتاريخ والهوية ويدعم صمود جيشنا العربي السوري جيش الشعب بعد أن يستوفي الشروط الفنية واللغوية لكل لون أدبي وأن يتضمن توصيف الحالة السورية الراهنة و رصد إرهاصاتها السياسية والعسكرية والاجتماعية والنفسية والمادية إضافة الى الإشادة ببطولات شعبنا وجيشنا تحت راية علمنا الوطني
وأكد الشاعر حسن سمعون مؤسس الديوان أن الفكر لا يرد عليه إلا بفكر ونحن نعمل على نشر فكر سوري تنويري يبدد جحافل الفكر الظلامي الدخيل
ولعل أعظم الأفكار وأروعها تولد من رحم الأزمات والمحن و أنا كأي سوري يرى وطنه جريحا تشن عيه أقذر الهجمات من قوى تكفيرية و ظلامية من الطبيعي أن أفكر كيف أستطيع أن أقاوم و أدافع عن بلدي فكانت الفكرة
وتابع عند الأزمات يجب أن يستنفر الفن كله للدفاع عن الوطن والانسان ويبذل أقصى جهده لإيصال رسالته الى العالم
الديوان السوري المفتوح , هو عمل أدبي تطوعي ملتزم بالحالة السورية الراهنة , وغايته الدفاع عن سورية ضد ما تتعرض له من أقذر أنواع التآمر والتخريب والتدمير وتوثيق ما يحصل بشكل أدبي ,وإظهار الدور السوري التاريخي في القضايا العربية والعالمية والثقافية والفكرية والحضارية ,والإشادة ببطولات جيشنا العربي السوري صاحب الفضل الأول بالمحافظة على الشعب , والدولة بعـَلمِها وسيادتها,وخطها المناضل والمقاوم ضد قوى الهيمنة والاستكبار
وهو عمل فريد من نوعه نجد فيه مئتي شاعر يكتبون وبخمسة أجناس أدبية مختلفة تفعيلة وعمودي ونثر وقصة قصيرة وقصة قصيرة جدا حول موضوع واحد فهذا يعطي فرادة للديوان من حيث الشكل والمضمون
جرى حفل توقيع الديوان بحضور رسمي وشعبي ومن أبرز الحاضرين المهندس دمر العلي نائب المحافظ الذي هنأ الشاعر سمعون على هذا الانجاز الفريد من نوعه واعتبره عملا أدبيا من نوع خاص خلد المرحلة التي يمر بها وطننا تخليدا مقدسا للأجيال المتعاقبة عمل ينمو في رحم زمان نازف ويحفظ وجدان امة انهكتها النوائب والهموم
بدوره العميد حسن أحمد قال أن يقف اللسان في محراب الشعر يؤدي صلاة التمجيد للحروف بعد ان يمجد خالقها
والروعة في فعلة الشاعر حسن انه استطاع التقاط اللحظة والاشتغال عليها ففي الحرب تشحذ السيوف وتشرع الاسنة وتتزنر الحروف من هذا المنطلق انبرى شاعرنا عندما أدرك الخطر المحدق بوطن الأبجدية الاولى ووضع نفسه مع زملائه الادباء المشاركين في الخندق الاول بعد ان استجمع قوى الحرف شعرا ونثرا من أكثر من قطروشكل بهم سدا أدبيا يدرأ به الهجمة البربرية على وطننا
الشاعرة رحاب رمضان قالت بالنيابة عن الدكتور نزيه بدور أن الديوان ينشر ثقافة الجمال ليوفر الابداع الأدبي المعاصر ويعطي اللغة العربية رسما حضاريا
ويواجه الفكر الظلامي ويعكس وجه سورية الحضاري

الشاعرة غادة اليوسف قالت ان الديوان السوري المفتوح جاء ليؤكد أن سورية ستبقى رسالة المحبة والسلام وهو سجل يحمل هوية انسانية ووجدانية على الرغم من تفاوت المستويات الأدبية في الديوان
واختتم حفل توقيع الديوان الشاعر حسن سمعون بكلمة تضمنت عدة قصائد منها قصيدة باللهجة المحكية بعنوان سوري أنا وقصيدة بعنوان طل الفجر وثالثة بعنوان نذور مؤجلة ورابعة بعنوان هكذا وصى الشهيد نقتطف منها
إن شئت تكريمي فإليك وصيتي
أمي وعائلتي أمانة راحل
فارفع لهن جناح عيش فاضل
واحفظ لأنجالي طريقي وابتدي
موضحا أن هذه الحرب فرضت على المجتمع السوري إرهاصات وقوانين جديدة وفي ظل هذه القوانين ولدت فكرة الديوان الذي يحتوي مفردات الحرب والرصاص والشهداء فهو يوثق ما جرى ويجري في سورية

من almooftah

اترك تعليقاً