yasin alrouzouk.jpg555

ياسين الرزوق

ياسين الرزوق: المرأة في الشرق مخلوقة خالقة كي تُعتق لا كي تُستعبد 

المرأة في القواميس العربية بدأت من الجاهلية دون نقاط ارتكاز حتَّى بدأ أبو الأسود الدؤلي يؤرِّخُ للغةٍ صنعت عورات النساء منذ نقطته الأولى و ما قبلها و عندما تتوالى الصفحات الدينية من كتابٍ إلى كتاب يغدو مفهوم المرأة العربيَّة شائكاً يصعب اختراق طبيعته الهلاميَّة و يستحيل طمس الرؤى التي تضع هذا المفهوم على مفترقات الحقيقة المُرَّة التي فُطِمَ عليها العقلُ الذكوريُّ العربيُّ الشرقيّ من ازدواجيَّةٍ  صارخةٍ إلى وجوهٍ مُقنَّعةٍ يفرِّج بها الذكر عن شهواته و يسخِّرُ النَّص الدينيَّ لنزواته النابعة من سعيه إلى تَمَلُّك المرأة لا إعتاقها و إلى تجهيلها لا تعليمها و إلى تعميتها لا تثقيفها و إلى محاولة تسطيحها لا توعيتها و ها هي آية التملك و الخطاب وحيد الاتجاه في سورة النور “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”و في حديثٍ نبويٍّ صححه الألباني في صحيح الترمذيِّ “المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ” و من هنا نتساءل :

إذا كان جسد المرأة عورة فلماذا تتسابق الفنون إلى تبنِّي لوحته التي تتراوح ما بين الوضوح المطلق و السريالية شديدة الغموض

و لماذا أكاليل الجمال تُكلَّل بها المرأة كلما كشفت شبرها الخائف و أعتقته من خوفها و من حشمتها بينما الرجل يبقى فاقعاً مهما فعل فمن أعطاه الانفلات المطلق في الفعل و ردِّ الفعل ؟!!

لماذا يرضى الفكر المؤدلج دينياً و عقائدياً بتعري المرأة في الدار الآخرة يوم البعث و الحساب و يوم الحور العين و يعتبره دنيوياً صورة تثير الشهوة و الاشمئزاز في آنٍ معاً ما بين كبتٍ مُتربِّص و تحفُّظٍ أو تعصُّبٍ متكدِّسٍ.؟!…….

لماذا أتى النبيُّ الكريم و قال عن امرؤ القيس الذي و صف المرأة مبيِّناً أدَّق تفاصيل الجسد أنَّه في النار بينما لم يمنع أصحابه من أدلجة الديانة باتجاه غرائزهم فغزوات الغنائم و السبايا دليل على شرعة الغرائز و عندما تداول الخلفاء ملك اليمين كانت يسارهم تُخبِّئ شهادتها المطلقة يوم القيامة بما تفعل يمينهم الغليظة ؟!!

الأجوبة تكمن في مصلحة السلطة بتنمية القطيع الغرائزيِّ بعيداً عن التفكير بتداول السلطة أو حتَّى التفكير بتبديل الدين و الاعتناق و من يخالف و تثبت عليه الرِّدة يستتابُ بالإجبار ليعود خوفاً من قطع الرَّأس و هذا ما جعل النفاق شائعاً كثيراً في الإسلام الدنيويِّ لا الروحانيِّ الذي بحجة الضبط و الحلول و الخوف من الوقوع في المعصية تدخَّل في أدقِّ تفاصيل الحياة الإنسانيَّة و نرى في بعض الآيات القرآنيَّة تناقضات صارخة فواحدة تجعل المرأة سكنى و مستقر للرجل المتشرِّد في أصقاع الأرض و الشهوات و هي تخلق فجأةً من نفسه المتضرعة و من ضلع آدم مع أنَّها هي الوَلَّادة و الرجال يقبعون تسعة أشهر في رحمها عند بدء تكونِّهم !!” وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “و أخرى الرجل فيها هو القاضي و الآمر الناهي و القوَّام “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا”   و حتى أنَّ العقوبة بدأت بمنطلق غرائزي شهوانيِّ و كأنَّ المرأة تُساقُ حتى جنسياً تبعاً لمزاج الزوج القاضي العادل ” !!

جرائم الشرف تفصح عن نفسها و تأخذ طابعاً شرقيَّاً حينما تهبُّ النخوة في الرؤوس الفارغة إلا من نكسات النواميس التي تُعبِّرُ عن وجه الشرق البائد و عن استعباد الأنثى التي استمر وأدها من الجاهليَّةِ إلى الإسلام

فلا بدَّ أن تُطلق المرأة من عتقٍ إلى عتق  في سبيل أن نخرجَ بالشرق من أضيق البوَّابات و أكثرها عسراً ألا و هي عقدة الدين و المجتمع المزدوج و أعراف الآباء و الأجداد و فطرة الاعتناق المسبق !!

و هنا نقول إن فرج المرأة أو جسدها الذي أنزل ما أنزل من لقطات الحياة مُقدَّرٌ عليها أن تحبسه عن الحياة نفسها بحجَّة الشريعة المُذكّرة و العورات الدينية التي جعلتها ناقصة عقلٍ و دين ٍ و قالت لها أنَّ للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث و أن شهادة الرجل بشهادة اثنتين و كأنَّ الكيان الأنثويِّ في المنطقة العربيّة و المشرق مجبولٌ على الدراما السياسيّة التي آثرت جعل المرأة سلعةً تعلو أسهمها التاريخيَّة بالخنساء و خولة بنت الأزور و تتهاوى أسهمها الدينية ب بينظير بوتو و الشيخة موزة و غادة شعاع فهل من شعاعٍ يخرج العقل العربيَّ الذكوريَّ من أنفاق الظلمات ؟!!

أَلا فلتسمع المرأة الشرقية نداء الشاعر السوريِّ (ياسين الرزوق __ زيوس ):

تعرَّيْ ثمَّ ذوقي حشمة الخوفِ ….. فَمِنْ هذي الديانة علَّةُ النزفِ !!

من almooftah

اترك تعليقاً