فريد شوقى

فريد شوقى

نبيلة صبيح

على الرغم من تنوع الأدوار التي قدمها سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح، إلا أنه أشتهر بأدوار الفتوة والبطل القوى حتى أُطلق عليه لقب “الملك” و”وحش الشاشة ” نظرًا لما كان يتمتع به من قوة جسديه أهلته للعب تلك الأدوار.
إنه الفنان الراحل فريد شوقى الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم ٢٧ يوليو ١٩٩٨ عن عمر يناهز ٧٨ عاما
فنان مصري، اسمه بالكامل “فريد شوقي محمد عبده”، ولد 3 يوليو لعام 1920م في حي السيدة زينب بالقاهرة، ونشأ في حي الحلميه الجديدة الذي انتقل إليه مع الأسرة، حيث كان والده يعمل مفتشًا بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية، حصل على دبلوم من مدرسة الفنون التطبيقية، كما حصل على دبلوم من المعهد العالي للتمثيل.
تزوج الراحل “فريد شوقي” خمس مرات كانت المرة الأولى من ممثلة هاوية وهو لا يزال في الثامنة عشر من عمره، ثم تزوج من محامية ولكنهما انفصلا وتزوج بعد ذلك من الفنانة “زينب عبدالهادي” التي أنجب منها ابنه تدعى “منى”.
أما زواجه الرابع فكان من الفنانة “هدى سلطان” وأنجب منها أيضًا ابنه تدعى “ناهد”، بينما تزوج للمرة الخامسة من السيدة “سهير ترك” التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها ابنتين هما “عبير – رانيا”، وقد سارت ابنته “رانيا فريد شوقي” على خطاه واقتحمت عالم التمثيل، كما تعمل ابنته “ناهد فريد شوقي” كمنتجة سينمائية.
نشأ “فريد شوقي” وسط أجواء من التذوق الفني حيث كان والده صديقًا للكاتب المسرحي “عبدالجواد محمد”، والد المخرج السينمائي “محمد عبدالجواد” سكرتير فرقة رمسيس، وهو الأمر الذي نمى بداخله حب الفن والتمثيل، فانضم إلى فرقة المخرج المسرحي “عزيز عيد” وظل يتردد على مسارح شارع عماد الدين مؤديًا أدوار الكومبارس في فرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني وعلى الكسار.
أول أعماله كان فيلم ملاك الرحمة عام 1946 مع يوسف وهبي، أمينة رزق وإخراج يوسف وهبي، ثم قدم فيلم ملائكة في جهنم عام 1947 إخراج حسن الإمام ثم توالت أعماله بعد ذلك.
ومع بداية الخمسينات بدأ يغير جلده نوعاَ ما ليقدم شكلاَ آخر للبطل بعيدا عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولى من مسيرته في أفلام مثل قلبي دليلي عام 1947 إخراج أنور وجدي، اللعب بالنار عام 1948 للمخرج عمر جميعي، فيلم القاتل عام 1948إخراج حسين صدقي، غزل البنات عام 1949 إخراج أنور وجديوغيرهما من الأفلام التي أدي فيها أدوار صغيرة كلها تدور في إطار الشر عن طريق رفع الحاجب وتجهم الوجه.
بعد ذلك غير جلده تماما وأصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار أمثال محمود المليجي، زكي رستم وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم جعلوني مجرما عام 1952للمخرج عاطف سالم وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولى للأحداث وهو من تاليف فريد شوقي ورمسيس نجيب، وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار فيه نجيب محفوظ وهو أحد الذين نالوا جائزة نوبل في الأدب فيما بعد.
قدم “فريد شوفي” أول أدوار البطولة المسرحية من خلال مسرحية “الضحية” على مسرح “برنتانيا”، كما قدم أول أعماله السينمائية بعنوان “ملاك الرحمة” عام 1946م، بينما جاءت انطلاقته الفنية من خلال فيلم “الأسطى حسن” حيث انهالت عليه الكثير من العروض بعد ذلك.
على الرغم من تنوع الأدوار التي قدمها الفنان “فريد شوقي” سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح، إلا أنه أشتهر بأدوار الفتوة والبطل القوى حتى أُطلق عليه لقب “الملك” و”وحش الشاشة” نظرًا لما كان يتمتع به من قوة جسديه أهلته للعب تلك الأدوار.
بلغ الرصيد الفني للفنان الراحل “فريد شوقي” ما يقرب من الـ 300 فيلم، ومن أبرز أعماله السينمائية: “شاويش نص الليل” و”الشيطانة” و”أصدقاء الشيطان” و”ويبقى الحب” و”عذراء وثلاثة رجال” و”إعدام ميت” و”شهد الملكة” و”يارب ولد” و”الشيطان يعظ” و”الأسطى حسن” و”أمير الانتقام” و”مكتوب على الجبين” و”بيت الطاعة” و”صراع في الوادي” و”رصيف نمرة 5” و”الفتوة” و”سواق نص الليل” و”باب الحديد” و”باب الحديد” و” رابعة العدوية” و”أمير الدهاء” و”ومضى قطار العمر” و”وبالوالدين إحسانا” و”أفواه وأرانب” و”“رجل فقد عقله” و”الباطنية”.
كما قدم عدد من الأعمال التليفزيونية المتميزة منها “البخيل وأنا” و”عم حمزة” و”العاصفة” و”الليلة الموعودة” و”العبقري”و”صابر يا عم صابر”، إضافة إلى بعض الأدوار المسرحية ومنها “شارع محمد على” و”البكاشين”.
لم تقتصر موهبة الراحل” فريد شوقي” على التمثيل فقط، بل امتدت موهبته لتشمل التأليف والإنتاج، حيث شارك في كتابة وإنتاج العديد من الأعمال منها “جعلوني مجرمًا” ثم “بورسعيد” لتتأكد نجوميته ويواصل مسيرته الحافلة بين السينما والمسرح والتليفزيون.
نال الفنان “فريد شوقي” خلال مشواره الفني أكثر من 92 جائزة حيث حصل جائزة الدولة عن فيلم “جعلوني مجرمًا” عام 1955م وجائزة الإنتاج من مهرجان برلين عام 1956م عن فيلم “الفتوة”، كما حصل على جائزة أفضل ممثل من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية عن فيلم “هكذا الأيام”، ووسام الفنون من الرئيس جمال عبدالناصر.

من almooftah

اترك تعليقاً