الروائي المغربي مبارك ربيع: الرواية أمّ الإبداع الأدبي

الروائي المغربي مبارك ربيع: الرواية أمّ الإبداع الأدبي

قال الكاتب والروائي المغربي مبارك ربيع: إن الرواية هي الفن الإبداعي الأشمل والأوسع الذي بمقدوره استيعاب أشكال كثيرة من الكتابة وفنون أخرى، مثل الشعر والمسرح والسينما.

وقال ربيع “الرواية تبدو لي هي أم الإبداع الأدبي… تستطيع أن تستوعب الرواية أشكالًا مسرحية وسينمائية بأساليبها، وكذلك الملحمية وكذلك الأسلوب العلمي المباشر، وما شئنا من الأساليب تستطيع الرواية أن تمثله وقد حاولت ذلك في كثير من رواياتي وكان إلى حد ما ناجحًا.”

وأصدر ربيع (81 عامًا) خمس مجموعات قصصية وعشر روايات، آخرها (خيط الروح) التي وصلت شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي للقائمة الطويلة لفرع الآداب بجائزة الشيخ زايد للكتاب.

وعن تصنيف النقاد لأعمال كثيرة من إنتاج ربيع بأنها تندرج تحت مسمى “الكتابة الواقعية” قال الكاتب المغربي، أمس الإثنين، في ندوة (أصوات مغربية) التي أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب “صُنفت رواياتي من بعض النقاد في مرحلة من المراحل بأنها كتابة واقعية. هناك واقعيات عديدة بقدر ما هناك من كتاب يمكن أن يوسموا بالواقعية، علاوة على أن هذا التصنيف هو تصنيف نقدي أكاديمي لكن الكاتب عندما يكتب لا أظن أنه يريد أن يكون واقعيًا أو غير واقعي.”

وأضاف “المشكلة في الإبداع هي كيف تقول.. كيف تعبر.. وليس ما تعبر عنه. لذلك فالواقع مهما كان يجب أن يُنقل روائيًا وبكيفية تجعله عملًا إبداعيًا من حيث زاوية الرصد.. من حيث طريقة التناول.. من حيث اللغة.. من حيث رسم الشخصيات.. إلى غير ذلك لكي تجعل منه عملًا روائيًا حيًا، أي عملًا قد يكون فيه شيء من الواقع ولكنه واقع جديد.”

واستطرد قائلًا “هناك أشياء نقبلها في العالم الروائي لكن لا نقبلها في الواقع الحي، كما عندما نكون في مشاهدة فيلم سينمائي هناك أشياء سينمائية نشاهدها باعتبارها مشاهد للعرض لكن ليس بالضروري ربطها بالواقع. عندما نقرأ الرواية فنحن في عالم روائي وليس في عالم واقعي مهما كانت المتشابهات والظروف.”

وأكد ربيع أن الرواية لا تخلو من أطروحة فكرية، لكن هذه الأطروحة الفكرية لا تقال مباشرة أو بالطريق المباشر أو الطريقة التي يتحدث بها الناقد حسب منهجيته في نقده، أو الأكاديمي وهو يقدم درسه، لكنها تقدم في قالب روائي.

وقال “أرى على الخصوص بالنسبة لتجربتي وبالنسبة لما أقرأ – وهو أيضًا جزء من تجربتي – أنني أنجذب دائمًا للأطروحة الفكرية التي في الرواية وهو ما يعطي للقراءة كما للكتابة عدة مستويات.”

 تجربة شخصية

وعن عاداته في الكتابة وكيفية تعامله مع نصوصه قال ربيع “أستطيع أن أميز بين لحظتين فارقتين في تجربتي الإبداعية.. لحظة البداية ولحظة التنامي الروائي.”

وأضاف “في اللحظة الأولى أنت تبحث عن نقطة تبدأ منها وأمامك نقاط كثيرة لا حصر لها.. كيف تختار نقطة البداية. هذا يتكرر في كثير من المقاطع، فعندما ينتهي مقطع من الرواية وتبدأ مقطعًا جديدًا أنت تحتاج إلى نقطة بداية جديدة.”

وتابع قائلًا “مرحلة التنامي عندما تحس في وسط الكتابة أن هناك شبه هجوم عليك من أفكار أو شخصيات أو مشاهد، وحينها ليس هناك مرجعية، إنما المسألة ترجع إلى الحدس والتقدير الفني والسلطة التي يتمتع بها كل مبدع في أن يختار هذه البداية وأن يختار هذا المسار وهذه الشخصية أو هذا المنظور أو هذه الزاوية.”

ويقول ربيع إنه ليس مع النهايات المحددة أو “اليقين” في العمل الروائي، وإنما يهوى ترك الباب مفتوحًا ولكن بدون متاهات، معتبرًا القارئ شريكًا أساسيًا في العمل الإبداعي.

ومضى يقول “هذا يتيح فرصة للاستنتاج والتكملة ويجعل من القارئ مؤلفًا ثانيًا أو شبه مؤلف لكي يضيف من عنده ويحس بأنه يشترك في هذا العالم.”

وأضاف “الرواية ليس من الضروري أن تقدم أجوبة بقدر ما يتيح العمل الروائي عرض المشكلة ، وليس أيضًا من الضروري أن تكون النهاية مغلقة أو العمل في ذاته مغلقًا على فكرة معينة.”

وكان ربيع أصدر رواية (حب فبراير) في طبعة أولية بالقاهرة عام 2014 ثم في طبعة ثانية في المغرب، وتحدث فيها عن الحراك الشعبي بالشارع مطلع عام 2011 ومزجه بمشاعر الحب التي تنتعش في شهر فبراير شباط من كل عام مع حلول عيد الحب.

ويحل المغرب ضيف شرف الدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يستمر حتى العاشر من فبراير شباط القادم تحت شعار “الشباب وثقافة المستقبل”.

من almooftah

اترك تعليقاً