التخيل عند المراهق… هل هو انعكاس لواقعه ..ومتى يصبح مشكلة ?!

 


آنا عزيز الخضر

المراهقة – المرحلة الانتقالية ما بين الطفولة ومرحلة الشباب ترافقها تغيرات نفسية وفيزيولوجية وسلوكية وجسدية وهذا كله ينعكس على علاقة المراهق مع واقعه ومحيطه تعاملاً وارتباطاً وتفهماً,

حيث يجمع المتخصصون والمهتمون على أنه يسيطر على عقل المراهق في هذه الفترة ما يسمى التخيل ذلك الذي يعتبر المرآة الحقيقية العاكسة لما يعيشه من مشكلات واحتياجات ورغبات وطموحات وميول أو انكسارات, ما دام ذلك الخيال يدور في الحد الطبيعي , سألنا أكثر من مراهقة عن هذه الحالة ثم توجهنا بالأسئلة عن التخيل للاختصاصي الاجتماعي ليقدم رأيه وكيفية توجيه( التخيل)عند المراهق بالشكل الإيجابي .‏

يعكس مشكلات وواقع المراهق‏

> يقول المراهق/ش-ح/ بصراحة أحلم أن أتجاوز مرحلة الطفولة وأرد على كل ما يزعجني,إذ أتخيل نفسي في مركز قوة لا أحد يتطاول علي لامن أخواتي ولامن أهلي ولا معلمي وأحياناً أتخيل نفسي شخصاً مشهوراً ومعروفاً وناجحا ً لا يتجرأ أحد على إزعاجي وسأسبب الندم لكل من عاملني بطريقة سيئة إن كان في المدرسة أو في البيت .وبهذا التخيل أخرج من إزعاجاتي وأتخلص منها كما أنها تجلب لي الراحة النفسية,وأحياناً ذلك يحفزني للدراسة لأنها ستساعدني للوصول إلى مرحلة القوة هذه لتحقيق ما أريد.‏

> أما المراهق/ح-س/ يعيش أحياناً في خياله بعيداً عن الواقع الذي يسبب له الحرمان فيقول: أتخيل إنني أحصل على ما أفتقده في الواقع,فتمنحني تخيلاتي ما يبخل الواقع به علي بالحصول على أشياء أرغبها مثلي مثل أقراني الذين يدللهم أهلهم ويحققون لهم ما يريدون من أمور ترفيهية إن كانت مادية أو معنوية ,ثم أفكر بيني وبين نفسي أن ذلك بسبب وضع الأهل المادي وأعود للواقع ولا يشكل عندي ذلك أي مشكلة وأعتبر بأن الوضع سينصلح يوماً.‏

رأي الاختصاصي‏

هذه التخيلات سألنا عنها المرشدة النفسية وعن الحالات العديدة التي يعيشها المراهق بجوانبها المختلفة ,إضافة إلى كيفية توجيه التخيل بالشكل السليم فكان اللقاء مع المرشدة النفسية الآنسة-منال غريب- حيث قالت: يستطيع المراهق القفز فوق حواجز الزمن والمكان وتجاوز حدود قواه الخاصة ومد قبضته بحيث تطول ما يعجز عن بلوغه في واقع الأشياء, إذ يمكن له عن طريق التخيل أن يتجاوز مخاوف الحياة اليومية وأن يحقق مطامحه ويستضيء بنور الأهل,ويطلق ساقيه للعيش بحرية ,كي يبتعد عن ظلم الناس وجبروتهم ,فتخيلات المراهق ليست وسيلة للهروب من الواقع ومن واقع مؤلم أو خادم لشهوات المراهق بل تؤدي العديد من الوظائف التي تفيده في تسيير أمور حياته – فالمراهق يكافح في تخيلاته بدرجات متباينة ليجابه المشكلات المرتبطة بحياته وتحدي الظروف ,ويعمل على تحقيق المطالب الراهنة التي يفرضها واقعه المحيط به وذاته النامية المتعطشة وتبعاً لذلك فإنه يرسم- التخيل- سلسلة طويلة من التوقعات والآمال والمطامح التي يخططها المراهق لمستقبل حياته.‏

دور الأهل والمدرسة‏

وعن دور الأهل والمدرسة تتابع الاختصاصية حديثها حول تفعيل التخيل بالشكل الجيد فتقول: دور الأهل ضمن مجتمع الأسرة والمدرسة ضروري بحيث يلعب دوراً إيجابياً في توجيه خيال المراهق التوجيه الصحيح, ولا ننسى نصائح المرشد عبر الجلسات الإرشادية الجماعية والفردية في المدرسة للاستفادة من التخيل عند المراهق بالتخلص من مشكلاته في حياته اليومية من جهة, ومن جهة أخرى رسم صورة المستقبل بشكل جميل يستغل المراهق فيها قدراته ويدخل الحياة العملية ساعياً من خلال واقعه لتحقيق أحلامه, فمثلاً نرغب الطالب ونقول له تخيل إنك كبرت وشاهدناك معلماً أو طبيباً أومهندساً فنحاول توجيه تفكيره كي يعمل في الواقع لتحقيق رغباته وميوله.‏

أما حالات التخيل الأكثر من الطبيعي تعتبر حالة مرضية يجب التعامل معها بطريقة مختلفة عبر مراحل علاجية خاصة وعديدة لسنا بصدد ذكرها.‏

وأخيراً : لابد من التأكيد على أهمية خلق الأرضية الصلبة عند المراهق من خلال توجيهه نحو إشغال وقت الفراغ عنده في اتجاهات تناسب ميوله وهواياته المحببة والقيام بالأنشطة العديدة الرياضية وغيرها,فالمهم إبعاده, عن قضاء وقت طويل بمفرده وإشغال وقته بما يفيده لترقية إحساسه بالشكل الصحيح من جهة وتنظيم التخيل بشكل يكون فيه طبيعياً وضمن وظائفه المنطقية بالنسبة للمراهق.‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

لماذا تشتد أحلام اليقظة في المراهقة ؟

تزداد قدرة المراهق على التخيل ويتجه من المحسوس الى المجرد ويبدو ذلك واضحا في كتابة المذكرات الشخصية وفي أحلام اليقظة وتنشط أحلام اليقطة بشكل واضح في هذه المرحلة حيث يسرح المراهق بخياله إلى آفاق الخيال فيحلم أنه لا عب مشهور تهتف له الجماهير أو أنه حقق درجات علمية عليا وحقق شهرة واسعة في مجال تخصصة وأنه أصبح محط الأنظار وتختلف طبيعة الأحلام بين الجنسين فبينما يحلم الفتيان بالبطولة والمغامرة و…. تسيطر الأحلام الرومانسية على المراهقات .

تزداد قدرة المراهق على التخيل ويتجه من المحسوس الى المجرد ويبدو ذلك واضحا في كتابة المذكرات الشخصية وفي أحلام اليقظة وتنشط أحلام اليقطة بشكل واضح في هذه المرحلة حيث يسرح المراهق بخياله إلى آفاق الخيال فيحلم أنه لا عب مشهور تهتف له الجماهير أو أنه حقق درجات علمية عليا وحقق شهرة واسعة في مجال تخصصة وأنه أصبح محط الأنظار وتختلف طبيعة الأحلام بين الجنسين فبينما يحلم الفتيان بالبطولة والمغامرة و…. تسيطر الأحلام الرومانسية على المراهقات .

وتشتد أحلام اليقظة لكثرة المشكلات والأماني وكثرة تطلعات المراهقين و حاجاتهم حيث يلجؤون الى تحقيق إلى تحقيقها عن طريق أحلام اليقظة ويمكنهم من ذلك نموهم العقلي حيث يسمح لهم بالهروب بعيدا في عالم الخيال وتؤدي أحلام اليقظة ما دامت في حدود المعقول وظائف التفريغ الإنفعالي والهروب من الضيق والتوتر حيث يحلم المراهق بأنه أصبح نجما رياضيا أو اجتماعيا فيحقق ذاته ووجوده من خلالها وليست تخيلات المراهق سوى وسيلة للهروب من التوتر فقط بل أن المراهق يواجه من خلالها المشكلات والاحتياجات والأماني التي يهدف إليها فيضع الحلول الخيالية لها ويعتمد على تحقيقها في الواقع وفي الواقع أن أحلام اليقظة حلول غير واقعية للمشكلات والإحباطات فلا يجب التمادي بها إلا اذا كانت هذه الأحلام بداية لحلول واقعية فكل الإختراعات والأماني ابتدأت بالاحلام ….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

المراهق .. هذا المخضرم في عالم الخيال .. ؟؟
دراسة الحياة الخيالية للمراهق و أحلامه .. توضح الكثير من الأمور الهامة في شخصيته ..
فالتخيلات و الأحلام .. و بما تنطوي عليه من رغبات .. و بما تتضمنه من الحيوية و صعوباته في
التكيف .. إلا أن الحياة الخيالية للمراهق تتسم بالغنى و التنوع و الغموض .. و نادرا ما تسمح
للملاحظ الخارجي بمراقبتها و كشفها .. لذا يعمد علماء النفس إلى استخدام العديد من الطرائق
و النظريات في دراستهم لهذه الظاهرة و تحديد سياقها النمائي و وظائفها و دورها في تحقيق
التكيف النهائي .. !!
و لمراهق مخضرم في عالم الخيال .. إذ أنه .. بوصوله المراهقة .. إنما يكون قد عبر عددا من
المراحل التي تسهم في نمو القدرة على التخيل .. فمنذ الطفولة المبكرة يعلم الناشئ التعامل مع
صور الأشياء ذاتها .. كما يمتلك في ذهنه صورة ما عن الفعل _ يتخيل الفعل _ قبل أن يقوم
بآدائه .. و قد يستغرق المراهق في خياله إلى درجة يعجز معها على التمييز بين ما هو خيال ..
و ما هو واقعي .. و قد يغرق بعض المراهقين طوال يومهم في مسلسل قصصي لا ينتهي لحوادث
لا تمت بصلة إلى الواقع .. كما قد يكون للمراهق ” رفيق ” آخر يعيش داخله بحيث يعجز هو
نفسه عن معرفة الطبيعة الخيالية للكثير من خواطره .. !!
و من المعلوم أن الصغار بتحركهم من الطفولة إلى المراهقة يفقدون الكثير من القدرة التي تمكن
بعضهم من الاستغراق في التخيل النشط الفعال .. إذ أن نمو الوعي و وقائع الحياة .. و التجربة
الفردية للصغير تطرح جميعها اشارات الاستفهام حول جدوى تخيلاته .. و يغدو من الصعب على
الناشئ أن يفقد ذاته في الحياة غير الواقعية التي توفرها تخيلات المراهقة .. !!
مع ذلك فإن للمراهق العادي خيالا غنيا يستمر في تحقيق بعض الوظائف و الأغراض التي سبق
لتخيلات الطفل تحقيقها .. و يتجلى ذلك خاصة في ضرب من المغامرة الجريئة .. ومن الانسحاب
اللذين يشكلان أسلوبا للتعامل مع مشكلات الحياة .. !!

 

من almooftah

اترك تعليقاً