بمناسبة عيد الإذاعة السورية العريقة السبعون :

مذيعات سوريات بين الماضي والحاضر(منقول)

كنت في بحث عن موضوع في غوغل فوجدت هذا الموضوع، ابتسمت وأنا اقرؤه.
سوريات لا يَصلحنَ حتى طبّاخات .. !
مع أنغام عذبة مقتطعة من أغنية ( بقطفلك بس هالمرة ) لفيروز, كان صوت المذيعة الرائعة ” نجاة الجَمّ ” يتسرّب إلى القلوب بأمل يوميٍّ متجدد منتظر ليعلنها أن ( مرحبا يا صباح ) فتتربع في وجدان كل من عاصرها من جيلينا لتبقى علامة أصالة فارقة في صباح إذاعة دمشق كما العلامات الماسيَّة المتميزة الأخرى لتلك الفترة الراحلة بحللها القشيبة وفسيفسائها العزيز ، لم يكن للإسفاف من مكان ، ولم تجد البلادة والغباوة والمحسوبية حينها ثغرات تنفذ منها بشكل وقح فج إلى ميادين الأدب ومنابر الكلم لتتجرأ من بعدها كي تقفز بلزوجتها وبلاهتها نحو الناس في بيوتهم عبر الشاشات التلفزيونية وتعمل كعمل السوس في الأبنوس ! سقى الله أياما خلت بأصوات مضت لذكرى انقضت أسست فينا ركائز لغوية ثقافية وجمالية عبر أدوات بسيطة أولى للضخ المعرفي الصوتي المرئي فتشكلت فينا بمرور الزمن الكثير من الخطوط التي أصبحنا نقارن ونوازن الأمور بها ومن خلالها فكلما اقتربتَ من النبع ستنهل القراح وكلما ابتعدتَ ستبتلى بالآسن العكر , كيف لمثلي أن ينسى روعة الحضور المهيب لمذيعات سوريات رائعات كسعاد دبَّـاح ، مريم يمـق ، سناء الريس وفاطمة خزندار وغيرهن ، المسألة لم تكن تتعلق قط بواجب وظيفي يختزل في إطلالة إذاعية أو تلفزيونية أبدا ، بل كانت تتعلق بتميز وتفوق وإبداع ، ولو قارنا إمكانيات الأمس بثروة إمكانيات اليوم من قنوات معرفية كثيرة لعل أبرزها وأسرعها هو ( الإنترنت ) وآلات التصوير والنسخ والطباعة والصورة والفيديو والمواد الفلمية الجاهزة والمراجع المتوفرة بيسر ما بعده يسر وعبر لمسة كومبيوترية ومحركات البحث الكثيرة ووسائل الاتصال الخارقة كالهواتف المتحركة وكل ما قد يلزم لإنجاح أي عمل تلفزيوني أو إذاعي ، لجاز لنا عبر هذا القياس أن نحصل على نتائج خارقة للعادة تصب في خانة جيل مذيعات اليوم ولصالحهن بالتأكيد من حيث سهولة الحصول على المادة التي تتبع أي برنامج مدرج . لنتخيل كيفية صناعة حلقة تلفزيونية أو إذاعية لبرنامج ما كيف تتم ؟ من الواجب أن نعلم بأنه فيما مضى لم تكن من آلات نسخ وتصوير ، بل آلات كاتبة مع أوراق كانت تسمى أوراق كربون ، ثم يتم تدقيق الأوراق من بعد طباعتها أو كتابتها باليد ، وقبل ذلك لا بد من الاستعانة بمراجع كثيرة يثق بها ، كما تكمن الصعوبة في بعض الأحيان بالحصول على تلك المراجع من أماكن متعددة ومكتبات متفرقة كبرى أو حتى بجهد شخصي بما يخدم فكرة البرنامج ويخرجها في أفضل صورة ، بالإضافة إلى أخذ النصح من استشاريين أو استشاريات ، ثم تدريبات ذاتية ومع مجموعة العمل ، وقبل أي شيء لا يجب أن ننسى بأننا نتحدث هنا عن مذيعة تلامس في بعض الأحيان بثقافتها وتمكنها ولغتها مستوى الأديبة ، لقد كان البرنامج يمر عبر سلسلة طويلة من الإجراءات المرهقة المكثفة ، لكنها مع ذلك تأتي مغلفة بجهد وحب للعمل بمدفوع من الأمانة والصدق والاحترام . أسأل نفسي في كثير من الأحيان عندما أطالع مذيعات التلفزيون السوري وحتى كثيرات من مذيعات القنوات الأخرى هذا السؤال : ( يا هل ترى ، ما هو الكتاب الذي قرأته هذه المذيعة بالأمس أو هذا الأسبوع أو هذا الشهر ، وربما هذه السنة ؟ ) وإن فعلت وقرأته ، فبأي لسان كان ذلك وأي روح وما هو محتواه وما هي قيمته المعرفية ؟ بكل صراحة ، فأنا لا أتخيل مذيعة منهم تقدم على خطوة كتلك إلا لضرورة ملحة جدا تتعلق بمسألة ( أكل العيش ) ولن أثق بأنها ستفهم ما قرأت بالطبع بشكل كامل. قد يتبادر لذهن سائل ما أن يطرح إشكالية الربحية في الفضائيات وبأن ( الجمهور يطالب بذلك ) أي يطالب أن يباشر صباحه بمطالعة وجه أنثوي متكامل ولذلك لا تتردد المحطة التي يهمها جذب الزبائن من أن تحضر للسادة المشاهدين وجها طافحا بالجمال وخدا أسيل وشفاه كولاجينية مفعمة تناطح وتنافس شفاه انجلينا جولي ، بعيون تخترق الشاشات ولابأس بوفرة سليكونية في أماكن أخرى يعلمها أهل الحل والعقد والرأي والمشورة ! فتخرج المذيعة في حلتها تلك إلى سوق النخاسة من المنتظرين لتقدم نشرة جوية يتابع فيها ( الزبون ) المهتم تفاصيل جينز العارضة وحركاتها وقفزاتها وزينتها ، ولا ننسى بأنها تعلم بأنها إنما قد وظفت لهذا الأمر الذي يتعلق بمناخ الذكر في البيت لا بمناخ الجو في السماء ! أو لعلها تقدم للجمهور المتعطش ذاته برنامجا ( تسخيفيا ) أو نشرة أخبار تنقل فيها الفواجع والمواجع بوجه يماثل باربي هو من صنع ديفينورا أو ماك أو كريور لينسي المشاهد ( هذا إن اهتم للخبر ) تلك الآلام والأتراح . المسألة تتعلق بالتأكيد بالكم والكيف ، أي أن بعض الفضائيات تسقط حسابات الثقافة وسعة الإطلاع والمعرفة وحسن الإلقاء وإجادة اللغة والتمكن من الصنعة على حساب الشكل الخارجي كما أسلفنا ، فما بالكم بفضائية كالسورية في كثير من برامجها في زمننا هذا لا تقدم لا هذا ولا ذاك ( لا وجه جميل ولا ثقافة ناعمة ) فالوجوه التي تعرض وكما قلت فيما مضى هي بمجملها مصفرة كما الخريف تحاكي بعض المومياوات التي لم تكتشف بعد ولم ينفض عنها الغبار ، فهن في تقلب دائم بين تقليد المقلد بشكل مضحك وفاشل أو استعراض لملابسهن وماكياجاتهن الفاشلة بشكل يؤكد مقولة أن العطار لا يصلح ما أفسده الدهر ، أضف إلى ذلك هجرانهن عن قصد في كثير من البرامج الحوارية للغة العربية برصانتها التي اعتدناها في الجيل الذي ذكرناه في البدء لتحل عوضا عنها لهجات مائعة تحت ذرائع واهية لا منطقية ، والحقيقة تكمن في أنهن عاجزات عن التكلم بها والمخرج من ورائهن والمعد أيضا ليسا بأفضل حال منهن ، فعندما يتقادم زمن يغيب فيه صناع الحرفة الأوائل من الأمينين على تلك الصنعة من أساتذة أعلام أجلاء كيحيى الشهابي أو وجيه السراج ، بل حتى كقامات تركت بصماتها باقتدار من خلال برامج لا تزال في أعماقنا ورواد كبار من أمثال محمود الخاني وبرنامجه مجلة الشعب ، موفق الخاني وبرنامجه من الألف إلى الياء ، أحمد زين العابدين وصوته الجهوري ولغته الفصيحة الرائعة من خلال نشرات الأخبار ، ميسر سهيل والكوكب المعجزة ، مروان صواف وعالم من ورق ومن بعده إذا غنى القمر ، محمد قطان وبرنامج مع الهواة ، خلدون المالح ولمساته الجميلة ، مهران يوسف ووقاره ، عدنان بوظو وسحره وغيرهم ممن تضيق مساحة المادة بهم كثير . بعد تلك الصورة المعتمة التي قدمت بعض لمحاتها والتي تعكس حال كثير من مذيعاتنا الرائعات أضحيت على ظن يقارب اليقين بأنهن بعد أن فشلن في تعلم التغريد سيفشلن حتى في تعلم الطبيخ !.

Mayssa Nassri

من almooftah

اترك تعليقاً