سعاد حسني ( 1942 – 2004 ) سندريلا الشاشة العربية

 

بقلم أحمد الخميسي – في ذكرى رحيل سعاد حسني سندريلا السينما العربية
أحمد الخميسي
دكتوراة في الأدب الروسي عضو المجلس الاستشاري لديوان العرب
في ذكرى رحيل سعاد حسني
بقلم أحمد الخميسي
يوافق 21 يونيو ذكرى رحيل سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، وقد رأيت سعاد وأنا في العاشرة من عمري . كانت في الخامسة عشرة أو أكثر بقليل، فتاة نحيفة عليها فستان متواضع جدا، ويشع من وجهها نور هاديء مثل شمس من خلف سحابة. كان ذلك عام 1958، وكان والدي الشاعر الفنان عبد الرحمن الخميسي قد أنشأ في ذلك الوقت فرقة مسرحية باسمه، وكنتُ عنده في مكتبه بشارع الجمهورية حين دعاه زوج والدة سعاد حسني لزيارتهم، ولم تكن تلك الفتاة النحيفة على البال . سألني والدي: أتأتي معي؟. هززت رأسي أن نعم. وذهبنا. كان البيت يقع غير بعيد في حي “الفوالة” الشعبي. منزل بسيط تماما كذلك الذي تظهر فيه الأسر الأقرب للفقر في الأفلام المصرية. ولم يكن هناك أحد سوى أمها السيدة “جوهرة” التي تشبهها سعاد كثيرا وزوج أمها. وبعد قليل دخلت علينا فتاة صغيرة بصينية عليها أكواب شاي، وقدمتها إلينا والدتها بقولها “سعاد”. قلبت لنا السكر في الأكواب ثم جلست صامتة على طرف كرسي. لا أذكر الآن ما الذي قالته بالتحديد إن كانت قد قالت شيئا، أذكر فقط حضورها الطيب اللطيف الذي يأسر القلب بدون كلام . أذكر أيضا قلقا غريبا كان يومض في عينيها من وقت لآخر كأنما هي طفل وحيد حرم من الحنان والطمأنينة طويلا ولم يجد من يفضي إليه بعذابه. بعد قليل تأملها والدي وقال “هذه الفتاة نجمة”!. دهشت مما قاله، وكنت أعرفه مجاملا يغدق على الآخرين أفضل الصفات. وما إن انصرفنا من عندهم حتى سألته “تقول نجمة؟ حقا أم هي مجاملة؟ “هز رأسه وهو شارد وغمغم” لا والله يا إبني هذه البنت نجمة حقيقية كبيرة”.
فيما بعد شرعت سعاد تتردد على مكتب والدي، وتحضر بروفات مسرحية “هاملت” التي كان يعدها لفرقته واستقر رأيه على أن يمنحها دور” أوفيليا ” في العمل. في تلك الفترة التقيت بها أكثر من مرة في مكتب والدي وكنت أقوم بتوصيلها أحيانا إلي بيتهم في الفوالة ونحن نثرثر طيلة الطريق، وأحس وأنا أتكلم معها بتلك الحيرة العميقة والحزن الساكن في روحها برغم ابتساماتها اللطيفة. لم تكن هي النجمة بعد، ولم أكن أنا سوى صبي صغير، أقل منها بخمس سنوات كاملة! وبعد عام واحد، سنة 1959 قدمها والدي في فيلمها الأول “حسن ونعيمة” وكان منتجه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي أصر على رفض تمويل فيلم ببطلين جديدين حينذاك هما سعاد حسني ومحرم فؤاد، لولا تدخل المخرج هنري بركات الذي أقنع عبد الوهاب بأن قصة حسن ونعيمة كانت مسلسلا إذاعيا أنصتت إليه مصر كلها مما سيضمن نجاح الفيلم! وتمسك عبد الوهاب بفاتن حمامة، وتمسك والدي بسعاد، إلي أن وافق الموسيقار العنيد أخيرا، فارتفعت سندريلا الشاشة نجمة مشعة إلي سماء الفن . وظلت سعاد حسني تردد في كل مكان أن الخميسي هو صاحب الفضل الأول في ظهورها وسجلت ذلك في موقعها الرسمي. وحين غادرنا مصر، أنا ووالدي عام 1972، ذهبت سعاد بعد سفرنا إلي الشقة التي كانت تسكن فيها والدتي . جلست بجوارها وفتحت حقيبة يدها وكانت عامرة بالنقود، وقالت لوالدتي “تفضلي يا ماما كل ما تريدين”.
الانطباع الأول بأن ثمة حزنا عميقا يسكن روح الفتاة التي التقيت بها قبل أن تكون نجمة، هو الانطباع الأخير الذي جعل سعاد حسني تلقى بنفسها من شرفة منزلها في لندن في يونيو 2001، لم يستطع لا المجد، ولا المال، أن يمنحها الطمأنينة والحب ولا أن يداوي قلق الطفولة المحرومة من الحنان. وظل في صوتها الذي كان يشبه القطيفة خيط يرتجف حتى النهاية. وفي الغربة توفي الاثنان: والدي أولا عام 1987،وبعده بأربعة عشر عاما سعاد حسني، في الغربة توفي المكتشف، وتوفيت في الغربة من بعده الجوهرة التي ما أن شاهدها حتى قال “هذه الفتاة نجمة”!

صورة معبرة عن الموضوع سعاد حسني

سعاد حسني
من ويكيبيديا
سعاد حسني

اسم الولادة    سعاد محمد كمال حسني البابا[1]
الدولة     مصر
تاريخ الولادة    26 يناير 1943
مكان الولادة    القاهرة، مصر
تاريخ الوفاة    21 يونيو 2001 (العمر: 58 سنة)
مكان الوفاة    لندن، بريطانيا
ألقاب أخرى    السندريلا
سندريلا الشاشة العربية والمصرية
زوزو
سنوات النشاط    1959 – 1991
الزوج    عبد الحليم حافظ
صلاح كريم
علي بدرخان
زكي فطين عبد الوهاب
ماهر عواد
الوالدان    محمد كامل البابا
جوهرة محمد حسن
جوائز    الجوائز والتكريم
المواقع
قاعدة السينما    صفحة الممثل على قاعدة بيانات السينما العربية
تعديل
سعاد حسني (26 يناير 1943 [2][3][4] – 21 يونيو 2001)، ممثلة ومغنية مصرية، لقبت بلقب سندريلا الشاشة المصرية والعربية.

عن حياتها

شهادة ميلادها
ولدت في القاهرة وبالتحديد في بولاق، من أب سوري من أصل كردي وهو «محمد حسني البابا»، وأم مصرية وهي «جوهرة محمد حسن»، وكان لها ستة عشر أخًا وأختًا، وترتيبها العاشر بين أخواتها، فلها شقيقتين فقط «كوثر» و«صباح»، وثماني إخوة لأبيها منهم أربع ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث من البنات، ومن أشهر أخواتها من الأب المغنية نجاة الصغيرة، وقد انفصلت والدتها عن والدها عندما كانت في الخامسة من عمرها، واقترنت الأم بالزوج الثاني «عبد المنعم حافظ» مفتش التربية والتعليم، وفي حضانتها بناتها الثلاث «كوثر وسعاد وصباح»، لم تدخل سعاد مدارس نظامية واقتصر تعليمها على البيت[5].
بدأت التمثيل عام 1959 وحد رصيدها السينمائي 91 فيلمًا منهم أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1959 إلى 1970، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني واحد وهو هو وهي وثماني مسلسلات إذاعية، وكان أول أفلامها في فيلم حسن ونعيمة عام 1959، وآخرها هو فيلم الراعي والنساء عام 1991 مع الفنان أحمد زكي والممثلة يسرا [6].
سعاد حسني في عام 1964
اعتقد الكثيرون أنها تربطها صلة قرابة مع الفنان السوري أنور البابا، إلا أنه لا توجد أي صلة قرابة بينهما، بل كان أول لقاء بينها وبين أنور البابا عام 1963 في منزل الفنان اللبناني محمد شامل[7].

حياتها الفنية
سعاد حسني في مشهد من فيلم حسن ونعيمة
صاحب الفضل في اكتشاف موهبتها الفنية هو الشاعر عبد الرحمن الخميسي، فقد أشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير في دور «أوفيليا»، ثم ضمها المخرج هنري بركات عام 1958 لطاقم فيلمه حسن ونعيمة في دور نعيمة، ثم والت بعدها تقديم الكثير من الأفلام والمسلسلات الإذاعية. وتعتبر أفلام حسن ونعيمة، وصغيرة على الحب، وغروب وشروق، والزوجة الثانية، وأين عقلي، وشفيقة ومتولي، والكرنك، وأميرة حبي أنا من أشهر أفلامها، بالإضافة إلى فيلمها خلي بالك من زوزو الذي يعتبره الكثيرين أشهر أفلامها على الإطلاق لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها في الفيلم وهو «زوزو» [5] كما أنها شاركت مع المخرج صلاح أبو سيف في فيلم القادسية الذي حكا قصة معركة القادسية بالتفصيل. وكانت اخر اعمالها مع موسيقار الكردي المشهور هلكوت زاهر عبارة عن البوم موسيقي و شعري باسم عجبي من رباعياتت صلاح جاهين ومن تاليف الموسيقار الكردي هلكوت زاهر و اداء شعري لي سعاد حسني
زيجاتها
تزوجت خلال حياتها خمس مرات، أولها زواجها غير المؤكد من المغني عبد الحليم حافظ الذي أثاره بعض المقربين منها وأكده بعض الصحفيين المصريين مثل مفيد فوزي صديقه الذي أكد أكثر من مرة أن هي كانت متزوجة من منه وأنه توفي عام 1977 وهي على ذمته، وقال أيضًا في إحدى الندوات في الإسكندرية إنه يحتفظ بمستندات وشريط كاسيت هام لهذه الواقعة ولكنه لايريد استغلال مثل هذه القضايا الشخصية لاصدقائه [8] لكن هذا الزواج كانت لا تعترف بها عائلتها لفترة طويلة امتدت للبعد وفاتها، وفي موقع الإنترنت الذي أنشأته جانجاه شقيقتها قيل إن عائلتها أعترفت أخيرًا بزواجها من عبد الحليم حافظ وأضافته لقائمة أزواجها ليصبح عدد زيجاتها هو 5 زيجات[9] ومن المفارقات أن تاريخ وفاتها 21 يونيو 2001 يطابق نفس يوم مولد عبد الحليم حافظ في 21 يونيو 1929، بعد ذلك تزوجت من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عام، ثم من علي بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان لمدة أحد عشر عامًا انتهت في 1980، ثم تزوجت زكي فطين عبد الوهاب ابن ليلى مراد والمخرج فطين عبد الوهاب لعدة أشهر فقط، أما آخر زيجاتها فكانت من كاتب السيناريو ماهر عواد الذي توفيت وهي على ذمته[5].

وفاتها

توفيت إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن في 21 يونيو 2001، وقد أثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى الآن، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها وليس انتحارها كما أعلنت الشرطة البريطانية، لذلك يعتقد الكثيرون من معجبينها أنها توفيت مقتولة ولكن بعد ثورة 25 يناير والقبض على صفوت الشريف اعاده شقيقتها فتح القضية والمتهم الأول فيها هو صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق[10].

أعمالها

مقالة مفصلة: قائمة أفلام سعاد حسني
لها حوالي 82 فيلمًا، كما مثلت مسلسلاً تلفزيونيُا واحدُا هو هو وهي، بالإضافة لثماني مسلسلات إذاعية.

الجوائز والتكريم

أفضل ممثلة من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 عن دورها في فيلم غروب وشروق.
حصلت على جائزة من وزارة الثقافة المصرية خمس مرات عن أفلام الزوجة الثانية، وغروب وشروق، وأين عقلي، والكرنك، وشفيقة ومتولي.
جائزة أفضل ممثلة من جمعية الفيلم المصري خمس مرات عن أدوارها في أفلام أين عقلي، والكرنك وشفيقة ومتولي وموعد على العشاء وحب في الزنزانة.
جائزة من مهرجان الإسكندرية عن فيلم الراعي والنساء.
أفضل ممثلة من جمعية فن السينما عن فيلم الراعي والنساء.
أفضل ممثلة من وزارة الإعلام المصرية عام 1987 في عيد التلفزيون عن دورها في مسلسل هو وهي.
شهادة تقدير من الرئيس الأسبق لمصر أنور السادات في عيد الفن عام 1979 لعطائها الفني [11].

من almooftah

اترك تعليقاً