الأغاني الملحمية.. توثيق بالألحان لتاريخ الأكراد

 

نضال يوسف

الخميس 24 تشرين الأول 2013

 

يعتمد الفن الغنائي في منطقة “عفرين” على الأغاني الملحمية التراثية التي انتقلت من جيل إلى آخر شفهياً.

حول الفن الغنائي الملحمي في منطقة “عفرين” مدونة وطن “eSyria” التقت الفنان التراثي “عدنان عمر” وذلك بتاريخ 13/10/2013 فتحدث قائلاً: «الأغنية الملحمية هي العمود الفقري للفن الغنائي والموسيقي في منطقة “عفرين” وهي من أكثر الفنون الغنائية المحببة لدى الأوساط الشعبية.

من وظائف هذا النوع من الفن الغنائي أنه ساهم بشكل كبير

تكبير الصورة

في توثيق تاريخ “الأكراد” من مختلف النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وذلك بشكل شفهي بسبب عدم وجود آليات التدوين والكتابة منذ مئات السنين».

وأضاف الفنان “عدنان عمر” معرّفاً الملحمة الغنائية “الكردية”: «الملحمة تتضمن جميع عناصر القصة والرواية من أشخاص وأحداث متشعبة ومعالجة حدث اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي معين ضمن بيئة جغرافية واجتماعية وسياسية معروفة، وأهم ما يميز الملحمة عن الأنواع الأخرى من الفنون الغنائية هو أنها تأتي دائماً بمأساة ولا تتحقق النتيجة الطبيعية والبديهية فيها فمثلاً في ملحمة “ممو وزين” المعروفة في التراث الكردي تنتهي الملحمة بمأساة حقيقية حيث يموت في خاتمتها العاشقان “ممو” و”زين” دون أن يتحقق مرادهما في الزواج».

وتابع: «من أبرز مؤدي الأغاني الملحمية في منطقة “عفرين” تاريخياً أذكر: “حموش كورك” و”جميل حسن كري” من قرية “آشكان شرقي” و”إبراهيم تركو” من قرية “جقلي جوم” و”حس نازي” و”عبدي شعري” من قرية “نازا” و”عمر جملو” من قرية “غزاوية” و”محمد علي تجو” من قرية “دير صوان” و”جميل هورو” من قرية “سعرينجك” و”رشيد معم جوجان”

تكبير الصورة
جميل هورو -فنان ملحمي

من قرية “كوتانا”.

ولا أنسى أيضاً “محمود برازي” من قرية “أرندة” و”محمد علي بدل” من قرية “كفر دلي” و”حج نايف” من قرية “أبين” و”سيدي برازي” و”مشي بكا بور” من “عين العرب” اللذين كانا يأتيان إلى مضافات الأغوات في المنطقة لأداء أغانيهما، ويذكر أن الفنون الغنائية الملحمية كانت ذات ألحان شجية وتراثية معقدة برع في أدائها عازفون تراثيون معروفون في المنطقة وفي مقدمتهم الفنان المرحوم “آديك”».

وحول الظروف التي كان يؤدي فيها هؤلاء المغنون أغانيهم الملحمية قبل الثمانينيات من القرن الماضي قال: «لم تكن المسارح والمقاصف موجودة في تلك الفترة لذلك كان هؤلاء المطربون يقدمون فنونهم الغنائية في مناسبات اجتماعية معروفة مثل الأعراس التقليدية على بيادر القرى وفي مضافات “الأغوات” حيث يجتمعون في سهرات الليالي الشتوية الطويلة ضمن حفلات غنائية تحاورية فنية شيقة».

وعن أهم الملاحم التي مازالت تُغنى في المنطقة قال “عدنان عمر”: «هي كثيرة ويتجاوز عددها 50 ملحمة ومن أهمها: “جبلي”، “دلال”، “ممي آلان”، “فتاح بك”، “صالح بك”، “سيامند وخجي”، “صالحي ناسو”، “حسين

تكبير الصورة
إبراهيم تركو -فنان ملحمي

زلي”، وغيرها العشرات».

الدكتور “محمد عبدو علي” الباحث في تراث وتاريخ منطقة “عفرين” تحدث عن الأغنية الملحمية في المنطقة قائلاً: «كانت الفنون الشعبية عموماً تقدم في مناسبات عديدة بل إن القرويين قبل فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم يبتدعون المناسبات للفرح والترفيه عن النفس منها الأعياد والأعراس التقليدية ووجود الضيوف ومناسبات طهور الأطفال والأيام المشمسة التي تلي هطول الأمطار التي كانت بمثابة يوم عطلة للفلاحين».

وأضاف: «تنقسم الأغاني الكردية في منطقة “عفرين” عموماً إلى قسمين: الأغنية الملحمية والأغنية الإيقاعية الخفيفة.

بالنسبة إلى الأغاني الملحمية فهي عبارة عن أغان طويلة ذات نصوص معروفة تمتزج فيها البطولة بالقيم الإنسانية بالحب والأسطورة والتاريخ، وليس بوسع أي كان أداء الأغاني الملحمية فهي تحتاج إلى صوت قوي وذاكرة جيدة وقدرة كبيرة على التحمل إضافة إلى الموهبة لأن أداءها يحتاج إلى ساعات طويلة من الغناء والكلام المحكي وعلى كل مغني ليصبح مقتدراً على الغناء أن يجيد أربع أغان رئيسية تعتبر أمهات الغناء الملحمي الكردي الطويل وهي: “ممو وزين” وهي سلطان

تكبير الصورة
الفنان التراثي عدنان عمر

الغناء الملحمي الكردي و”دلال” وهي مفتاح الغناء و”سيامند وخجي” و”طيار”».

 

من almooftah

اترك تعليقاً