شغف الموزاييك
نجاة بلحاتم – عدسة: بسام الزغبي
«فن الموزاييك يشبه الحياة . قطع صغيرة ترص الواحدة بجانب الأخرى ولا يظهر بناؤها إلا عندما تنتهي»، هكذا يصف عبد الحميد سباهي شغفه بهذا الفن الذي يرجعه المؤرخون للقرن الثامن قبل الميلاد والذي ارتبط في أصوله بحضارات البحر الأبيض المتوسط من الآشوريين إلى البيزنطيين مرورا بالإغريق وأخيرا بروائع الحضارة الإسلامية لا سيما في الأندلس. 

في البداية ترك مهنة الهندسة المعمارية التي درسها وعمل بها في ألمانيا، ليسلم أشرعة حياته لميوله الأول والأخير، الفن، الذي تجسد في اكتشافه للموزاييك. أسس سباهي، الذي ولد لأم ألمانية وأب مصري، جاليري ومدرسة للموزاييك هناك وأقام معارض . ثم قاده حبه لهذا الفن لترك كل شيء هناك والقدوم إلى مصر عام 2013 ليبدأ من جديد. وكأن هذا الشغف بفن الموزاييك أعاده إلى منابعه. «فن الموزاييك عبارة عن لحظة تأمل» يقول سباهي، وهذا التأمل يريد أن ينشره وأن يشاركه مع آخرين عبر التدريس والتدريب والعرض .

 

 

 

 

 

 

لهذا السبب ربما عاد هذا الفن القديم في أوج الحداثة، للحياة عبر فنانين مثل سباهي وكأنها طريقتهم لإعادة الإنسان إلى إنسانيته عبر لحظات تأمل. أما هو فقد أعطى لهذا الفن في أعماله بعدا حداثيا ومعماريا أساسه الضوء والمنظور.

من almooftah

اترك تعليقاً