محاورة علمية وبحثية ترصد خصائص الموسوعات العمانية وأهميتها في إثراء المكتبة العمانية

محاورة علمية وبحثية ترصد خصائص الموسوعات العمانية وأهميتها في إثراء المكتبة العمانية

مسقط ـ الوطن:
أقامت الجمعية العمانية للكُتّاب والأدباء أمس الأول، بمقرها بمرتفعات المطار، ندوة احتفائية بعنوان “الموسوعات العمانية.. أهميتها المعرفية في إثراء المكتبة العمانية”. الندوة التي قدمها الدكتور محمد بن حمد الشعيلي تحدث فيها أربعة باحثين عمانيين قدموا أربعة محاور علمية تفصيلية، وهم الباحث خميس بن راشد العدوي الذي تحدث عن محور علمي لخص تجربته الشخصية مع الموسوعة العمانية وإخراجها للمتلقي في صورتها النهائية وهنا اشار العدوي إلى تحديد آلية عمل الموسوعة الذي يتجاوز أربعة إصدارات حسب قوله، مضيفا أن الموسوعة العمانية هي ليست أول ولا آخر موسوعة خرجت وستخرج للقارئ وإنما هناك موسوعات علمية عمانية سبقتها وجاءت بعدها موسوعات أخرى كموسوعة المانجو على سبيل المثال.
وتحدث العدوي عن البدايات مع الموسوعة العمانية عندما طلب في ذلك الوقت من قبل الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي والمهندس عاصم السعيدي لوضع مداخل عن مدينة بهلا، وعلمائها حيث عمل العدوي على إيجاد 12 مدخلا مع إضافة 2 آخرين، لتصبح 14 مدخلا، كما مرت الموسوعة بالكثير من المحطات وعمل قراءة خاصة لها تكونت من 100 صفحة مع إضافة التفاصيل وتمحيص بعض المعلومات. مشيرا العدوي أن القائمين على الموسوعة واجهوا تحديا كبيرا ألا وهو إخراجها في الوقت المقرر لها والسبب يعود لإشكاليات ظهرت في الصياغة اللغوية، حيث تم تشكيل فريق علمي لتجاوز هذا الإشكال وكان الدكتور حسين العبري ممن كان لهم الأثر الإيجابي في ذلك. وأشار العدوي أن كل مشروع في الحياة لا يخلو من هفوات أو سلبيات وهي التي واجهتهم في بناء الموسوعة العمانية تتمثل في جمع المواد العلمية وتصنيفها والعمل على إعادة صياغتها إضافة إلى البحث والتقصي عن كل التفاصيل التي يُراد لها أن تكون في هذه الموسوعة.

أما الباحث محمد بن عامر العيسري فقد قدم محورا حول (التأليف الموسوعي في عمان .. كتاب الضياء للعوتبي نموذجاً)، فقد اشار في بداية حديثه أن ظهور التأليف الموسوعي ـ وفقاً لما وصل إلينا ـ كان في القرن الثالث الهجري بكتاب محمد بن محبوب (ت:260هـ) الذي يروى أنه يقع في سبعين سفراً، ثم كتاب الخزانة المنسوب إلى نجله بشير بن محمد بن محبوب في سبعين سفراً. وفي القرن الخامس ظهر كتاب الضياء للعوتبي في 24 جزءاً. موضحا أن كتاب الضياء للعوتبي يمتاز عن غيره من التآليف الموسوعية الباقية ـ التي تعود إلى القرون الأولى ـ بأن مادته أكثر تنوعاً بين فنون المعرفة، كما أن المؤلف قد أكثر من النقول اللغوية والأدبية، خلافاً للتآليف الأخرى التي طغت عليها مسائل الفقه مجردة عن الأسلوب الأدبي. على أن المؤلف ينتمي إلى المدرسة الرستاقية التي سلمت أغلب كتبها من زيادات الفقهاء والنساخ إلا قليلاً، وهذا الأمر ينسحب على كتاب الضياء الذي لا نجد فيه من النقول كما نجده في كل من بيان الشرع والمصنف والكفاية، رغم أن المؤلفين جميعاً قد عاشوا في ذات الحقبة الزمنية أو مع تقارب بينهم، بالنظر إلى تباين الآراء حول زمان العوتبي. ويشير أن العوتبي قد وقف على خزائن للكتب قد لا تكون وفرتها عند غيره من السهل اليسير، وتنبئ عن ذلك مصادره الكثيرة في موسوعة (الضياء)، ويمكن أن تقسم تلك المصادر من حيث موقع العوتبي (الموطن والهوية) إلى مصادر عمانية وغير عمانية.
وتحدث الباحث فهد بن علي السعدي وضمن محور مفصل عن موسوعة “التأريخ السياسي والعلمي للسويق والمصنعة” من الفكرة إلى الطباعة، وذهب بقوله إلى التعريف بالموسوعة، وأهمّ محتوياتها من الجزء الأوّل إلى الجزء التاسع، متناولا المراحل التي مرّت بها في التأليف، والصعوبات التي واجهها الباحث في كلّ مرحلةٍ. كما سلّط الضوء على أهمّ الأسباب التي من أجلها كانت هذه الموسوعة، ومن أهمّها عدم وجود مصادرَ وافيةٍ تتناول تأريخ الباطنة تفصيلًا. مع ذكر المصادر والمراجع التي استقى منها الباحث موسوعته، وهي تتجاوز ألفي مرجعٍ، أغلبها مخطوط.
أما الباحث محمد بن عبدالله السيفي فقد تحدث من خلال محور بحثي علمي عن موسوعة (السلوى في تاريخ نزوى)، واشار بقوله إن هذه الموسوعة خرجت في السنة المنصرمة من قبل وزارة التراث والثقافة العُمانية 2015 م بمناسبة الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية، وتحدث عن هذه الموسوعة من خلال ثلاثة أبواب، الأول التعريف بالسلوى وبداية فكرة التأليف وأسبابها والصعوبات والمراجع المعتمدة وأهميتها في مجلدات وأجزاء الكتاب، أما الباب الثاني فكان عن مواد الكتاب العامة والتفصيلية موضحًا الأرقام والإحصائيات الإنتاجية للعمل الذي قام به السيفي. أما الباب الثالث فجاء ليتحدث عن التوصيات التي تتعلق بالموسوعة وآفاق العناية بها بعد صدورها. ففكرتها بدأت منذ سنوات تفوق العشر إضافة إلى أن ختيار موضوع الموسوعة جاء لأسباب، وهي اعتبار مدينة نزوى من المدن التاريخية العُمانية المهمة، وتوافر المعلومات وسهولة تدوينها وكثرة السؤال والطلب من الباحثين والمهتمين عن بعض التواريخ والآثار والأعلام المتعلقة بمدينة نزوى. واعتمد السيفي في جمع مادة هذا الكتاب على تقليب آلاف المخطوطات حيث لجأ إلى دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة معتمدا على أكثر من 600 مخطوط، إضافة إلى مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي باعتبارها تحتضن كثيرًا من المخطوطات، ومجموع المخطوطات التي استفدت منها لصالح السلوى قرابة 500 مخطوط.
وفي نهاية الندوة فٌتح باب النقاش حول العديد من النقاط من قبل الحضور التي تناولت خصوصية هذه الأعمال الموسوعية إضافة إلى الاقتراحات المتنوعة التي جاءت من الحضور.

من almooftah

اترك تعليقاً