ناصر أبو عفرا: ملامح التراث تنبض بروح الأصالة

داليا بسيونياستطاع الفنان التشكيلي الإماراتي ناصر أبو عفرا عبر تجربته الغنية تقديم أعمال مميزة من البيئة الإماراتية، حيث تحفل لوحاته الفنية بتناغمات بصرية وقوة لونية عميقة الإحساس، موظِفاً إمكاناته الإبداعية في خدمة الهوية الوطنية التي يستلهمها من رموز التراث الإماراتي، فخبرته الفنية لأكثر من 15 عاماً في مجال الفن التشكيلي ومواهبه الاستثنائية تتغنى بريشة فنان عشق التراث فعبر عنه من خلال لوحات فنية وبصرية مفعمة بثراء الألوان الفلكلورية، توثق التاريخ والثقافة من جهة، وتجمع بين العناصر الخاصة بالبيئة المحلية من جهة أخرى، وتعزف ألوانها بحرفية على أوتار لوحات أجادت حكايات تروي عن تراث الإمارات، ومؤخراً فاز أبوعفرا بجائزة تشجيعية عن أفضل عمل فني لأبناء الإمارات في الدورة الـ 24 من جائزة العويس للإبداع عن لوحته «ألوان السعادة»، يتحدث أبوعفرا لـ«البيان» عن فوزه بالجائزة وعن رحلته المثيرة في ربوع الفن التشكيلي، حيث يرى أن ملامح التراث تنبض بروح الأصالة.

ذاكرة الماضي

كيف توفق بين خطواتك التراثية ولوحاتك المعبرة عن لغة العصر في حداثته وألوانه ورمزيته؟

أردت من خلال أعمالي وحنيني لذاكرة الماضي، أن أقص حكاية المكان كما اختزنته في ذاكرتي، فاتجهت إلى رسم الواقع بأدق تفاصيله لأعبر عن التراث وحياتنا الماضية، فالتراث عنصر جذب في لوحاتي سواء كان للمتلقي المحلي الذي تربطه صلة وثيقة بهذا التراث، أو للمتلقي الأجنبي الذي يبحث عن تاريخ المكان والتراث العريق، ومن يلاحظ في رسوماتي اتجاهي الدائم في رسم البيئة المحلية بتفاصيلها المدهشة باستخدام الألوان الزيتية وألوان الأكريليك التي تعطي حرية في التعبير، وتبرز المشهد المرسوم برونق خاص.

إنجازك لأعمالك هل يسبقها مرحلة التخطيط أم حالة انفعالية تدفعك لبلوغ الفكرة ؟

أحياناً تكون الفكرة مختمرة تماماً في ذهني فأقوم برسمها وبكل تفاصيلها على اللوحة، وأحياناً أشعر بأني أحتاج إلى أن أحمل الريشة وأبدأ في الرسم بدون أن تراودني أي فكرة، ربما تكون مجرد حالة انفعالية، ولكن في هذه الحالة تحديداً لا أعرف متى ينتهي عملي باللوحة فأحياناً أستمر أرسم فيها لأشهر عديدة.

جائزة العويس

تحدث عن لوحة «ألوان السعادة» الفائزة في جائزة العويس للإبداع بجائزة تشجيعية؟

حصلت هذا العام 2017 علي جائزة تشجيعية عن أفضل عمل فني لأبناء الإمارات في جائزة العويس للإبداع، وأنا حريص علي المشاركة في الجائزة بشكل سنوي، فالفنان يحتاج دائماً إلي جهة متخصصة لتقييم أعماله، ولقد استطعت الحصول علي المركز الأول في جائزة العويس للإبداع عام 2013 كأفضل عمل فني لأبناء الإمارات، كما حصلت علي المركز الثاني عام 2006.

موهبة وفكرة

عندما ترسم تخاطب نفسك أم تخاطب جمهورك، ومتى تنتهي تجربة الفنان التشكيلي، فمثلاً الكاتب عندما يظن أنه لم يعد لديه ما يقوله للآخرين يشعر أنه انتهى، برأيك ما هي نقطة النهاية عند الفنان التشكيلي؟

أنا أرسم للجمهور، وفي كل عمل أسأل نفسي هل سيتقبله الجمهور، ومن وجهة نظري أنا أستطيع التحكم بالفكرة واللوحة ولكني لا أستطيع التحكم بالمتلقي، والموهبة لا تنتهي فهي هم يومي لا يفارق الفنان، ومن واقع تجربتي الفنية منذ أن بدأت الرسم لم أتوقف عنه حتي الآن، وعندما دخلت العسكرية كنت أرسم في غرفتي في المعسكر.رسالة الفنان

يقال إن المبدع يحتاج للحرية للتعبير عن خياله ودواخله بدون قيود فما تعليقك؟

الفنان ابن بيئته، وإنني أسعى إلى التوثيق من خلال أعمالي الفنية، وقد لاحظت بعد رحلاتي إلى الغرب، تركيز الفنانين على توثيق تاريخهم وثقافتهم من خلال الأعمال الفنية، فالعمل الفني يجب أن يتضمن رسالة فنية هادفة، كما يجب أن يتمتع بقوة التأثير في الناس.

مشاركات

شارك الفنان الإماراتي ناصر أبو عفرا في العديد من المعارض الفنية المحلية حتي وصلت إلى 50 مشاركة محلية، أغلبها تزامن مع مناسبات وطنية واحتفالات خاصة، كما لديه 6 مشاركات بمعارض خارجية في القاهرة وبودابست ومسقط، وعن مشاريعه الفنية المستقبلية أكد أبوعفرا أنه يحضر حالياً لمعرضه الشخصي ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني. وفقا لما نشر بصحيفة البيان.

 

من almooftah

اترك تعليقاً