https://scontent-frt3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xlf1/t31.0-8/

https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtl1/t31.0-8/

يقول كوردون گريگ “أن جذور المسرح تعود إلى الرقص والحركات الصامتة“، نعم فكم من موقف صامت أبكى أو أضحك جمهورا وكان بمثابة حياة ناطقة بأكملها“.
أول ظهور للمسرح الصامت كان في عهد المصريين القدماء، وغالبا عندما لا يحضر الملك معركة كان يقوم بهلوانات البلاط بالتمثيل الصامت أمامه ليشرحوا تفاصيل المعركة عبر تأدية حركات تقليد ورقصات بغرض التعبير“، كما عرف هذا الفن أكثر على أيدي اليونانيين، الذين طوروه وقاموا بتأديته على المسرح عن طريق عروض كبيرة.
حمص مدينة الحب والحرب كما أطلق عليها خلال فترة الحرب السورية المستمرة، لطالما كانت منتجة للحب والفن والتميز، فالمدينة التي وصفت ببلاد الضحك قبل سنوات الأزمة، غدت مدينة حزينة تبتسم بخجل للحياة، ومنها باتت تنبع المواهب والفنون والإبداعات الجديدة.
وفي حمص، مشروع “خوابي” الثقافي والذي أسس في سنوات الحرب، وأعضائه هم أبناء هذه الأزمة، عاشو أحداث مدينتهم ودخلت في تفاصيل حياتهم اليومية، بدأ بإرسال أولى موجات الحب ومعالجة قضايا الحرب بالصمت أوبالفانتوميم.
قدم فريق خوابي المسرحي عرضه الأول “إيحاءات” في المركز الثقافي في مدينة مصياف بعد تعب دام لشهور، كونها التجربة الأولى لأفراد الفريق على المسرح .. المسرحية“ إيحاءات“ التي عرضت في مصياف ستأخذ طريقا أوسع من خلال عرضها في أكثر من محافظة سورية.
وعرض “ايحاءات“ يصنف من نمط الكريوغراف أي الأداء الحركي، المعتمد على لغة الجسد الخالي من لغة الحوار.
وتم دمج نوعين من المسرح في العرض، الأول مسرح خيال الظل، والثاني مسرح الأداء.
كانت مدة العرض 40 دقيقة، و العرض عبارة عن لوحات إيحائية تجسد الواقع السوري من خلال شاشة خيال الظل، والتي من خلالها تم تسليط الضوء على مشاكل المجتمع السوري من (فقر و تفكك أسري و طلاق و تسول ومخلفات الأزمة بشكل عام).
والكلمة ل مخرج العمل المسرحي “خالد محفوض“ يقول: “تم تسليط الضوء على شاعرين من بلدين عربيين هما (محمود درويش ومحمد الماغوط) وتظهر قصائد للشاعرين أثناء العرض، تحاكي الحب والأرض ومرارة مانعيشه، وظهورهم بالعرض إشارة إلى أن المبدعين لا يموتون، ولكن بالنهاية نكتشف أنهم لم يستطيعوا بثقافتهم وإبداعهم حل تلك المشاكل، نهاية العرض تتوج بزواج عاشقين وهجرة العاشق خارج البلد وترك عروسته وحيدة تصارع وتتحمل أعباء المستقبل“.
شارك في العرض 10 ممثلين، ويعتبر هذا العرض التجربة الأولى لهم في المسرح.
فيقول“مارسيل مسوح “أحد الممثلين في العرض: “دوري كان العاشق الباحث عن حبيبته بعد فراقهما، وينتظرها حتى نلتقي بالمشهد الأخير وبليلة الزفاف، أضطر للهجرة بسبب الظروف“. وعن تجربته في المسرح كونها الأولى، يقول: “كانت تجربة رائعة واكتسبنا الخبرة منها، واستفدنا منها للعروض القادمة، فنمتلك الثقة أكثر ونكون منسجمين مع عالمسرح“.
العرض بشكل عام يعبر عن مشاكل المجتمع التي كانت نتيجة الأحداث في سوريا والفوضى التي ترتبت نتيجة هذه الظروف، من زوجة تركت زوجها،ل الأب السكران الذي يمارس العنف على عائلته، فتقول لجين حمدان إحدى الممثلات المشاركات في العرض: “نرى في العرض أن محمود درويش ومحمد الماغوط سابقان لعصرهما و كتبا عن الأحداث المجتمعية الحالية، لكن ما كتباه لم يغير شيئا من الواقع، ففضلا العودة إلى القبر والموت عوضا عن هذه الحياة.
وتتابع “حمدان“ :أنا جسدت عدة شخصيات خلف الظل، وبالمشهد الأخير أمام الظل معاناة فئة من نساء المجتمع اللائي فقدن أزواجهن، سواء بالموت أو الهجرة“.
وتقول الممثلة كارين خوري :“مثلت دور زوجة الرجل (السكران)، والتي تعاني من عدم مبالاته وفقدانه الشعور بالمسؤولية اتجاهها هي وابنتها، وممارسة العنف عليهما، كما جسدت دور في مشكلة هجرة الشباب، ومثلنا أنا وصديقاتي لمشاكل المجتمع المنتشرة”.
وعن تجربتها لأول مرة في المسرح تقول كارين: “كانت تجربة حلوة كتير …عطتني دفع كبير…لأني كفي بهاد المجال، لما لواحد بيكون عندو رغبة ليوصل …و في مين يساعدو و يدعمو …أكيد بيكون مصيرو النجاح“.
المسرحية قريبا ستعرض في مسرح دار الثقافة بحمص، والعرض إهداء لأرواح شهداء خوابي ( عزيز سليمان – روز طعمة).
تقرير :  هبة رمضان
مشروع خوابي الثقافي

من almooftah

اترك تعليقاً