تونس ـ رويترز:
تتأرجح رواية “شجرة الزقوم” للكاتب التونسي سعيد الساري بين مرارة الحياة وغواية الموت ليعالج جدلية الجهل والمعرفة وثنائية الحكمة والخطيئة والجسد والروح وعلاقة الأنا بالآخر بأسلوب جذاب يبدأ واقعيا وينقلب خيالا. وفي الرواية التي جاءت في 174 صفحة من الحجم المتوسط وصدرت عن دار الاتحاد للنشر والتوزيع يستدعي الكاتب التونسي خياله ليبني حصنا حصينا يمنع تسرب الموت عبر شقوق الجهل أو يبني سدا ضد تدفق جهل بالحياة يغوي بالموت. وفي حبكته الروائية وظف الكاتب الخرافة والخطابة والشعر بلغة مليئة بالرموز والإيحاءات. يستدرج الساري القارئ بهدوء وسلاسة لتتبع خيوط علاقات متناقضة ومتشابكة ومتنافرة عبر قصة تبدو واقعية لكنها لا تخلو من الإيحاءات ثم تتسارع الأحداث فتصب في أتون الخيال وعالم الجنون ولكن بحبكة سردية محكمة.
يقول الساري “تراوح الرواية بين الواقعي والخيالي. إنها رواية تبدو واقعية وتنتهي في الخيال بلا حدود للزمن وتثير جملة من القضايا الوجودية مثل ثنائية الموت والحياة واغتراب المثقف خاصة والإنسان عموما في واقع يغرق في بحر من الجهل والأنانية.” وتحكي الرواية قصة البطل (عقيل) ويبدو من الاسم الذي اختاره الكاتب للتعريف به في بداية الرواية “اسمه عقيل هو رجل أحسن الإنصات فأحسن الكلام” متعقلا يحمل الحكمة أو أنه الحكمة بذاتها.يقول “كان لعقيل جليس يدعى عاطف وقد بدا كأنه يحاول أن يخرجه من عزلته أو لعل فضولا كامن فيه يدفعه إلى معرفة ما في نفس الرجل.”
الرواية مليئة بالرموز والإيحاءات وتتناول قضايا وجودية واجتماعية ونفسية بأسلوب أدبي مميز.