غلاف الكتاب (من المصدر)شارك في إنجازه 32 كاتباً وكاتبة

أسطورة الكتابة: كتاب يُنقذ طفلاً

حجم الخط |

تاريخ النشر: الإثنين 19 يونيو 2017

عبير زيتون (رأس الخيمة)

في الوقت الذي لا يزال العالم العربي غارقاً في حروبه ومجاعاته، يحمل الجهل على كتف، وعلى الآخر فاقته. غافلاً عن طفولة مهددة، إما يتماً، أو تشرداً، أو جوعاً، حيث لا قانون يحميها، ولا جغرافيا تؤويها، ولا تعليم يرسم مستقبلها. في ظل هذه الفوضى العارمة بحق طفولة أوطاننا… هل يمكن لكتاب أن ينقذ طفلاً؟ وماذا يمكن لمن يمتهن الكتابة أن يفعله بحق جراح الطفولة، وإعادة البسمة إلى وجوهها، وربما إعادة رسم ملامح مستقبلها؟

هذه الأسئلة لم تكن عصية على فكرة كتاب «أسطورة الكتابة: كتاب يُنقذ طفلاً» الذي شارك في إنجازه 32 كاتباً وكاتبة من أنحاء الوطن العربي ممن اختاروا نسج جهودهم، وتطويع أفكارهم ورسم قناعاتهم في طوق نجاة على شكل رسائل موجهة لإنقاذ الطفولة المعذبة في كل مكان من هذا العالم الشاسع عبر الكلمة الأمل والتفاؤل. يخاطبونه، يتحدثون إليه بلغته، عما يمكن للقراءة والكتابة أن تفعل، وما يمكن للمعرفة أن تنقذ. يحدثونه فيها عن الجمال الكامن في طيات المعرفة، وعن ذاك الشغف الذي يتشكل بالسؤال مع كل سطر من القراءة، ودور القراءة والكتابة في إنقاذ حياتنا، عبر قيم الجمال في القراءة والكتابة والمعرفة.

وعن سؤال لماذا يمكننا أن نكتب لطفولة معذبة؟ تجيب مقدمة الكتاب الذي يقع في 176 صفحة وتبنّت فكرته وتوزيعه «الدار العربية للعلوم ناشرون» على أن يتم رصد أرباحه للإنفاق على تعليم أطفال عرب شردتهم الحروب، بالقول: «يمكننا أن نكتب لأن ثمة أطفالاً بحاجة للمعرفة، فهي نافذة النور الوحيدة التي بإمكانها أن تمسح زاوية من هذا الغبش، ونحن نعرف كم هي المسافة شاسعة بين الفرصة المتاحة، والفرصة التي تظل حلماً بالنسبة لطفل عربي لا ذنب له في حروب الكبار، ضاعت ملامح حاضرهم ومستقبلهم في دوامة العنف.

وفي رسالة شارك بها الكاتب والشاعر سلطان العميمي وحملت عنوان «الكتابة أنقذتني» قال العميمي حول القراءة والكتابة: لقد عشت حياة جديدة مع كل كتاب قرأته، ومع كل معلومة قرأتها، واستفدت منها، وأدركت قيمة الكتابة وأهميتها، وأدركت أن مساحة من الجهل في داخلي تم مسحها لتحل محل مساحة من الضوء.

ويتابع قائلاً: لقد أنقذتني القراءة من الضياع، ومن تسليم عقلي وأفكاري لمن لا يحترم ذاتي وإنسانيتي واحتياجاتي الحقيقية، فعندما دخلت عالم القراءة امتلكت عيون الآخرين ونظرت من خلالها إلى الحياة من زوايا عديدة، مررت بأحاسيسهم وأنقذني الكثير من الكتب من الوقوع في فخ الحزن، وألقت بي كلمات كتاب كثيرين في بحور من السعادة والأمل والتفاؤل.

وفي رسالة «شاعر عربي إلى طفل ما» كتب عبدالله العريمي يقول: احمل قلبك ورؤيتك المضاءة بقناديل المعرفة، واخلق بلاداً للبلاد، لا شيء يحدّ من امتدادك الإنساني، فالمعرفة والكتابة والفنون جميعها كائن كوني لا يحمل جواز سفر، ولا أوراق ثبوتية. إن المعرفة يا صديقي هي القانون الإلهي الأول، وبداية الإنسان على الأرض كانت بسؤال دائم باحث عن إجاباته، إن هذا البحث عملية لا متناهية، فكل شيء ينمو ويتطور بشكل مستمر، وكل معرفة لها قوانينها المعبرة عنها، والتي يمكن استثمارها لخدمة الإنسانية بمقدار ما تحمله من حب للإنسانية.

أما الكاتب والشاعر إبراهيم نصر الله فكتب تحت رسالة «كتاب لي وحدي» يقول «ما زلت أقرأ كما لو أنني ذلك الطفل قبل أكثر من أربعين عاماً، وأحس بالحاجة نفسها إلى كتب جديدة، لأني بحاجة لأن أعرف أكثر، لأنني على يقين أنني لست هنا فقط في المكان الذي أنا فيه، بل إنني هناك أيضاً على الضفاف الأخرى لهذا العالم.

وتحت عنوان «رسالة لمن أريده قارئاً» كتب الروائي أمير تاج السر يقول: «كانت القراءة هي علف الذهن فعلاً، وكنا نطاردها، ولا نمنحها أي فرصة لتطاردنا هي، كنا جوعى للمعرفة، واستمر معنا الجوع حتى كبرنا، وما زلنا جوعى إلى الآن، نبحث عن كل ما يمكن أن يشبع الذهن ولا يشبع.

 

 

من almooftah

اترك تعليقاً